مصادر مطلعة: صالح يختبئ في نفق بمنطقة النهدين شيده قبل 10 سنوات

الرئيس السابق يفقد الثقة بمن حوله

مصادر مطلعة: صالح يختبئ في نفق بمنطقة النهدين شيده قبل 10 سنوات
TT

مصادر مطلعة: صالح يختبئ في نفق بمنطقة النهدين شيده قبل 10 سنوات

مصادر مطلعة: صالح يختبئ في نفق بمنطقة النهدين شيده قبل 10 سنوات

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن هناك معلومات مفادها اختباء الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في منطقة النهدين، حيث تقع دار الرئاسة جنوب العاصمة، فيما شنت طائرات التحالف أمس أكثر من 20 غارة استهدفت المعسكرات ومخازن السلاح المحيطة بدار الرئاسة، مشيرة إلى أن قافلة عسكرية وصلت أمس إلى مأرب محملة بالأسلحة المختلفة، آتية من منفذ الوديعة السعودي مع اليمن، وأرسلتها قوات التحالف لدعم القوات المشتركة في مأرب.
وأوضحت المصادر أن المنطقة التي تمتد من جامع الصالح إلى دار الرئاسة تضم أنفاقا ومخابئ تحت الأرض كان يشرف صالح بشكل شخصي على بنائها خلال السنوات العشر الماضية، مبينة أنه من المرجح أن يستخدمها صالح للاختباء، خصوصا أنها مناطق آمنة تضم كتلا خرسانية تحت الجبال الوعرة، وقامت بإنشائها دائرة الأشغال العسكرية تحت متابعة مباشرة من صالح، طيلة السنوات العشر الأخيرة من حكمه.
وأبانت المصادر أن المخابئ مزودة بكل الاحتياجات اللازمة للسكن لعدة أشهر، إضافة إلى ممرات سرية يمكن مرور سيارات وشاحنات داخلها، مؤكدة أن صالح كان يستخدمها مقرا آمنا أثناء الانتفاضة الشعبية ضده عام 2011، مشيرة إلى أنه حرص على الاحتفاظ بكثير من المخابئ في جبال النهدين بعد رحيله عن السلطة وإبقائها تحت إشرافه بشكل غير مباشر.
وتعد الضاحية الجنوبية للعاصمة صنعاء من المناطق الجبلية الوعرة، حيث تضم سلاسل جبلية تمتد إلى منطقة سنحان مسقط رأس صالح، ويوجد فيها معسكر قوات الاحتياط في منطقة السواد، وهو أكبر معسكرات الحرس الجمهوري الذي يقاتل إلى جانب الميليشيات الحوثية ضد الجيش الوطني وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، إضافة إلى جبل «فج عطان» حيث توجد ألوية الصواريخ.
واستدلت المصادر بالوجود غير الطبيعي لعشرات الجنود التابعين للحرس الخاص بصالح، في منطقة السبعين التي تضم جامع الصالح ودار الرئاسة، التي كانت أول المواقع التي سيطر عليها صالح في الضاحية الجنوبية أثناء حصار الرئيس عبد ربه منصور هادي في سبتمبر (أيلول) 2014.
وكان صالح قد أجرى قبل يومين حوارا تلفزيونيا مع إحدى الفضائيات اللبنانية التي يديرها حزب الله، ومن المتوقع أن تبثه اليوم الاثنين، وظهر فيه بلحية خفيفة بيضاء ووجه عابس، وقال المحلل السياسي عبد الملك شمسان، إن هذا المظهر يدل على ما وصل إليه صالح من خوف ورعب، وإن إطلاقه لحيته لدواع أمنية بحتة، مشيرا إلى أن صالح يتعامل بشكل حذر وفي إطار دائرة ضيقة، وفق احتياطات أمنية مشددة، مضيفا: «أصبح يتعامل مع من حوله بشكل حذر، وصل إلى عدم ثقته بحلاقه، وهو ما أجبره على تقصير لحيته بدلا من حلقها كما كان يفعل في السابق».
وكانت طائرات التحالف العربي شنت غارات صباح أمس على معسكر النهدين للمرة الثانية خلال 24 ساعة، واستهدفته بأكثر من 30 غارة على مخازن سلاح وآليات عسكرية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع العسكرية التي تحيط بها منازل لكبار القيادات العسكرية والحزبية الموالية لصالح وأقاربهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».