الرياض تحصد نصف الصفقات العقارية خلال الربع الثالث من 2015

السمة الأبرز تتضح في انخفاض الأسعار وتصدّر الأراضي الحركة العقارية

تصدّرت الرياض الحركة العقارية خلال الربع الثالث بـ12.5 ألف صفقة، متجاوزة بذلك معظم المدن السعودية مجتمعة
تصدّرت الرياض الحركة العقارية خلال الربع الثالث بـ12.5 ألف صفقة، متجاوزة بذلك معظم المدن السعودية مجتمعة
TT

الرياض تحصد نصف الصفقات العقارية خلال الربع الثالث من 2015

تصدّرت الرياض الحركة العقارية خلال الربع الثالث بـ12.5 ألف صفقة، متجاوزة بذلك معظم المدن السعودية مجتمعة
تصدّرت الرياض الحركة العقارية خلال الربع الثالث بـ12.5 ألف صفقة، متجاوزة بذلك معظم المدن السعودية مجتمعة

تصدّرت الرياض الحركة العقارية خلال الربع الثالث بـ12.5 ألف صفقة، متجاوزة بذلك معظم المدن السعودية مجتمعة، بحسب معطيات المؤشر العقاري لوزارة العدل، وجاءت جدة في المرتبة الثانية بفارق كبير، حيث لم تتجاوز الصفقات فيها 5.1 ألف صفقة خلال الربع المنصرم، ورغم تفاوت الأرقام بين حركات المدن السعودية من ناحية عدد الصفقات فإن الأراضي ظلت ثابتة من حيث نسبة الاستحواذ على الصفقات، حيث تجاوزت الـ90 في المائة من إجمالي الصفقات.
وأكد عدد من المتعاملين العقاريين أن تصدر الرياض للحركة العقارية لم يكن جديدًا، إذ إن هذا الأمر يحدث من سنوات، إلا أن الفارق هنا هو تصدرها بفارق كبير عن المدينة التي تحتل المرتبة الثانية، حيث يلاحظ أن الحركة في الفترة نفسها من العام الماضي لم تتجاوز عدد الصفقات خلالها 11.2 ألف صفقة، بزيادة قدرها 8 في المائة، بعكس أقرب المنافسين، مدينة جدة التي انخفضت الصفقات فيها، إذ إنها العام الفائت لامست 6.1 ألف صفقة بيع.
وفي هذا الصدد، أكد ياسر المريشد، المستشار التسويقي لعدد من الشركات العقارية، أن المؤشر العقاري العام للربع الثالث من العام الحالي لا يختلف كثيرًا من ناحية الأداء العام للأسواق السعودية التي تعاني من انخفاض في الحركة، إلا أن الجديد هنا هو عدد الصفقات بين تلك المدن، إذ إنها اختلفت أو أعطت بعض نصيبها لمدن أخرى، إلا أنه عند حساب العدد العام للصفقات العقارية السعودية تجده يقارب جدًا ما كان عليه خلال الربع المماثل من العام المنصرم، ويلاحظ هنا زيادة نصيب الرياض من الصفقات العقارية التي تصب في جانب الأراضي، التي تعتبر المحرك الحقيقي لقياس الحركة العقارية محليًا.
وأضاف المريشد: «عند الرغبة في إحداث أمر جديد يجب أن يكون على حساب السعر قبل حساب عدد الصفقات، التي انخفضت هذا الربع إلى حد بسيط نتيجة الانخفاضات السابقة التي ضربت القطاع خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا الثلاث الأخيرة منها، مما يعني أن الانخفاض هنا غير جديد بل هو امتداد لما قبله، قد يختلف بنسب بسيطة، إلا أن المحفز الأول لعودة الصفقات العقارية إلى أضعاف ما هي عليه هو عودتها لقيمتها الواقعية التي ابتعدت عنها كثيرا».
ويلاحظ جليًا معالم الهدوء في الحركة العقارية محليًا، إذ انخفض إطلاق المشروعات السكنية الكبرى، ورغم أن الشركات العقارية القيادية تتسابق في الإعلان عن المشروعات الجديدة التي تستهدف المواطنين بشتى طبقاتهم المادية، إلا أن الترقب والنزول دفع بتلك الشركات إلى التريث وعدم الدخول في مشروعات جديدة واعتبارها خطوة متهورة لحين استقرار السوق أو حدوث أي أمر مستجد، يبنون عليه خططهم التنموية التي يبدو أنها تأثرت كثيرًا.
