ماليزيا: المعارضة تتقدم للبرلمان بطلب لسحب الثقة من رئيس الوزراء

بسبب اتهامه في فضيحة فساد

ماليزيا: المعارضة تتقدم للبرلمان بطلب لسحب الثقة من رئيس الوزراء
TT

ماليزيا: المعارضة تتقدم للبرلمان بطلب لسحب الثقة من رئيس الوزراء

ماليزيا: المعارضة تتقدم للبرلمان بطلب لسحب الثقة من رئيس الوزراء

تقدم أحد أعضاء البرلمان الماليزي من المعارضة بطلب لإجراء تصويت على سحب الثقة من رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق في البرلمان غدا الاثنين، وذلك عندما يواجه أصعب اختبار في تاريخه السياسي بسبب فضيحة فساد.
وبفضل قبضته القوية على حزبه (المنظمة الوطنية المتحدة للملايو) احتفظ رئيس الوزراء بالسلطة رغم غضب المواطنين بسبب مزاعم فساد، وسوء إدارة مالية صندوق تنمية ماليزيا (1إم. دي. بي) الحكومي، المثقل بالديون والذي يرأس نجيب مجلسه الاستشاري. ولكن يبدو أن قبضته بدأت تخف، وقد يتأثر وضعه إذا خسر بعض الأصوات المهمة في البرلمان.
ومن غير المرجح أن ينجح التصويت في حجب الثقة، على اعتبار أن المعارضة في المجلس تفتقر إلى الأغلبية بواقع 25 مقعدا، ولكنه سيضيف الضغط على نجيب، خاصة بعد صدور تقرير في شهر يوليو (تموز) الماضي، أفاد بأن المحققين بدأوا في إجراء تحقيقات بشأن الصندوق، ووجدوا أنه حول 700 مليون دولار إلى حسابات مصرفية لنجيب. لكن لم يتسن لوكالة «رويترز» التأكد من صحة التقرير.
وينفي نجيب الحصول على أي أموال كمكاسب شخصية، لكن لجنة مكافحة الفساد في البلاد قالت إن الأموال كانت تبرعا سياسيا من جهات خارج البلاد.
وتقدم هي لو سيان، المشرع بحزب «عدالة الشعب» الذي يرأسه زعيم المعارضة أنور إبراهيم، بطلب إجراء التصويت على سحب الثقة مستشهدا بفشل نجيب في التفسير بشكل مناسب وجود مبلغ 700 مليون دولار في حسابه.
وكان الحكام الملكيون في ماليزيا قد دعوا في بداية هذا الشهر إلى حسم فوري وشفاف بالنسبة لمزاعم بشأن الفساد في ما يتعلق بصندوق «بيرهاد للتنمية الماليزية» (1إم. دي. بي) الموجهة إلى رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق.
وكان الصندوق الذي جرى تشكيله عندما تولى نجيب السلطة عام 2009 قد بلغت ديونه 11 مليار دولار، وكان محل تحقيق بسبب ما يزعم من فساد وسوء إدارة. وقد أصبح نجيب مثار جدل في يوليو الماضي بسبب ما يزعم من تحويل 673 مليون دولار من الصندوق إلى كثير من حسابات نجيب المصرفية الشخصية.
وأصدر سلاطين الملايو التسعة بيانا عشية انعقاد اجتماع «مؤتمر الحكام»، ونقلت وكالة «بيرناما» الماليزية للأنباء عن البيان أن «نتائج التحقيق يجب تقديمها بشكل شامل، وبأسلوب شفاف حتى يتم إقناع الناس بصدق الحكومة التي لن تخفي على الإطلاق الحقائق والوقائع».
وقد وضع هذا البيان ضغوطا إضافية على نجيب، الذي يواجه دعوات مكثفة للاستقالة للتوصل إلى تحقيق موثوق به بشأن القضية طبقا لمحللين.
وبينما نفى نجيب بشدة المزاعم، ذكرت المفوضية الماليزية لمكافحة الفساد أن المال في حسابات نجيب المصرفية لم يأت من الصندوق، لكن من جهات أجنبية مانحة من خارج البلاد.



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».