مقتل عسكريين تونسيين وإصابة 4 آخرين في هجوم إرهابي

احتجاز نحو 300 تونسي في ليبيا إثر اعتقال قيادي ليبي في مطار قرطاج

مقتل عسكريين تونسيين وإصابة 4 آخرين في هجوم إرهابي
TT

مقتل عسكريين تونسيين وإصابة 4 آخرين في هجوم إرهابي

مقتل عسكريين تونسيين وإصابة 4 آخرين في هجوم إرهابي

أكد بلحسن الوسلاتي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني التونسية، في تصريح إعلامي مقتل عسكريين اثنين، وإصابة أربعة آخرين بجروح خلال المواجهات التي دارت الليلة قبل الماضية في جبل سمامة بولاية (محافظة) القصرين وسط غربي تونس بين قوات الجيش ومجموعة إرهابية.
وذكر الوسلاتي أن قوات الجيش كانت بصدد تمشيط المنطقة الجبلية، إثر اختطاف راعي أغنام من قبل المجموعة المتطرفة، حينما تعرضت لإطلاق نار كثيف فيما يبدو وكأنه كمين نصب لقوات الجيش. وكانت المجموعة الإرهابية قد اختطفت، صباح أول من أمس، اثنين من الرعاة قبل أن تطلق سراح أحدهما، وتحتفظ بالثاني رهينة. وقد قال الراعي المفرج عنه في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية إن «الخاطفين كانوا يحملون أسلحة من نوع كلاشنيكوف، وكانت حالتهم رثة للغاية وشعرهم وذقونهم طويلة، وكانوا يتحدثون بلهجة تونسية».
وأعلنت كتيبة عقبة ابن نافع المتشددة مسؤوليتها عن العملية، وكشفت عبر موقعها الرسمي عن إعدامها لرهينة كانت قد اختطفتها منذ فترة بتهمة مساعدة الوحدات الأمنية والعسكرية، وقالت إنه «جاسوس أعان جنود الطواغيت»، كما تبنى التنظيم المتشدد المتحصن في جبال القصرين (وسط غربي) عملية اغتيال إمام جامع في المنطقة وقعت قبل أشهر.
ونفى الوسلاتي عثور وحدات من الجيش أمس على جثة الراعي المختطف في جبل سمامة، وفق ما أوردته وسائل إعلام محلية، لكنه أشار في المقابل إلى أن الحالة الصحية للعسكريين الأربعة المصابين أصبحت مستقرة.
واعتبر أن تغير أسلوب الهجمات واستهداف الأهالي للحصول على الغذاء، يؤكد انقطاع السبل أمام هذه العناصر المتطرفة، والنجاح الكبير لقوات الأمن في عزلها وقطع الدعم اللوجيستي عنها، بعد أشهر من أحكام الحصار على تحركاتها.
وعد العلاني الهجوم الإرهابي الأخير الذي أدى إلى مقتل عسكريين وجرح أربعة آخرين «محاولة يائسة» لإثبات أن تنظيم القاعدة المتطرف ما زالت له قدم في تونس، وأن بإمكانه أن يضرب ويكبد البلاد بعض الخسائر المحدودة، غير أن ما حققته المؤسسة العسكرية والأمنية في تونس من نجاحات خلال الأشهر الماضية سيشعر تلك العناصر باليأس من مواصلة حمل السلاح، على حد تعبيره.
وفي سياق متصل بملف الإرهاب، اعتقلت مجموعة ليبية مجهولة نحو 300 تونسي على الطريق الدولية المؤدية من الحدود التونسية إلى العاصمة الليبية طرابلس، وذلك على خلفية اعتقال حسن الذوادي، عمدة بلدية صبراطة الليبية، وصهره لزهر الماقوري من قبل فرقة مكافحة الإرهاب التونسية، عندما كان عائدا إلى بلده عبر مطار تونس قرطاج بعد المشاركة في أنشطة نظمتها منظمة الأمم المتحدة، وطالبت حكومة الإنقاذ الليبية بطرابلس عبر وزارة خارجيتها بإطلاق سراح المعتقلين.
وفي هذا الشأن، أكد مصطفى عبد القوي، الناشط الحقوقي التونسي في منطقة الجنوب الغربي التونسي، احتجاز التونسيين وفق تأكيدات مسؤولين ليبيين، وقال إن ميليشيات مسلحة في مدينة صبراطة والقرى المجاورة عمدت إلى احتجاز حاملي الجنسية التونسية دون تمييز وذلك بهدف «المساومة والابتزاز»، على حد تعبيره.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».