«فيديوهات الإعدامات» تحرج إسرائيل.. وإصابات أقل في الضفة وغزة بعد قرارها خفض قوة النار

مقتل 4 فلسطينيين.. وحريق «غامض» قرب تل أبيب

جانب من مظاهرة حاشدة شهدتها لندن أمس تنديدا بالتصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين (جيمس حنا)
جانب من مظاهرة حاشدة شهدتها لندن أمس تنديدا بالتصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين (جيمس حنا)
TT

«فيديوهات الإعدامات» تحرج إسرائيل.. وإصابات أقل في الضفة وغزة بعد قرارها خفض قوة النار

جانب من مظاهرة حاشدة شهدتها لندن أمس تنديدا بالتصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين (جيمس حنا)
جانب من مظاهرة حاشدة شهدتها لندن أمس تنديدا بالتصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين (جيمس حنا)

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 فلسطينيين أمس من دون أن يشكلوا أي خطر يذكر بحسب شهود عيان ولقطات مصورة للإعدامات التي جرت بدم بارد في الخليل والقدس، وقالت إسرائيل إنهم جميعا حاولوا تنفيذ عمليات طعن، بينما تواصلت المواجهات في مواقع مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة وخلفت إصابات.
وتناوب المستوطنون والجيش على قتل الفلسطينيين أمس، فقتل مستوطن شابا في الخليل، بينما قتل الجنود فتاة في المدينة نفسها, وفلسطيني أخر بعدما هاجم جنديا لطعنه, إضافة إلى مقتل شاب أخر في القدس.
واستفرد مستوطن بشاب فلسطيني في شارع الشهداء الذي يخضع لحراسة أمنية إسرائيلية مشددة في مدينة الخليل، فأطلق عليه النار مباشرة وأصابه بجروح خطيرة، قبل أن يصل جنود قريبون ويطلقون عدة رصاصات أخرى تجاهه، ويتركونه ينزف حتى الموت. وادعى المستوطن أن الشاب حاول طعنه باستخدام سكين، لكنه سبقه واستخدم مسدسه وأطلق النار تجاهه.
ونفى شهود عيان الرواية تماما، وقال ناشطون في الخليل إن فضل محمد القواسمي (18 عاما) تعرض لتفتيش دقيق من قبل الجيش، ومن ثم تم السماح له بالعبور إلى الشارع، قبل أن تُطلق النيران عليه من قبل مستوطن في نفس الشارع.
وأظهرت لقطات مصورة نشرها ناشطون لمستوطن يشير إلى الشاب المصاب على الأرض قبل أن تصل قوات إسرائيلية، يتبادل أحد جنودها مع آخر سماعة اتصال وأداة غامضة ألقاها إلى جانب القواسمي.
وأفاد تجمع «باب ضد الاستيطان» بأن مصوري التجمع المنتشرين في شارع الشهداء وحي تل أرميدة وثقوا عملية إعدام الشهيد فضل القواسمي من قبل أحد المستوطنين في شارع الشهداء.
وتبادل الفلسطينيون على نطاق واسع الفيديو وكتبت وسائل إعلام محلية فلسطينية كيف فبرك الجنود عملية إعدام القواسمي وألقوا سكينا إلى جانبه كي يتهموه بمحاولة طعن المستوطن.
وفورا اعتقلت قوات الاحتلال المنسق الإعلامي لتجمع شباب ضد الاستيطان أحمد عمرو، الذي بث فيديو الخليل، وصادروا جهاز الحاسوب الخاص به وكاميرا تصوير فيديو وكاميرا تصوير فوتوغرافي، كما داهمت قوات الاحتلال منزل المواطن مفيد الشرباتي.
وسربت مصادر فلسطينية بأنهم تلقوا تأكيدات من إسرائيل بأنهم سيجرون تحقيقا في الأمر من دون أن تعلن أي جهة رسمية ذلك.
وبعد أقل من ساعة، قتلت مجموعة من أفراد حرس الحدود الإسرائيلي فتى فلسطينيا يبلغ من العمر (16 عاما) بنفس الزعم، أي أنه حاول طعن أحد أفراد المجموعة قرب مستوطنة «آرمون هنتسيف» المقامة على أراضي الفلسطينيين في جبل المكبر بالقدس.
