طعن مستوطن في الخليل ومقتل فلسطينية على بوابات الحرم الإبراهيمي

قتيل كل 10 ساعات.. وألفان ومائة إصابة وألف عملية اعتقال منذ بداية أكتوبر

فلسطينيون يرشقون حجارة باتجاه جنود إسرائيليين خلال اشتباك في قرية سعير القريبة من الخليل بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
فلسطينيون يرشقون حجارة باتجاه جنود إسرائيليين خلال اشتباك في قرية سعير القريبة من الخليل بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

طعن مستوطن في الخليل ومقتل فلسطينية على بوابات الحرم الإبراهيمي

فلسطينيون يرشقون حجارة باتجاه جنود إسرائيليين خلال اشتباك في قرية سعير القريبة من الخليل بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
فلسطينيون يرشقون حجارة باتجاه جنود إسرائيليين خلال اشتباك في قرية سعير القريبة من الخليل بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

تواصلت هجمات الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد يوم من اتفاق أردني إسرائيلي على خطوات لتهدئة التوتر في المسجد الأقصى. فقد هاجم فلسطيني مستوطنا وطعنه بسكين، فيما قتلت إسرائيل فتاة بدم بارد على بوابات الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، بدعوى محاولتها طعن جنود في المكان.
وقد تمكن فلسطيني من طعن مستوطن إسرائيلي في منطقة قريبة من مستوطنة «غوش عتصيون»، بين بيت لحم والخليل، قبل أن يلوذ بالفرار. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن سيارة المستوطن تعرضت لإلقاء الحجارة، وعند هربه منها أقدم فلسطيني متنكر في شخصية يهودي متشدد دينيا على طعنه بسكين، ثم اختفى. ووصفت مصادر الشرطة إصابة المستوطن بالخطيرة، وقالت إنه نقل إلى مستشفى هداسا عين كارم لتلقي العلاج، فيما بدأت إسرائيل عملية تمشيط واسعة في مناطق قريبة من الخليل بحثا عن المنفذ.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة سعير شرق الخليل، وأعلنتها منطقة عسكرية، واقتحمتها بحثا عن منفذ عملية الطعن.
ولاحقا، قتل الجنود الإسرائيليون فتاة فلسطينية عند أحد حواجز الحرم الإبراهيمي في الخليل، بدعوى أنها أشهرت سكينا عن بعد. وقال الناطق العسكري إن الجنود أطلقوا النار على فلسطينية أشهرت سكينا بعد أن طالبوها بإبراز بطاقة هويتها، مما أسفر عن مقتلها.
لكن الفلسطينيين شككوا في الرواية الإسرائيلية ونفوها. وقال شهود عيان إن الفتاة التي لم تعرف هويتها على الفور تبدو طالبة مدرسة، وقد كانت تحمل حقيبة مدرسية على ظهرها، وقتلت وهي تخضع لتفتيش على بوابات الحرم، وتركت تنزف حتى الموت.
وتحيط إسرائيل الحرم الإبراهيمي بمجموعة من الحواجز وعشرات الجنود، وتخضع الفلسطينيين لتفتيش إلكتروني وشخصي، قبل الوصول إلى المسجد الذي قسمه الإسرائيليون بين المسلمين واليهود. وعمليا لا يمكن الوصول مباشرة إلى الجنود قبل الخضوع لفحوصات أمنية مختلفة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه مع مقتل الفتاة «يرتفع عدد الذين ارتقوا منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) إلى 58 شهيدا في الضفة الغربية وقطاع غزة». وأضافت الوزارة في بيان صحافي أن «22.4 في المائة من الشهداء هم من الأطفال، فيما بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية، بما فيها القدس، 40 شهيدا. وفي قطاع غزة 17 شهيدا، من بينهم أم حامل وطفلتها ذات العامين، فيما استشهد شاب من منطقة حورة بالنقب، داخل أراضي 1948».
وبحسب الوزارة «فإن معدل ارتقاء الشهداء منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي هو سقوط ضحية كل 10 ساعات، وإصابة مواطن من مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة كل 8 دقائق». وسجلت الوزارة نحو 2100 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي، ونتيجة للضرب المبرح والحروق، في الضفة الغربية وقطاع غزة، من بينهم 983 إصابة بالرصاص الحي، و906 إصابات بالرصاص المطاطي، إضافة إلى أكثر من 5 آلاف حالة اختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع.
وانحسرت بشكل كبير أمس المواجهات في الضفة وغزة، غير أنه جرى تسجيل بعض المواجهات المحدودة. وقالت إسرائيل إنها أحبطت عملية طعن ثالثة أمس قرب نابلس شمال الضفة الغربية، بعد اعتقال فلسطيني وبحوزته سكين كان ينوي تنفيذ عملية.
وواصلت إسرائيل عمليات الاعتقال أمس في الضفة الغربية والقدس. وبلغ عدد عمليات الاعتقال التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين المدنيين، منذ بداية شهر أكتوبر الحالي، 1003 عمليات، نصفها كان بحق فتية قاصرين تقل أعمارهم عن 18 سنة. وقد تركّزت الاعتقالات في محافظتي الخليل والقدس بنسبة 40 في المائة.
وقال تقرير لمكتب الإعلام الحكومي إن عدد المعتقلين من مدينة الخليل 221 مواطنا، فيما بلغ عدد المعتقلين من مدينة القدس 201 مواطن. وأشار التقرير إلى أن عدد المعتقلين من الأراضي المحتلة عامة لا يقل عن 160. وجاء في التقرير الحكومي أن ما نسبته 100 في المائة من المعتقلين تعرضّوا للضرب الشديد وللتنكيل والإهانات والمعاملة القاسية خلال اعتقالهم واستجوابهم. وأكد مركز الإعلام الحكومي أن متوسط عدد الاعتقالات الشهرية قبل بداية شهر أكتوبر الحالي تراوح بين 40 و70 حالة اعتقال. وقال المركز: «ارتفع عدد المعتقلين الإجمالي في السجون الإسرائيلية إلى 6620 معتقلا، موزعين على 22 سجنًا ومركز اعتقال وتوقيف. فيما وصل عدد المعتقلين الإداريين إلى 500 معتقل، منهم 18 معتقلا إداريا منذ بداية شهر أكتوبر. وارتفع عدد الأسيرات في سجون الاحتلال إلى 35 أسيرة منهنّ 9 أسيرات جديدات.
وأوضح المركز أن 5 أسيرات يوجدن في مستشفى هداسا، والبقيّة، 30 أسيرة، في سجن هشارون. كما تم اعتقال ما يقارب الـ500 طفل منذ مطلع شهر أكتوبر الحالي، وغالبية الأطفال المعتقلين موجودون في سجون عوفر، وهشارون، ومجدو، ويجري نقل الأطفال بشكل مبدئي إلى مراكز توقيف حوارة وعتصيون والجلمة.
وبين المركز أن شهادات الأطفال تُفيد بتعرضهم للضرب والشتم والترهيب، خلال الاعتقال والنقل والتحقيق، وأن أكثر من 6 أطفال تم إطلاق كلاب «بوليسية» عليهم، أثناء اعتقالهم، مما أدى إلى إصابتهم بجروح متوسطة، وهم يقبعون في مركز توقيف عتصيون.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.