سلطات طرابلس تلتزم الصمت بعد تحديد القضاء البريطاني مشتبهًا بهما جديدين في {لوكربي}

متحدثًا باسم النائب العام لـ («الشرق الأوسط»): القضية أغلقت رسميًا منذ سنوات

بقايا الطائرة المنكوبة التي سقطت في {لوكربي} عام 1988 وقتل فيها 259 شخصاً (أ.ف.ب)
بقايا الطائرة المنكوبة التي سقطت في {لوكربي} عام 1988 وقتل فيها 259 شخصاً (أ.ف.ب)
TT

سلطات طرابلس تلتزم الصمت بعد تحديد القضاء البريطاني مشتبهًا بهما جديدين في {لوكربي}

بقايا الطائرة المنكوبة التي سقطت في {لوكربي} عام 1988 وقتل فيها 259 شخصاً (أ.ف.ب)
بقايا الطائرة المنكوبة التي سقطت في {لوكربي} عام 1988 وقتل فيها 259 شخصاً (أ.ف.ب)

التزمت السلطات في العاصمة الليبية طرابلس، الصمت بشأن إعلان النيابة العامة في اسكتلندا بشكل مفاجئ أنها حددت هوية ليبيين اثنين يشتبه بتورطهما في تفجير طائرة بان أميركان فوق بلدة لوكربي في عام 1988، والذي راح ضحيته 270 شخصا.
وقالت النيابة العامة لاسكتلندا في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني الرسمي باللغة الإنجليزية إن «كبير المحامين والنائب العام الأميركي وافقا مؤخرا على أن هناك أساسا سليما في القانون في اسكتلندا والولايات المتحدة يخول المحققين الاسكتلنديين والأميركيين اعتبار ليبيين اثنين مشتبها بهما في التحقيق المستمر في تفجير طائرة بان أميركان 103 فوق لوكيربي».
وأضاف البيان أن كبير المحامين، أصدر رسالة يطلب فيها من النائب العام الليبي في طرابلس أن يحدد الليبيين المشتبه بهما في هذا الحادث، مشيرا إلى أن الادعاء الاسكتلندي والنائب العام الأميركي يسعيان للحصول على مساعدة السلطات القضائية الليبية لضباط الشرطة الاسكتلندية ومكتب التحقيقات الفيدرالي لمقابلة الاثنين اللذين ورد اسمهما في طرابلس بالتورط، جنبا إلى جنب مع عبد الباسط المقرحي وزميله الآخر خليفة فحيمة، في تفجير طائرة بان أميركان 103 في ديسمبر (كانون الأول) 1988 الذي قتل 270 شخصا.
لكن متحدثا باسم النائب العام في العاصمة الليبية طرابلس قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن «الرسالة التي وصلت من اسكتلندا لم تتضمن أية أسماء»، مشيرا إلى أن النيابة العامة الليبية تعتبر أن القضية برمتها قد أغلقت رسميا منذ سنوات.
وتوفي الليبي عبد الباسط المقرحي المحكوم عليه في هذه القضية في شهر مايو (أيار) من عام 2012، بعد تدهور حالته الصحية، علما بأنه قد تم إطلاق سراحه في عام 2009 لدواع إنسانية بعد أن اكتشف أنه مصاب بسرطان البروستاتا.
وأثار قرار الإفراج عنه استياء شديدا في الغرب خاصة بين أسر الضحايا بعدما ذكرت بعض التقارير أنه من الممكن أن يعيش فترة أطول قد تصل إلى عقد آخر. وأدين المقرحي عام 2001 وتمت محاكمته ودخل السجن وطعن في الحكم لأسباب صحية، وتم الإفراج عنه بتوصية من القضاء الاسكتلندي وتصديق من الحكومة الإنجليزية.
إلى ذلك، أعلن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في ليبيا، أنه ما زال يطالب بعثة الأمم المتحدة بإدخال تعديلات على مسودة مشروع السلام الذي يرمي إلى إنشاء حكومة وفاق وطني في البلاد، بالمشاركة مع مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له.
وقال عوض عبد الصادق، رئيس وفد البرلمان غير المعترف به دوليا ويسيطر على العاصمة الليبية طرابلس في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس إن «برلمان طرابلس يستغرب من برناردينو ليون المبعوث الأممي، لإغلاقه باب التفاوض بين الأطراف الليبية في الحوار، من خلال اعتراضه على إدخال التعديلات على المسودة الأخيرة».
وأوضح أن ليون يفاجئ جميع أطراف الحوار بإجراء تعديلات بنفسه دون الرجوع إلى أطراف الحوار، معتبرا أن «هذا يعد خرقا لأنه لم يتم الاتفاق على هذه التعديلات، وخصوصا أن المؤتمر الوطني لم يبعث بأسماء لحكومة الوفاق الوطني المقترحة».
كما أطلقت ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني التي تسيطر بدعم من ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس، سراح عشرة بحارة روس هم آخر من بقي في الاحتجاز من طاقم ناقلة روسية كان قد تم احتجازها في سبتمبر (أيلول) الماضي داخل المياه الإقليمية الليبية غرب البلاد.
وقالت الشركة المالكة لناقلة النفط الروسية «ميكانيك تشيبوتاريف» في بيان على موقعها الإلكتروني إنه «تم إطلاق سراح 10 من طاقم الناقلة الروسية المحتجزين في ليبيا منذ 17 سبتمبر الماضي، ويكون بذلك قد تم إطلاق سراح جميع أفراد الطاقم».
ولفتت الشركة إلى أن «ليبيا كانت قد أطلقت في يومي 9 و12 من الشهر الحالي سراح بحارين اثنين على التوالي»، دون أن توضح مصير الناقلة المحتجزة، وما إذا كان قد تم الإفراج عنها أم لا.
واحتجزت البحرية التابعة للحكومة غير المعترف بها دوليا، الناقلة «ميكانيك تشيبوتاريف» التي تحمل العلم الروسي في سبتمبر الماضي قرب السواحل الليبية وعلى متنها 12 بحارا، وذلك بعد أن وجهت لهم تهمة محاولة تهريب الوقود من ميناء زوارة غرب البلاد.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».