الطائرات الروسية تقصف 83 هدفًا وتعلن تدمير مواقع لـ«داعش» و«النصرة»

قوات النظام تستهدف دوما وزملكا والمعارضة تردّ بضرب ضاحية الأسد

الطائرات الروسية تقصف 83 هدفًا  وتعلن تدمير مواقع لـ«داعش» و«النصرة»
TT

الطائرات الروسية تقصف 83 هدفًا وتعلن تدمير مواقع لـ«داعش» و«النصرة»

الطائرات الروسية تقصف 83 هدفًا  وتعلن تدمير مواقع لـ«داعش» و«النصرة»

كثّفت الطائرات الحربية الروسية غاراتها على مواقع المعارضة في سوريا، بدءًا من حلب وحماة وإدلب في الشمال وصولاً إلى محيط العاصمة دمشق. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن الجيش الروسي «قصف الأربعاء (أمس) 83 هدفًا لمجموعات» وصفتها بـ«الإرهابية» في سوريا في الساعات الـ24 الأخيرة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «إن الطائرات الروسية نفذت 46 طلعة جوية، ضربت خلالها مواقع في محافظات إدلب وحلب وحماة ودير الزور ودمشق». وأفادت عن «تدمير مشغل لصنع قذائف ومستودع متفجرات تابع لجبهة النصرة قرب حلب»، مشيرة إلى «ضرب معسكر تدريب لجبهة النصرة قرب خان شيخون في محافظة حماة من طائرة سوخوي - 25 مما أدى إلى تدمير مخازن وعدة آليات».
وأفادت في الوقت نفسه بأن «الجيش الروسي قصف مركزًا لقيادة تنظيم (داعش) يقع على جبل في محافظة إدلب، وبالإضافة إلى قصف نقطة تجمع قرب سرمين على بعد 270 كلم شمال دمشق». كما تحدثت الوزارة عن «محادثات يجريها تنظيم داعش مع جبهة النصرة للتوحد ضد الجيش السوري».
من جهته، أوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «الطيران الحربي الروسي قصف مناطق في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي». وأكد أن هذا القصف «ترافق مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى». وأشار المرصد إلى أن «الطائرات الروسية نفذت غارة على قرية رسم الحمام في ريف حماه الشرقي، مما أدى إلى سقوط عدد الشهداء والجرحى».
بدوره، أكد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أن موسكو «لا يمكن أن تسمح بتنامي الخطر الذي يمثله تنظيم داعش الإرهابي، ولذلك ستواصل دعم السلطات السورية». وقال شويجو لقناة «روسيا اليوم» إن «السلطات الحكومية في سوريا، بفضل الدعم العسكري الروسي، انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، وحررت جزءًا من الأراضي التي سبق لتنظيم داعش أن استولى عليها، لذلك نحن نخطط لمواصلة تقديم المساعدة للسلطات الشرعية في سوريا والعمل على توفير المقدمات لتسوية هذا النزاع».
وفي المشهد الميداني أيضًا، تواصلت أمس الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والفصائل الإسلامية المسلحة من جهة أخرى في ريف حلب، كما قصف الطيران الحربي قرية أم عدسة قرب بلدة دير حافر التي يسيطر عليها تنظيم داعش، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين. بينما استمرت المعارك بين الفصائل، وقوات النظام مدعمة بمقاتلين من جنسيات إيرانية وآسيوية من طرف آخر، على محاور ريف حلب الجنوبي والشرقي.
أما في الغوطة الشرقية، فقد تعرضت مدينتا دوما وزملكا وبلدات وادي عين ترما وجسرين والمرج، لقصف عنيف من مدفعية وصواريخ قوات النظام، وأدى قصف الطيران الحربي على مدينة المرج في الغوطة الشرقية أيضًا إلى مقتل ناشط إعلامي وثلاثة مقاتلين من الفصائل الإسلامية، وقد ردت المعارضة بقصف ضاحية الأسد قرب مدينة حرستا.
وكان للطيران المروحي دور في المعركة؛ إذ قصف بالبراميل المتفجرة، أمس، قرية بيت تيما بريف دمشق الغربي، مما أدى لسقوط جرحى، في حين نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في محيط أوتستراد دمشق - حمص من جهة مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
وفي ريف درعا، انفجرت عبوة ناسفة استهدفت سيارة قائد جيش اليرموك على طريق تل شهاب - خراب الشحم، من دون أن يؤدي الانفجار إلى إصابات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».