الأمن التونسي يحجز أطنانًا من الكتب التكفيرية قادمة من بلد عربي

تتضمن دعوات لتبني أفكار متطرفة واتباع تيار متشدد

الأمن التونسي يحجز أطنانًا من الكتب التكفيرية قادمة من بلد عربي
TT

الأمن التونسي يحجز أطنانًا من الكتب التكفيرية قادمة من بلد عربي

الأمن التونسي يحجز أطنانًا من الكتب التكفيرية قادمة من بلد عربي

أفادت تقارير إعلامية في تونس، أمس الخميس، بحجز نحو 25 طنا من الكتب التكفيرية الأجنبية في مستودع بمدينة المهدية.
وتشدد الأجهزة الأمنية حملاتها ضد المروجين للفكر المتشدد لتنظيم داعش، في ظل تزايد أعداد المتشددين التونسيين الذين يتم استقطابهم وتجنيدهم قبل تسفيرهم إلى صفوف «داعش» في ليبيا أو سوريا.
وأفادت إذاعة «شمس إف إم» الخاصة، أمس، بأن وحدات من الحرس الوطني داهمت مستودعا في مدينة المهدية (200 كم جنوب شرقي العاصمة)، وحجزت 25 طنا من الكتب الموردة من بلد عربي، والتي تتضمن دعوات للتكفير واتباع تيار متشدد.
وبحسب المصدر نفسه، أوقف الأمن صاحب المستودع، وهو عنصر تكفيري، للتحقيق. لكنه لم يذكر الجهة التي وفرت الكتب.
وقال رياض الصيداوي، الخبير في الحركات الإسلامية ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف، لوكالة الأنباء الألمانية، إن أموالا طائلة تتدفق من دول عربية لدعم جمعيات دينية تعمل على تغيير المذهب المالكي، والطبيعة الدينية للمجتمع التونسي، والترويج للتيارات المتشددة، مضيفا أن «تلك الدول اتبعت الآليات نفسها سابقا في أفغانستان وباكستان، وهو ما أدى إلى إنتاج طالبان».
يشار إلى أن الحكومة التونسية كانت قد اتخذت حزمة من الإجراءات في أعقاب الهجوم الدموي على نزل بمدينة سوسة في يونيو (حزيران) الماضي، والذي خلف 38 قتيلا من السياح، من بينها غلق العشرات من مساجد المتشددين، وتجميد نشاط جمعيات ذات تمويل مشبوه ويشتبه في ارتباطها بجماعات تكفيرية.
وتولي تونس أهمية كبرى لمكافحة الإرهاب للخروج من دائرة الاتهامات المتبادلة بدعم الإرهاب، وهي اتهامات تتقاذفها الأحزاب السياسية وتؤثر سلبا على أداء المؤسستين الأمنية والعسكرية في مجابهة الإرهاب.
ويشكل موضوع عودة المقاتلين التونسيين خارج تونس، الذي أثير مؤخرا، والدعوة إلى قبول توبتهم وإدماجهم ضمن النسيج الاجتماعي التونسي، أهم المواضيع التي تشهد تجاذبا سياسيا قويا، خاصة بعد إعلان النقابات الأمنية عن رفضها لهذا الإجراء، والدعوة إلى سحب الجنسية منهم، وعدم فتح أبواب العودة أمامهم.
كما تلاقي السلطات التونسية ضغوطا إضافية من قبل دول الجوار ومنظمات دولية، على غرار مجلس أوروبا، من خلال حثه تونس على التصديق على تجريم المقاتلين الأجانب، وهو ما يجعلها في موقف أكثر حرجا من ذي قبل في حال إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وعودة نحو 8 آلاف مقاتل إلى تونس ممن تلقوا تدريبات متقدمة على حمل الأسلحة بأنواعها.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت عن اعتقال نحو 50 تونسيا متورطين في قضايا إرهابية. وقالت في بلاغ لها إنها اعتقلت 12 عنصرا مطلوبا في قضايا إرهابية، بالإضافة إلى 38 آخرين تورطوا في قضايا ذات صبغة إرهابية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.