مقاومة شبوة تحذر من أخطار محدقة بالمحافظة.. وتطالب بتسريع دمجها في الجيش

محافظ عدن يخصص يومين في الأسبوع للنظر في مشكلات سكان المدينة

مقاومة شبوة تحذر من أخطار محدقة بالمحافظة.. وتطالب بتسريع دمجها في الجيش
TT

مقاومة شبوة تحذر من أخطار محدقة بالمحافظة.. وتطالب بتسريع دمجها في الجيش

مقاومة شبوة تحذر من أخطار محدقة بالمحافظة.. وتطالب بتسريع دمجها في الجيش

قال سالم ثابت العولقي، الناطق باسم مجلس المقاومة الجنوبية بمحافظة شبوة إن الوضع الأمني في محافظة شبوة ما زال مقلقا وإن هناك الكثير من التهديدات الأمنية التي تحيط بالمحافظة، والتي أهمها وجود ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في بيحان وتقدمهم يوم أمس إلى منطقة «الصفراء» وهذا ما يعني أن هذه الميليشيات قد تتمكن من إسقاط عتق، عاصمة المحافظة، مجددا أو التوجه عبر خط الصحراء نحو حضرموت.
وأشار العولقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه لا توجد أي خطوط دفاع لتأمين المحافظة من كل الجهات، بالإضافة إلى البطء في عملية بناء الأمن والجيش.
وكشف العولقي بأن الجماعات الدينية المتشددة تبقى خطرا قائما على محافظتي شبوة وأبين، مشيرًا إلى أن «استمرار الانفلات الأمني يشجع هذه الجماعات على التمدد والسيطرة وفرض أمر واقع في ظل غياب الدولة وغياب الجاهزية الكاملة للمقاومة من تدريب وتأهيل وتسليح ومستحقات وغير ذلك»، وإلى أن «هناك مشكلة تتعلق بقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي والذي قضى بدمج المقاومة في الجيش والأمن، لأنه قرار دون آلية للدمج وهذا ما جعل القرار مجرد حبر على ورق حتى الآن»، حسب تعبيره.
وجدد ناطق المقاومة الجنوبية في شبوة مناشدة مجلس المقاومة الجنوبية بشبوة للتحالف العربي ليكون عونًا للمقاومة الجنوبية في تحرير مديريات بيحان بأسرع وقت ممكن «فذلك سيساهم بشكل كبير في تأمين المحافظة وتطبيع الحياة المدنية فيها وقطع الطريق على أي قوى تعمل على خلط الأوراق والعبث بمحافظة شبوة، كما نطالب بقصف مواقع الميليشيات بشكل دقيق في الصفراء والسليم وغيرها من المواقع التي توجد فيها الميليشيات في بيحان».
على صعيد آخر، خصص محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد يومي الاثنين والأربعاء من كل أسبوع موعدًا لاستقبال مواطني وسكان عدن لمناقشة قضاياهم وحلها، وذلك ضمن جهوده الحثيثة في إعادة تطبيع الحياة بالمدينة وحل مشكلات السكان العالقة والكثيرة، بحسب مكتبه، واستقبل محافظ عدن، أمس، عددا من المواطنين من سكان المدينة وتحدث السكان للمحافظ حول الأوضاع التي تعيشها المدينة وقضاياهم الخاصة وعدن عامة.
وقد وجه المحافظ بضرورة وسرعة حل كافة قضايا المواطنين، وحاثا الجهات المختصة على معالجة هذه المشكلات وفق الاختصاصات، وقد خصص المحافظ يومي الاثنين والأربعاء لمقابلة المواطنين وحل مشكلاتهم.
وأكد المحافظ اللواء جعفر محمد سعد أن أولوياته تتمثل في حلحلة قضايا السكان وفي مقدمتها أوضاع أسر الشهداء واستكمال إجراء صرف مساكن لهم والبالغ عددهم أكثر من 1700 شهيد بالإضافة إلى معالجة الجرحى والمصابين، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية قيام المكتب التنفيذي بتنشيط مهامه اليومية لما من شأنه تحقيق الاستقرار الوظيفي والخدمي وتحسين الأوضاع الأمنية والخدمية للمدينة.
وفي السياق ذاته، التقى محافظ عدن بمكتبه وزير الشباب والرياضة نايف البكري (المحافظ السابق لعدن) وبحث معه الأوضاع التي تشهدها المدينة كما تم التأكيد على أهمية تنسيق الجهود والتعاون المشترك لما فيه استتباب الأوضاع وخدمة أهالي وسكان عدن.
إلى ذلك، أدى لغم زرعته ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في بلدة مكيراس الجنوبية بمحافظة أبين شمال شرقي عدن أمس إلى «استشهاد» شخص وجرح 4 آخرين إصابتهم خطيرة بحسب ما أفاد به «الشرق الأوسط» محمد قاسم العوذلي أحد أفراد المقاومة الجنوبية بالمنطقة، مشيرًا إلى إقدام تعزيزات للميليشيات بأطقم عسكرية إلى جبل باديمة منطقة بلاس بمكيراس.
من ناحية ثانية، قال ماهر الصلاحي الناشط الحقوقي ورئيس لجنة أهالي وأبناء زنجبار لـ«الشرق الأوسط»: «إنه تم رصد وفاة سبع حالات في مدينة زنجبار، خلال الأيام القليلة الماضية، بفعل حمى الضنك»، مشيرًا إلى أنه وحتى اليوم لم يتم وضع أي معالجات في ظل الغياب التام للسلطة المحلية ممثلة بالمحافظ ومدير عام زنجبار، داعيًا في الوقت نفسه السلطات في أبين إلى تحمل مسؤوليتها تجاه أبناء المحافظة، وما يعانونه من تفشي الأمراض وانتشار الأوبئة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».