استطلاع: 78 % من عرب إسرائيل أصبحوا يتجنبون الخروج خوفًا من الاغتيال

أبدوا تشاؤمًا كبيرًا بخصوص مستقبلهم داخل الدولة العبرية

استطلاع: 78 % من عرب إسرائيل أصبحوا يتجنبون الخروج خوفًا من الاغتيال
TT

استطلاع: 78 % من عرب إسرائيل أصبحوا يتجنبون الخروج خوفًا من الاغتيال

استطلاع: 78 % من عرب إسرائيل أصبحوا يتجنبون الخروج خوفًا من الاغتيال

أشارت نتائج استطلاع للرأي بين المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، إلى أن 78 في المائة منهم لم يعودوا يشعرون بالأمان التام بسبب الاعتداءات اليهودية، وأنهم أصبحوا يحبذون البقاء في بيوتهم، فيما قال 43 في المائة منهم بأنهم يخشون من اعتداءات إرهابية يهودية على بلداتهم العربية.
وجاء هذا الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه أمس، بمبادرة من «المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية» في حيفا، أجراه معهد «ستات نت» في الكرمل، في 18 و19 من الشهر الجاري لمعرفة مواقف العرب في إسرائيل تجاه المواجهات الأخيرة التي نشبت بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث تم اختيار عينة من العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، ضمت 307 أشخاص من البالغين.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن 26 في المائة من المستجوبين أكدوا أن السبب وراء اندلاع المواجهات هو «محاولة إسرائيل فرض التقسيم الزماني في المسجد الأقصى ما بين اليهود والمسلمين؛ بينما قال 24 في المائة إن السبب في ذلك هو عدم التقدم في العملية السلمية؛ وأوضح 17 في المائة منهم أن السبب هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقدس والضفة الغربية، في حين قال 16 في المائة إن السبب هو تساهل الحكومة مع المستوطنين ودعمهم، وبالمقابل حمّل 3 في المائة من المستطلعين السلطة الفلسطينية مسؤولية اندلاع المواجهات، بينما رأى 7 في المائة من المشاركين أن الطرفين يتحملان المسؤولية». في حين حملت نسبة 78 في المائة منهم الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تردي الأوضاع.
وحول مدى شعور المواطنين العرب في إسرائيل بالأمان، أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن الأحداث الأخيرة «أدت إلى تدنٍ بارز في الشعور بالأمان، حيث عبّر 66 في المائة من المشاركين عن إحساسهم بعدم الأمان بعد أن دعت الشرطة الإسرائيلية الإسرائيليين إلى حمل السلاح. كما أوضح قرابة 21 في المائة بالأمان لكن بدرجات متوسطة».
وبسؤالهم حول مدى خوفهم من وقوع اعتداء مسلح من قبل يهود متطرفين على بلدات عربية، أجاب زهاء الـ43 في المائة من المشاركين بأنهم يخشون بدرجة عالية وقوع مثل هذه الاعتداءات؛ فيما صرّحت نسبة 29 في المائة أنها تخشى وقوعها بدرجات متوسطة.
وحول مدى تأييد المجتمع الإسرائيلي لدعوات سياسيين ومسؤولين في الحكومة والشرطة بقتل منفذي عمليات الطعن، أوضحت نسبة 64 في المائة من المستجوبين أن هذه التصريحات تلاقي تأييدًا لدى المجتمع الإسرائيلي عامة، فيما قالت نسبة 36 في المائة بأنها تلقى تأييدا من قبل الغالبية، في حين رأت نسبة 30 في المائة من المشاركين أن هذه التصريحات تلاقي تأييدًا قليلا (16 في المائة)، و14 في المائة قالوا: إنها لا تلاقي أي تأييد.
كما أظهر الاستطلاع أن هنالك أغلبية واضحة (70 في المائة) صرّحت بأنها بدأت تتجنب بدرجات متفاوتة التواجد في البلدات اليهودية مؤخرا خوفًا على سلامتهم، فيما قالت نسبة 39 في المائة إنهم أصبحوا يتجنبون التواجد في التجمعات اليهودية كل الوقت، بينما قالت نسبة 31 في المائة إنهم يتجنبون التواجد أحيانا.
وبخصوص مدى إحساسهم بالطمأنينة لمستقبل العرب في إسرائيل، أظهر الاستطلاع أن 45 في المائة من المشاركين يعبّرون عن شعورهم بعدم الطمأنينة بتاتا، فيما عبر 40 في المائة عن شعورهم بالطمأنينة بدرجة متوسطة. وقد عقّب عميد صعابنة، مسؤول وحدة استطلاع الرأي العام في الكرمل، على هذه النتائج بقوله إن «نتائج الاستطلاع تشير إلى أن الجمهور العربي في إسرائيل يحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الأحداث الأخيرة، وأن هنالك حالة من الخوف لديه من التعرض لعنف من قبل أجهزة الأمن أو الجمهور اليهودي، مما سيؤدي إلى تزايد الفصل بين المجتمعين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.