وقالت ناطقة بلسان الجيش الإسرائيلي إن الفتى ويُدعى معتز عويسات من سكان قرية جبل المكبر، حاول طعن أحد الجنود بسكين كانت بحوزته. وعرضت صورا لسكين قالت إنه حاول استخدامها.
وفي وقت لاحق، نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية رواية لأحد المستوطنين تشير إلى أن الفتى قتل قبل أن ينفذ أي هجوم.
وبحسب رواية المستوطن للموقع فإنه شاهد الفتى يسير بجانب الطريق حاملا حقيبة سوداء ويطلق ابتسامات يمينا وشمالا قبل أن يشتبه به ويثير مخاوفه، فأسرع لإبلاغ جنود حرس الحدود البعيدين نحو 200 متر فقط.
وقال المستوطن إنه ما إن وصل إلى منزله حتى سمع طلقات نارية فأخبرته زوجته أنه تم قتل «إرهابي» بالمنطقة، مدعيا أن الفتى كان مثيرا للريبة ويحمل حقيبة مشبوهة، وأن ما فعله كان لإنقاذ «الأبرياء»، وأنه عمل ما يجب فعله في هذه الأيام «المجنونة»، حسب وصفه.
واقتحمت قوة إسرائيلية كبيرة منزل عائلة الفتى بجبل المكبر واعتقلت والده ووالدته واثنين من أشقائه بعد تفتيش المنزل بدقة، واقتادتهم لجهة مجهولة للتحقيق معهم.
ولاحقا، أقدمت مجندة إسرائيلية على قتل فتاة فلسطينية بزعم أنها حاولت طعنها على حاجز عسكري قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل. ونعى الفلسطينيون الفتاة بيان أيمن العسيلي (16 عاما)، التي أظهرتها مجموعة صور قبل أن تقتل بلحظات تقف للتفتيش بعيدا عن المجندة الإسرائيلية بعدة أمتار وتعرض ما بحوزتها.
واقتحمت قوة إسرائيلية منزل عائلة الفتاة في وادي الغروس قرب المنطقة التي قضت فيها واعتقلت والدها بعد تقييد يديه واقتياده لجهة مجهولة. وادعت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية أن المجندة تعرضت للطعن وأصيبت بجروح طفيفة ولكنها استطاعت السيطرة على نفسها وقتل الفتاة التي هاجمتها وأردتها قتيلة.
وبذلك يرتفع عدد «الشهداء» بحسب بيان لوزارة الصحة الفلسطينية إلى 42 منذ بدء الشهر الحالي،، 28 منهم في الضفة الغربية، و14 في قطاع غزة.
وشهدت بعض نقاط التماس في الضفة الغربية في رام الله والخليل وبيت لحم وقلقيلية مواجهات محدودة، بينما أصيب نحو 18 فلسطينيا بالاختناق بالغاز في قطاع غزة خلال مواجهات قرب معبر بيت حانون «إيرز» شمال القطاع، و6 إصابات بالرصاص الحي في البريج وسط وشرق القطاع.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي تجاه متظاهري البريج وعشرات قنابل الغاز شرق حي الشجاعية، كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن تفجير صاروخ أطلق فجرا من غزة في منطقة مفتوحة قرب السياج الأمني شمال قطاع غزة دون أن ينفجر.
وجاءت الإصابات أقل من الأيام الماضية بعد قرار إسرائيلي بخفض لهيب النار قدر الإمكان لاحتواء الهبة الجماهيرية الحالية سوءا في الضفة الغربية أو القدس.
ومساء، أعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة الطوارئ في مدينة رامات غان ضمن «لواء تل أبيب» بعد نشوب حريق كبير في موقف للحافلات أدى إلى احتراق العشرات منها. وحسب موقع «يديعوت أحرونوت» العبرية فإن 20 حافلة على الأقل احترقت جراء الحريق الذي تشتبه الشرطة الإسرائيلية أنه مفتعل، مشيرةً إلى وجود اشتباه بوقوف فلسطينيين خلف إشعال النيران في الحافلات.
وعملت قوات إطفاء كبيرة حتى وقت متأخر للسيطرة على الحريق، بينما أُغلق كثير من الطرق الرئيسية والفرعية أمام حركة المواصلات. ولم يتضح فورا إذا ما كان الحريق متعمدا أم لا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.