شهدت جبهات عدّة في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق منذ صباح يوم أمس تصعيدًا عسكريًا من قبل النظام الذي بدأ عملية عسكرية في حي جوبر شرق دمشق لضمان أمن العاصمة التي تتعرض لسقوط قذائف بشكل دوري، وفق ما أعلن مصدر عسكري، لافتا إلى أنّ الهدف هو «توسيع قطر الأمان حول القطاعات التي يسيطر عليها انطلاقا من حي جوبر»، فيما أكدت مصادر معارضة أن الفصائل نجحت في التصدي للهجوم على الحي موقعة عددا من القتلى في صفوف قوات النظام.
وقال المصدر العسكري لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الجيش يقوم بـ«أعمال محدودة نوعية وفعالة في جوبر عبر القصف الجوي والمدفعي لضرب مراكز وكتل دفاعات المسلحين التي يستخدمونها في عمليات الرصد» للعاصمة، نافيا أي مشاركة للطائرات الحربية الروسية التي تساند الجيش في معاركه البرية في وسط وشمال غربي البلاد منذ أسبوع، وهو الأمر الذي نفته مصادر المعارضة مؤكدة مشاركة الطيران الروسي في العملية.
وأوضح، ضياء الحسيني، الناشط الإعلامي في الغوطة الشرقية، أنّ النظام نفذ عددا من الهجمات على محاور عدة في الغوطة، مشيرا إلى استقدامه حشدا عسكريا ضخما، وتنفيذ طائراته الحربية عدة غارات، وكذلك قصف الغوطة براجمات الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ العنقودية، وبدعم من سلاح الجو الروسي على معظم بلدات الغوطة الشرقية، ولا سيما حي جوبر، لكن كتائب المعارضة المتمثلة بـ«جيش الإسلام»، قامت بصد اقتحام الحي من جهة العباسيين موقعة أكثر من عشرين قتيلا وإعطاب أكثر من 4 دبابات على محور دلال، وهو الأمر الذي حدث كذلك في الهجوم الذي نفذته قوات النظام من جهة عين ترما.
ورأى الحسيني أنّ هذه العملية العسكرية أتت بعد الخسائر التي منيت بها قوات النظام في سلسلة الجبال المطلة على مدينة دوما، والتي أصبحت تهدد النظام بسبب موقعها الاستراتيجي المطل على ضاحية الأسد، كذلك بعد قطع «جيش الإسلام» طريق حمص - دمشق الدولي ضمن معركة «الله غالب».
وذكرت صفحة «أخبار جوبر» أن حي جوبر تعرض لـ8 غارات جوية من الطيران الحربي الروسي الذي استخدم صواريخ جديدة شديدة التدمير، لافتة إلى مشاركة طائرتي ميغ تابعتين للنظام في تنفيذ الغارات.
وأضافت الصفحة أن حشودًا كبيرة تمركزت في منطقة الكراجات والزبلطاني قبل اقتحام الحي، وضمت نحو 10 دبابات، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
ويكتسب حي جوبر الخالي من المدنيين أهمية كبيرة بالنسبة إلى الفصائل المقاتلة باعتباره مفتاحا إلى ساحة العباسيين في وسط دمشق. ومن هنا يسعى النظام إلى إبعاد خطر هذه الفصائل عن العاصمة. ويتهم النظام الفصائل في حي جوبر بإطلاق قذائف تستهدف العاصمة، سقط آخرها أمس في محيط ساحة العباسيين وحي مزة 86. كما سقطت قذيفتان الثلاثاء داخل حرم السفارة الروسية في حي المزرعة. وقالت وزارة الخارجية الروسية بعد استهداف سفارتها في سبتمبر (أيلول) الماضي بأن القصف «أتى من ناحية جوبر».
ولحي جوبر أهمية استراتيجية أخرى بالنسبة إلى الفصائل كونه يقع عند مدخل الغوطة الشرقية، معقلها المحاصر من قوات النظام.
وفي موازاة العملية العسكرية على حي جوبر تعرضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية أيضًا لقصف من قبل قوات النظام، استخدمت فيه المدفعية الميدانية ومدافع الهاون عيار 120 ملم والفوزديكا وصواريخ أرض أرض.
قوات النظام السوري تبدأ عملية عسكرية في حي جوبر لضمان أمن دمشق
قصف جوي استهدف مناطق في الغوطة الشرقية وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى
قوات النظام السوري تبدأ عملية عسكرية في حي جوبر لضمان أمن دمشق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة