حصلت تركيا وكرواتيا على آخر البطاقات المؤهلة مباشرة لبطولة أوروبا لكرة القدم 2016 بطريقة مثيرة، فيما انتهى مشوار هولندا في التصفيات بالفشل عقب هزيمتها على أرضها أمام جمهورية التشيك لتغيب عن النهائيات لأول مرة منذ 1984.
وحجز 20 منتخبا مكانه في النهائيات فيما ستتنافس 8 منتخبات على الأماكن الأربعة المتبقية عبر الملحق الفاصل الشهر المقبل.
والمنتخبات الـ20 التي تأهلت مباشرة هي فرنسا المضيفة، وآيسلندا وتشيكيا وتركيا كأفضل ثالث (المجموعة الأولى) وبلجيكا وويلز (الثانية) وإسبانيا وسلوفاكيا (الثالثة) وألمانيا وبولندا (الرابعة) وإنجلترا وسويسرا (الخامسة) وآيرلندا الشمالية ورومانيا (السادسة) والنمسا وروسيا (السابعة) وإيطاليا وكرواتيا (الثامنة) والبرتغال وألبانيا (التاسعة).
وتخوض 8 منتخبات احتلت المركز الثالث الملحق لحجز البطاقات الأربع الأخيرة وهي: البوسنة (المجموعة الثانية) وأوكرانيا (الثالثة) وجمهورية آيرلندا (الرابعة) وسلوفينيا (الخامسة) والمجر (السادسة) والسويد (السابعة) والنرويج (الثامنة) والدنمارك (التاسعة). وأعلن الاتحاد الأوروبي أمس أن المنتخب السويدي سيكون ضمن قائمة المصنفين في المستوى الأول مع البوسنة وأوكرانيا والمجر بالدور الفاصل، فيما تأتي منتخبات الدنمارك وآيرلندا والنرويج وسلوفينا في المستوى الثاني وذلك قبل قرعة الملحق الأحد المقبل في مقر اليويفا بمدينة نيون السويسرية. وقسمت المنتخبات الثمانية إلى مستويين طبقا لترتيبها في التصنيف الأوروبي.
وتضع القرعة كل منتخب من المستوى الأولى في مواجهة منتخب من المستوى الثاني حيث يلتقيان ذهابا وإيابا في 12 و17 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ليتأهل الفائز في مجموع المباراتين إلى النهائيات التي تستضيفها فرنسا منتصف العام المقبل بمشاركة 24 منتخبا.
وشارك المنتخب السويدي في آخر أربع نسخ ماضية من البطولة الأوروبية لكنه غاب عن بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل بعدما خسر أمام نظيره البرتغالي في الملحق الأوروبي الفاصل بالتصفيات.
كما خرج المنتخب الآيرلندي من الملحق الأوروبي الفاصل بتصفيات مونديال 2014 وذلك بعد الهدف المثير للجدل الذي سجله المنتخب الفرنسي في مرمى آيرلندا مستفيدا من لمسة يد للمهاجم الفرنسي تييري هنري.
وشهد اليوم الأخير من التصفيات إثارة كبيرة خاصة في المجموعة الأولى التي كانت تركيا وهولندا تتنافسان خلالها على المركز الثالث خلف منتخبي آيسلندا وجمهورية التشيك اللذين تأهلا بالفعل. ونجح المنتخب التركي في انتزاع انتصار مهم على آيسلندا 1- صفر ليصبح أفضل فريق يحتل المركز الثالث من المجموعات التسع. فيما واصل منتخب هولندا عروضه المخزية وسقط على أرضه أمام التشيك 2-3 ليخرج من السباق. واحتل المنتخب الهولندي - بطل أوروبا في 1988 الذي بلغ قبل نهائي كأس العالم العام الماضي - المركز الرابع في مجموعته ليغيب عن النهائيات لأول مرة منذ 1984.
ورفعت تركيا رصيدها إلى 18 نقطة في المركز الثالث للمجموعة، فيما تجمد رصيد هولندا عند 13 نقطة في المركز الرابع. وتصدرت تشيكيا ترتيب المجموعة في نهاية التصفيات برصيد 22 نقطة، مقابل 20 لآيسلندا، وهما كانتا متأهلتين إلى النهائيات قبل هذه الجولة.
