قوات البيشمركة تحرر 95 % من الأراضي الكردية من «داعش» وتستعد لمواصلة الحرب

تفجير انتحاري يقتل 14 إرهابيا غرب الموصل

قوات البيشمركة تحرر 95 % من الأراضي الكردية من «داعش» وتستعد لمواصلة الحرب
TT

قوات البيشمركة تحرر 95 % من الأراضي الكردية من «داعش» وتستعد لمواصلة الحرب

قوات البيشمركة تحرر 95 % من الأراضي الكردية من «داعش» وتستعد لمواصلة الحرب

أعلنت قوات البيشمركة أمس أنها على أهبة الاستعداد لتحرير ما تبقى من المناطق الكردستانية في محافظة نينوى، بينما شهدت مدينة الموصل ثالث عملية انتحارية استهدفت مسلحي تنظيم داعش وأسفرت عن مقتل 13 مسلحا وإصابة العشرات الآخرين.
وقال نائب قائد قوات بيشمركة الزيرفاني (النخبة)، العميد سيد هزار، لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات البيشمركة مستعدة لردع تنظيم داعش وتحرير ما تبقى من الأراضي منه، ولديهم خطط خاصة وننتظر الأوامر من القيادة العليا في الإقليم لدحر (داعش)».
واستطاعت قوات البيشمركة وبحسب إحصائيات رسمية حتى الآن تحرير أكثر من 95 في المائة من الأراضي الكردستانية من تنظيم داعش، وأحاطت بمدينة الموصل المعقل الرئيسي لـ«داعش» في العراق من ثلاث جهات هي الشمالية والشرقية والغربية، بينما تنتظر البوابة الجنوبية للموصل مجيء القوات العراقية لتكملة الحصار على المدينة والبدء بعملية تحريرها المرتقبة.
من جهته قال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني، في الموصل: «إن الاستعدادات متواصلة لتحرير مدينة الموصل والمناطق الأخرى في محافظة نينوى، حيث عقد خلال الأيام الثلاثة الماضية اجتماع بين قوات التحالف الدولي وقوات البيشمركة ووزارة الدفاع العراقية، في مدينة أربيل، لبحث عملية تحرير الموصل، كون هنالك إرادة وجدية من التحالف الدولي وخصوصا من الولايات المتحدة الأميركية لتحرير الموصل، لكن عملية تحرير الموصل مرتبطة بتحرير ما تبقى من محافظة صلاح الدين والرمادي، لذا بدأت طائرات التحالف الدولي تكثف غاراتها على قضاء الشرقاط (شمال محافظة صلاح الدين) المحاذية للموصل، تمهيدا لتحريرها وتحرير ناحية القيارة جنوب الموصل».
وأشار إلى أن تحرير هاتين المنطقتين يسهل من عملية تحرير الموصل، متوقعا في الوقت ذاته انطلاق عملية تحرير الموصل والمناطق الأخرى في محافظة نينوى خلال الشهرين القادمين، مؤكدا أن تحرير المناطق الأخرى في المحافظة مرتبطة بتحرير الموصل لقربها من مركز المدينة، مستدركا بالقول: «بحسب معلوماتنا فإن تنظيم داعش فخخ كل المناطق الخاضعة لسيطرته قرب الموصل بالعبوات الناسفة، ويجب تمشيط هذه المنطقة من الألغام للحول دون وقوع عدد كبير من الضحايا أثناء بدء الهجوم».
في غضون ذلك، قال مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، في الموصل، سعيد مموزيني: «فجر أمس رجل يقود جرافة مفخخة نفسه داخل مقر من مقرات تنظيم داعش في حي اليرموك (غرب الموصل)، وأسفر الانفجار عن مقتل 14 مسلحا من التنظيم»، مبينا أن الانتحاري هاجم التنظيم انتقاما لقتل التنظيم عددا من أفراد عائلته خلال الأشهر الماضية من العام الحالي، مضيفا أن التنظيم سلم أمس جثة أحد أبرز قادته ويدعى أحمد اللهيبي واثنين من مرافقيه إلى مستشفى الطب العدلي في مدينة الموصل، حيث قتلوا في قصف لقوات البيشمركة، مشيرا إلى أن اللهيبي كان مسؤولا عن التخطيط العسكري في التنظيم، وبيّن مموزيني أن قوات البيشمركة قصفت أمس مواقع مسلحي «داعش» في ناحيتي برطلة وبعشيقة شرق الموصل، وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 15 مسلحا من «داعش» وتدمير أربع سيارات مدرعة تابعة للتنظيم.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.