من جهته، قال علي التميمي، الرئيس التنفيذي لشركة عقارية كبرى: «السوق، ومنذ سنوات، تتمحور الصفقات فيها بين الرياض وجدة ومكة المكرمة بنفس الترتيب، لكن بمعدلات مختلفة.. إذ إن للرياض نفسا طويلا وحركة نشطة مركزية يصعب على جميع المدن مجاراتها، سواء كانت السوق نشطة أو خاملة، ويختلف عن مدن المنطقة الغربية حيث تتوزع الحركة بين جدة ومكة المكرمة».
وأشار إلى أن هذا يعني مقاسمة الأداء والحركة بين مدن المنطق الغربية، وهو ما لا يؤهلها إلى تصدّر الحركة العقارية من ناحية عدد الصفقات، بخلاف المنطقة الوسطى التي تتزعم الحركة على مستوى البلاد، وهو أمر مهم أسهم في تصدرها الحركة العقارية لفترة طويلة، مبينًا أنه حتى في طلبات وزارة الإسكان، يلاحظ أن الرياض تتصدر حركة طلبات الإسكان الحكومي باعتبارها العاصمة والأكثر كثافة من ناحية السكان.
وحول أكثر العقارات تداولاً، أكد التميمي أن الأراضي دون أدنى منازع هي الأولى في حركة العقار بنسب تزيد على 90 في المائة في جميع المدن السعودية، وهو ما يؤكده المؤشر العقاري. وأقرب مثال الرياض التي بلغ عدد الصفقات بها 12.500 صفقة، نصيب الأراضي منها 11.300 صفقة، مما يوحي بسيطرة كاملة للأراضي على حساب جميع الأفرع الأخرى.
ولفت التميمي إلى أن السوق متوجسة من المستقبل في ظل ارتفاع الأسعار، ولو أنها انخفضت بنسب جيدة، إلا أنها ليست الطموح الذي يسعى إليه المستهلك أو يطمح إليه ويناسب قدراته.
ويشار إلى أن الرياض حققت عدد صفقات يزيد على 12.500 صفقة، تليها مدينة جدة التي قاربت صفقاتها 5.100 صفقة، ثم المنطقة الشرقية ممثلة بالدمام وصلت صفقاتها خلال الربع الثالث المنصرم إلى 2.600 صفقة، تليها مكة المكرمة بـ1.800، ثم حفر الباطن والأحساء، إلا أن أهم ما يمكن ربطه هو توحدها في حركة الأراضي على النطاق الأوسع على سائر الأفرع التجارية الأخرى.
بينما قال إبراهيم العبيد، الذي يمتلك عددا من شركات الاستشارة العقارية: إن «القطاع العقاري منذ ما يقارب العقد وهو يسير باتجاه منخفض من قيمة الصفقات والمبيعات بالتوازي مع الارتفاعات المتكررة لأسعار العقار، إلا أن أهم ما يميز المقارنة بين الربع الثالث من العام الحالي مع الربع المماثل من العام المنصرم هو الانخفاض في الأسعار في مختلف القطاعات، وإن كانت بنسب غير متكافئة من النزول الحاصل في الإقبال، إلا أن تسجيلها الجديد من الانخفاضات يبث الاطمئنان بأن السوق في تراجع صحيح، بدليل الانخفاض الحاصل في القيمة نتيجة عدم استطاعة معظم المستثمرين مقاومة بقاء الأسعار مرتفعة رغم انخفاض الطلب بكميات متتالية».
وأضاف أن انتعاش السوق مرتبط بمزيد من الانخفاض، مما سيمكن الجميع من التملك، مما يعكس ازدهارًا في الحركة العقارية سيستفيد منه الجميع بلا استثناء. وهذا هو السيناريو الوحيد لتصحيح حال السوق، والأمور الأخرى التي يتحدث عنها معظم العقاريين، من ضرورة التوسع في القروض العقارية والدعم الحكومي المفترض لهم، ما هو إلا رماد يذرونه في أعين المشترين لاستبعاد فكرة انخفاض الأسعار، وهو أمر غير صحيح. ولفت العبيد إلى أن حركة الانتعاش مرتبطة ارتباطا وثيقا بعودتها إلى حالها الطبيعي، أو حتى انخفاضها بقيم معقولة تمكّن الشريحة الأكبر من المواطنين من تملك السكن، وهو ما لا توفره الأسعار الحالية للعقار.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».