وكانت بطاقة أفضل مركز ثالث مؤهل مباشرة إلى النهائيات انحصرت بين المجر (المجموعة الثالثة) وتركيا، وامتلكت الأخيرة فرصة ضعيفة في أن تصبح أعلى الفرق التي تحتل المركز الثالث نقاطا في المجموعات التسع للتصفيات لأن ذلك كان يرتبط بفوزها وفوز كازاخستان على لاتفيا، وتحقق حلم الأتراك وسارت الأمور على هذا النحو بالضبط. وحسمت تركيا، التي أنهت اللقاء أمام آيسلندا بعشرة لاعبين، الفوز بفضل هدف في الدقيقة 89 من ركلة حرة سجله سيلتشوك اينان وكانت النتيجة ضرورية للغاية من أجل إسعاد مواطنيه.
وقال فاتح تريم مدرب تركيا في إشارة لتفجيرات الأسبوع الماضي في العاصمة أنقرة التي قتلت نحو 100 شخص: «كبلد كنا في حاجة لهذا الانتصار لنشعر بالسعادة.. حتى ولو لعدة ساعات ربما. نحن سعداء للغاية بأننا منحنا بعض السعادة لشعبنا». وفي المباراة الثانية، فشل منتخب هولندا ببلوغ النهائيات بعد أن تواصلت نتائجه السيئة منذ انطلاق التصفيات.
وسجل لهولندا كلاس يان هانتيلار في الدقيقة (70) وروبن فان بيرسي (83)، ولتشيكيا بافل كاديرابيك في الدقيقة (24) وجوزيف سورال (35) وروبن فان بيرسي (66 خطأ في مرمى فريقه).
وأكملت تشيكيا المباراة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 43 بعد طرد ماريم سوتشي لنيله بطاقة حمراء. وكانت هولندا توجت باللقب القاري عام 1988 بفضل الرباعي الشهير رود خوليت وماركو فان باستن ورونالدو كومان وفرانك رايكارد، وبلغ نصف النهائي أيضا عامي 2000 و2004. وربع النهائي عام 2008.
كما خسرت نهائي كأس العالم عام 2010 أمام إسبانيا بهدف سجله الإسباني أندرياس انييستا في الوقت الإضافي، وكانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائي مجددا في نسخة البرازيل 2014 لكنها خسرت بركلات الترجيح أمام الأرجنتين لتحتل المركز الثالث.
وتأثر المنتخب الهولندي بعدم الاستقرار الفني، بعدما ترك المدرب لويس فان غال منصبه بعد المونديال ليتولى حاليا تدريب مانشستر يونايتد الإنجليزي. وتولى المهمة غوس هيدينك، لكن الأمور لم تسر بطريقة جيدة في بداية مشوار التصفيات القارية، فتقدم هيدينك باستقالته من منصبه وتم تعيين مساعده داني بليند بدلا منه، إلا أن الأخير لم يتمكن من إنقاذ الموقف أيضا. وفي المجموعة الثامنة كانت كرواتيا التي تملك 17 نقطة تحتاج إلى الانتصار على مالطا بشرط ألا تفوز النرويج التي تملك 19 نقطة على إيطاليا المتصدرة والتي حسمت مقعدها مبكرا. وفي جولة قمة الإثارة لم تحسم فيها الأمور إلا في اللحظات الأخيرة، حيث تقدمت كرواتيا على مالطا بفضل هدف ايفان بريشيتش في الدقيقة 25. وقبل تلك اللحظة تقدمت أيضا النرويج على إيطاليا بعد هدف من الكسندر تيتي في الدقيقة 23 في روما. ومع اقتراب صفارة النهاية انهارت النرويج واستقبلت شباكها هدفين متأخرين عبر اليساندرو فلورينزي في الدقيقة 73 وغراتسيانو بيليه قبل ثماني دقائق على النهاية لتخسر 2 - 1 وتسمح لكرواتيا بتجاوزها في الترتيب. وأنهى منتخب إيطاليا التصفيات برصيد 24 نقطة متفوقا بأربع نقاط على كرواتيا وبخمس نقاط على النرويج. لكن العزاء الوحيد للمنتخب النرويجي أنه حجز مكانا في الملحق وهو ما يفوق الذي حققه المنتخب الهولندي.
