بوتين يلتقي محمد بن زايد ويبحثان ملفات مشتركة بينها الوضع في سوريا

بحثا تعزيز التعاون القائم في القطاع الاقتصادي الاستثماري والذي يسير بوتيرة متنامية

الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي يصافح الرئيس الروسي بوتين عند لقائهما في سوتشي على البحر الأسود في روسيا أمس (رويترز)
الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي يصافح الرئيس الروسي بوتين عند لقائهما في سوتشي على البحر الأسود في روسيا أمس (رويترز)
TT

بوتين يلتقي محمد بن زايد ويبحثان ملفات مشتركة بينها الوضع في سوريا

الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي يصافح الرئيس الروسي بوتين عند لقائهما في سوتشي على البحر الأسود في روسيا أمس (رويترز)
الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي يصافح الرئيس الروسي بوتين عند لقائهما في سوتشي على البحر الأسود في روسيا أمس (رويترز)

أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه أمس بالشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، رغبته في تناول الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الروسية الإماراتية في مختلف المجالات، كما اقترح تبادل الآراء حول حالة الأمور في منطقة الشرق الأوسط، وبحث الأمن في سوريا وتركيا من زاوية ضرورة مكافحة الإرهاب في شتى صوره.
والتقى الرئيس الروسي الشيخ محمد بن زايد في سوتشي، أمس، على هامش سباق السيارات «فورمولا 1». وأشارت وكالة «نوفوستي» إلى أن «جدول أعمال اللقاء تضمن بحث التبادلات الاستثمارية بين روسيا والإمارات في إطار الاهتمام الذي يبديه مستثمرون إماراتيون بتوظيف أصول في صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، بما يخدم الإسهام في مشاريع الطاقة الكهروذرية التي تنفذها شركة (روس أتوم) الحكومية الروسية على امتداد العالم، وفي نشاط شركة الحبوب الروسية الموحدة، ومشاريع استغلال الثروات الطبيعية».
وقال بوتين للشيخ محمد بن زايد: «أرحب بفرصة الحديث عن الوضع في المنطقة، خاصة في ضوء الأعمال الإرهابية الأخيرة في تركيا»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العالمية «رويترز».
وجرى خلال اللقاء استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ما يتعلق بالأزمة السورية وأهم التطورات والمستجدات حولها، ورؤية البلدين في معالجة الأزمتين الإنسانية والسياسية، والمساعي والجهود المبذولة لأجل إنهاء هذا الصراع الذي يهدد المنطقة.
من جانبه، أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن سعادته بلقاء الرئيس الروسي والتحدث معه حول تعزيز وتنمية المجالات التي تهم البلدين وتخدم مصالحهما المشتركة. وجرى خلال اللقاء، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية «وام»، بحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون القائم بين البلدين في القطاع الاقتصادي والاستثماري، والذي يسير بوتيرة متنامية ويحقق مكاسب ملموسة للجانبين، وهو ما يعكس الروابط المتينة من الصداقة والمصالح المشتركة التي تتطلع قيادتا البلدين إلى تنميتها وتطويرها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، أن الإمارات تحرص على بناء علاقات قوية مع روسيا تخدم مصالح البلدين والشعبين في كل المجالات خاصة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية.
وكان الشيخ محمد بن زايد قد التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أغسطس (آب) الماضي في العاصمة الروسية موسكو، وجرى نقاش حول ملفات سوريا والإرهاب والتعاون في مجالات الطاقة. كما بحث الجانبان الجهود الدولية المبذولة من أجل ضمان حوار جاد وعملي للقضية السورية ينهي معاناة السوريين، والخروج بحل سياسي للقضية يتوافق ومتطلبات الشعب السوري ويضمن الأمن والاستقرار في الدولة السورية والمنطقة.
وأبدى الشيخ محمد بن زايد في ذلك الوقت اهتمام بلاده بتطوير العلاقات الثنائية مع روسيا في كل المجالات التي تخدم مصالحهما المشتركة، مشيرا إلى أن التعاون الثنائي شهد نموا مطردا خلال السنوات الأخيرة بدعم ومساندة من قيادتي البلدين اللتين تملكان رؤية شاملة تجاه مستقبل علاقاتهما خاصة في ما يتعلق بالمجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية، من خلال تمكين المؤسسات ذات الشأن في البلدين من القيام بمهامها وأعمالها من أجل تطوير هذه القطاعات.
كما أكد خلال اللقاء أن الإمارات، ووفق سياستها الخارجية الهادفة إلى إقامة أفضل العلاقات مع الدول الصديقة، تواصل تطوير تعاونها الثنائي مع روسيا لبناء مستقبل أفضل للعلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية والطاقة وغيرها من المجالات التي تخدم البلدين. وتم استعراض مختلف مجالات التعاون القائمة بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والطاقة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.