طيران التحالف يستهدف مطار تعز الدولي.. ويقطع إمدادات الحوثيين

عروض عسكرية لمقاومة تعز احتفالاً بثورة أكتوبر.. والميليشيات تواصل قصفها على الأحياء السكنية

الشرطة النسائية المسلحة الموالية للشرعية خلال مسيرة بمناسبة ذكرى 14 أكتوبر في مدينة تعز باليمن (رويترز)
الشرطة النسائية المسلحة الموالية للشرعية خلال مسيرة بمناسبة ذكرى 14 أكتوبر في مدينة تعز باليمن (رويترز)
TT

طيران التحالف يستهدف مطار تعز الدولي.. ويقطع إمدادات الحوثيين

الشرطة النسائية المسلحة الموالية للشرعية خلال مسيرة بمناسبة ذكرى 14 أكتوبر في مدينة تعز باليمن (رويترز)
الشرطة النسائية المسلحة الموالية للشرعية خلال مسيرة بمناسبة ذكرى 14 أكتوبر في مدينة تعز باليمن (رويترز)

احتفل أهالي مدينة تعز، وسط اليمن، أمس، بالذكرى 52 لثورة 14 أكتوبر (تشرين الأول) المجيدة، إذ جرت عروض عسكرية للمقاومة الشعبية وجرى إطلاق الألعاب النارية في سماء تعز ابتهاجا بالثورة المجيدة، الاحتفال نظمته المقاومة الشعبية بشارع جمال أكبر شوارع المدينة، وهو ما قوبل من ميليشيات الحوثي وصالح بقصف عنيف بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة على الأحياء السكنية وسط سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وتزامن الاحتفال الذي شارك فيه رئيس المجلس العسكري العميد صادق سرحان، وقائد المقاومة الشيخ حمود المخلافي، وحضرته جموع غفيرة من المواطنين في تعز وبمشاركة الجيش الوطني، وعناصر المقاومة الشعبية، وتمت إقامة عروض عسكرية مهيبة، وحلق طيران التحالف العربي بشكل كثيف، بقيادة السعودية، إذ شن الطيران غاراته على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة الميليشيات الانقلابية، حيث استهدف مطار تعز الدولي، لأول مرة، بخمسة صواريخ استهدفت مخازن للأسلحة وسمع دوي انفجارات.
كما قصف التحالف جسر الهاملي ووادي رسيان على خط الحديدة البرح المخا لقطع إمدادات الميليشيات من الوصول لتعز والمخا، ومنطقة السويداء بوادي رين بمديرية الوازعية غرب تعز، والعوشقة مديرية بالوازعية، ومنطقة الغيل بالسويداء بالوازعية وتعتبر مؤخرة لميليشيات الحوثي وصالح، وسط استمرار الانفجارات فيها لساعات نتيجة استهداف الطيران لمواقع الميليشيا وأسلحتها، كما وتم استهداف منزل عبد الوهاب المقرعي بالجند الذي يعد مركزا لتجمع الميليشيا والشرمان بمديرية ماوية.
ويقول شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي وصالح منيت بخسائر فادحة جراء استهداف طائرات التحالف العربي مطار تعز الدولي، واستهدفت محطة للديزل وقاطرة محملة بالديزل، كما تم إعطاب أكثر من خمسة أطقم عسكرية، وقتل وجرح أكثر من 60 من صفوف الميليشيات أمام بوابة المطار، بالإضافة إلى شن غارات في الجهة الشرقية والغربية لتعز استهدفت مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح».
إلى ذلك، تواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قصفها العنيف على الأحياء السكنية بصواريخ الكاتيوشا والهاوزر من أماكن تمركزها في جبل أمان بالحوبان ومنطقة التحرير والدفاع الجوي بمدينة النور وشارع الخمسين، وتركز القصف على أحياء ثعبات والدمغة والروضة والموشكي والصفا، وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وتشهد المناطق الشرقية والغربية بتعز، مواجهات عنيفة بين القوات المشتركة وميليشيات الحوثي وصالح، حيث تمكنت المقاومة من صد هجمات الميليشيات في عدد من المواقع بما فيها هجوم على حي جامع الدعوة بجوار كلية الطب بالقرب من منزل المخلوع علي عبد الله صالح، عندما حشدت الميليشيات الانقلابية أكثر من 6 أطقم عسكرية ومدرعة في محاولة مستميتة منهم لإعادة السيطرة على منزل المخلوع صالح بعد السيطرة عليه من قبل المقاومة والجيش الوطني، بالإضافة إلى قيام الميليشيات بزرع الألغام في العبارات والجسور الواقعة على امتداد الطريق الواصل بين منطقة ذباب ومدينة المخا الساحلية، في محاولة منهم لإيقاف تقدم المقاومة والجيش وقوات التحالف العربي.