وعقب ضمان التأهل قال إنتي شاشيتش مدرب كرواتيا: «إنه شعور رائع أن تتأهل كرواتيا إلى تسع بطولات كبرى من 11 محاولة بعد أن أصبحت دولة مستقلة». وأضاف: «الفضل للاعبين الذين حققوا النتيجة التي كنا نريدها بعد التعثر في مباراتين سابقتين. كنا نستحق أن نحتل المركز الثاني والتأهل مباشرة إلى النهائيات».
وتولى شاشيتش مسؤولية تدريب كرواتيا بعد إقالة نيكو كوفاتش بعد الهزيمة 2 - صفر أمام النرويج والتعادل من دون أهداف مع أذربيجان. وجاء تراجع مستوى كرواتيا بعد قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بخصم نقطة من رصيدها بعد أحداث عنصرية في التعادل 1 - 1 مع إيطاليا في يونيو (حزيران) الماضي. ورسمت جماهير كرواتيا رمزا عنصريا على أرضية الملعب بواسطة مادة كيماوية قبل المباراة التي أقيمت من دون جمهور بسبب عقوبة سابقة. وأشار شاشيتش الذي قاد كرواتيا للمرة الأولى يوم السبت الماضي وحقق الفوز 3 - صفر على بلغاريا إلى أنه يأمل في أن تعود الجماهير إلى رشدها، بعد أن غابت عن لقاء مالطا أيضا كجزء من عقوبة الاتحاد الأوروبي للعبة.
وقال: «كرة القدم هي أفضل منتج تقدمه كرواتيا وأنا واثق من أن جماهيرنا لن تقوم بأي أعمال شغب أخرى». وأضاف: «هذه التشكيلة لديها القدرة على الخروج من ظل جيل 1998 وسنذهب إلى فرنسا بهدف تحقيق مفاجأة». واحتلت كرواتيا المركز الثالث في كأس العالم 1998 في فرنسا بقيادة مجموعة موهوبة يتقدمها دافور سوكر رئيس الاتحاد الحالي بعد سلسلة رائعة من النتائج من بينها الفوز 3 - صفر على ألمانيا في دور الثمانية. وفي المجموعة الثامنة التي حسمت بلجيكا وويلز بطاقتيها المباشرتين من الجولة السابقة، منحت ثنائية هاريس ميدونيانين بلاده البوسنة بطاقة الملحق الأوروبي بفوزها على قبرص 3 - 2 في المباراة التي أقيمت في نيقوسيا. وسجل ميدونيانين الهدفين في الدقيقتين (13 و44) وميلان ديوريتش في الدقيقة (67) هدف البوسنة الثالث، فيما سجل كونستانتينوس خارالامبيدس في الدقيقة (32) ونيستوراس ميتيديس (41) هدفي قبرص.
ورفعت البوسنة رصيدها إلى 17 نقطة واحتلت المركز الثالث وراء بلجيكا المتصدرة (23 نقطة) ووصيفتها ويلز (21).
وهي المرة الثالثة التي ستخوض فيها البوسنة الملحق في آخر أربع بطولات كبرى بعد خسارتها أمام البرتغال في ملحق مونديال 2010 ثم أمام المنافس ذاته في ملحق كأس أوروبا 2012.
وفي المجموعة ذاتها، حسمت بلجيكا الصدارة في مصلحتها بفوزها على إسرائيل 3 - 1 في بروكسل ورفعت رصيدها إلى 23 نقطة، كما عززت ويلز مكانها في المركز الثاني بالفوز على اندورا 2 - صفر في كارديف بهدفي أرون رامزي وغاريث بيل ورفعت رصيدها إلى 21 نقطة.
كرواتيا وتركيا تنتزعان آخر بطاقتين مباشرتين وهولندا تفشل في التأهل
20 منتخبًا ضمنت الظهور في نهائيات يورو 2016 و8 فرق تتنافس على الأماكن الأربعة المتبقية بالملحق الفاصل
كرواتيا وتركيا تنتزعان آخر بطاقتين مباشرتين وهولندا تفشل في التأهل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة