بغداد تقر موازنة «عرجاء» للعام المقبل.. و«الرواتب» تثير غضب البرلمان

لجنة الطاقة تسائل وزير النفط بشأن انهيار الأسعار والكميات المصدرة

بغداد تقر موازنة «عرجاء» للعام المقبل.. و«الرواتب» تثير غضب البرلمان
TT

بغداد تقر موازنة «عرجاء» للعام المقبل.. و«الرواتب» تثير غضب البرلمان

بغداد تقر موازنة «عرجاء» للعام المقبل.. و«الرواتب» تثير غضب البرلمان

بعد يوم واحد من إقرار مجلس الوزراء العراقي، في جلسة استثنائية، موازنة عام 2016 بواقع 113 تريليون دينار عراقي وبعجز مقداره 30 تريليون دينار. اصطدم سلم الرواتب الجديد الذي أقرته الحكومة، وقلص فوارق الرواتب بين أصحاب الدرجات العليا والدنيا، برفض رئيس البرلمان سليم الجبوري.
فيما بحثت لجنة النفط والطاقة البرلمانية مع وزير النفط عادل عبد المهدي الأزمة النفطية ومشكلة انخفاض أسعار النفط والكميات المصدرة لتدارك العجز الكبير الذي تعانيه الموازنة، في وقت لا توجد فيه مصادر أخرى للدخل في البلاد. وبحثت قضية التراخيص النفطية التي أقرتها حكومة نوري المالكي وشغل فيها حسين الشهرستاني منصب وزير النفط.
وأكدت اللجنة المالية والاقتصادية في البرلمان العراقي أن أغلب الأموال التي رصدت في موازنة العام القادم خصصت لقطاع الأمن. وقالت عضوة اللجنة نجيبة نجيب في مؤتمر صحافي عقدته في مبنى البرلمان أمس إن «حجم الموازنة الكلي الذي صوت عليها مجلس الوزراء، بلغ 106 تريليونات دينار عراقي وبعجز قدره 23 تريليون دينار»، مبينة أن «الإيرادات المتوقعة من مبيعات النفط هي 84 تريليونًا بسقف تصدير 3.6 مليون برميل باليوم مع احتساب سعر برميل على أساس 45 دولارًا للبرميل الواحد». وأضافت أن «هذه الموازنة تختلف عن الموازنات السابقة حيث فيها تقشف كبير والتخصيص لقطاع الأمن كان كبيرًا»، مشيرة إلى «وجود زيادة في الإيرادات غير النفطية أكثر من السنوات الماضية، لأن الدولة حاولت أن تعيد النظر بالنظام الضريبي».
من جهته، أكد المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أكثر من مشكلة تعاني منها الدولة وتنعكس على الموازنة السنوية هي الإنفاق الحكومي الذي كان طوال السنوات الماضية مبالغا فيه، وقد جرى تخفيضه بشكل كبير جدا، مما أدى إلى توفير مبالغ مالية كبيرة، فضلا عن تحقيقه مستوى معقولا من العدالة، وكذلك مسألة الفوارق في الرواتب التي عالجها سلم الرواتب الجديد ومنها رواتب الموظفين وامتيازاتهم بالقياس إلى نظرائهم لا سيما في الدرجات الدنيا، بالإضافة إلى العاملين في القطاع الخاص والذين يتقاضون رواتب أقل ومن دون امتيازات بالقياس إلى موظفي الدولة».
وفيما تأمل الحكومة بإقرار إجراءاتها الهادفة إلى تقليل الفوارق من خلال سلم الرواتب الجديد بدءا من الشهر القادم بعد إقراره من قبل البرلمان، فإن الرد جاء سريعا من البرلمان وبالذات من رئاسته التي أكدت أن المشكلة في العراق تكمن في الفساد الإداري والمالي وليس في رواتب الموظفين ومنهم موظفو البرلمان. وقال بيان صادر عن الدائرة الإعلامية للبرلمان عن رئيسه سليم الجبوري مخاطبا الحكومة قائلا إن عددا من وسائل الإعلام «تناقلت تصريحات لعدد من المسؤولين في الحكومة، عبروا خلالها عن استيائهم من الرواتب التي يتقاضاها موظفو مجلس النواب، وفي الوقت الذي نؤكد فيه على أن الرواتب التي يتقاضاها موظفو المجلس هي الرواتب نفسها التي يتقاضاها موظفو رئاسات الجمهورية والوزراء، إضافة إلى الهيئات المستقلة والأمن الوطني».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.