ويقول مصدر من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثي وصالح تبارك لأهالي تعز بطريقتها من خلال إرسال قذائف قاتلة للمدنيين والأبرياء بقصفها الأحياء السكنية في الوقت الذي تحمل الاحتفالات في تعز بين طياتها كل صفات الثبات والعزيمة والصمود في وجه الميليشيات.
ويضيف بينما تستمر طائرات التحالف في تأمين أبطال المقاومة والجيش الوطني من خلال استمرارها في غاراتها الجوية على مواقع وتجمعات ومخازن ميليشيات الحوثي وصالح في مدينة تعز بما فيها أيضا مدينة المخا، وتم استهداف تجمعات وتمركز للميليشيات، وتحليق كثيف لطائرات التحالف فوق منطقة الجند. كما أنه ومنذ صباح أمس تقوم الميليشيات باستهداف وايتات الماء أسفل منطقة الكشار في منطقة صبر مشرعة وحدنان، ومنع وايتات الماء من الصعود لقرى جبل صبر.
وفي نفس السياق، حذر أبناء مقبنة بتعز، غرب المدينة، المتورطين مع ميليشيات الحوثي وصالح من أبناء المديرية من الشخصيات والنافذين والمتورطين بمساعدتهم في حربهم وحصارهم على المدينة، مؤكدين بعدم السماح للميليشيات بالعبث بأمن المديرية واستخدام سكانها كدروع بشرية لحماية الميليشيات الانقلابية، وذلك بعدما تمكن أبطال المقاومة والجيش الوطني من قتل وجرح عدد من الميليشيات في المنطقة في كمين تم نصبه لهم.
من جهتها، أدانت أحزاب اللقاء المشترك بتعز ما تقوم به ميليشيا صالح والحوثي واستهدافها لأبناء المحافظة والمدينة على وجه الخصوص من خلال استهدافهم المتعمد بالأسلحة الثقيلة الأحياء السكنية وحصارهم المدينة، مؤكدين أن هذه الأعمال الخبيثة لن تزيد أبناء تعز إلا تصميما على ردع الغزاة القتلة وأذنابهم والتمسك بخيار المقاومة لتحرير تعز واليمن من جماعات الخراب باعتبار المقاومة كرامة وطن سجلت المجد وفتحت بابا للحرية من تعز الثورة والمقاومة لتصل إلى كل ربوع اليمن.
وفي مدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، شنت ميليشيات الحوثي وصالح، أمس حملة مداهمات واعتقالات للمواطنين في عدد من الأحياء السكنية ومنها حي اليمن، حيث داهمت ما لا يقل عن 48 منزلا واختطفت أكثر من 35 شخصا بينهم أطفال وكبار السن، وذلك بعدما اختطفت، أول من أمس، الشيخ علي محمد حسن، إمام وخطيب جامع الفرقان في حي غليل بمدينة الحديدة من إحدى النقاط التابعة لهم بجوار جولة الساعة، دون معرفة الأسباب واقتادته إلى قلعة (الكورنيش) التاريخية. وتأتي عملية تكثيف الميليشيات الانقلابية للمداهمات والاعتقالات للمواطنين في ظل تصعيد المقاومة الشعبية التهامية لهجماتها النوعية ضد ميليشيات الحوثي وصالح في جميع مدن ومحافظات الإقليم وتكبيدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، ويقول شهود محليون، إن ميليشيات الحوثي وصالح، تحاصر حي اليمن بمدينة الحديدة برفقة أطقم عسكرية في مسعى منها للاستمرار في مداهمة المنازل واعتقال المواطنين دون وجه حق، سوى الاشتباه فيهم بانتمائهم للمقاومة الشعبية التهامية.
من جهته، يؤكد مصدر من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة مستمرة في تصعيد هجماتها ضد الميليشيات الانقلابية في إقليم تهامة، حيث قام أبطال المقاومة، أمس، بالهجوم على نقطة تابعة لميليشيا الحوثي بالخط الدولي بالقرب من مديرية الزيدية بالحديدة، وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف الميليشيات، كما استهدفت نقطة للميليشيات في القناوص بصاروخ «لو»، وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع لمكان الحادث، بالإضافة إلى استهداف القيادي الحوثي أبو عبد المطلب، أول من أمس، ومرافقه في تقاطع شارع الأربعين مع 7 يوليو بسلاح الكلاشنيكوف، وأنباء عن إصابته بجروح بالغة ومقتل مرافقه.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.