16 فعالية فكرية وثقافية ومسرحية.. ورشة حوار مع «شعب تويتر»

افتتاح دورة جديدة من معرض الرياض الدولي للكتاب الثلاثاء المقبل بنافذة على الشباب

جانب من معرض الرياض في دورة سابقة
جانب من معرض الرياض في دورة سابقة
TT

16 فعالية فكرية وثقافية ومسرحية.. ورشة حوار مع «شعب تويتر»

جانب من معرض الرياض في دورة سابقة
جانب من معرض الرياض في دورة سابقة

تشهد العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء المقبل تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب، وهو الحدث الذي يستقطب حضورا واهتماما كبيرين من المثقفين والجمهور، كما يأتي هذا العام بعد تزايد الاهتمام بالفعاليات المصاحبة.
وتهيمن على فعالياته هذا العام ندوات الحوار مع الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم الندوات التي تستضيف الشباب الفاعلين في هذه المواقع.
وذكر الدكتور زيد الفضيل رئيس اللجنة الثقافية لـ«الشرق الأوسط»، أن البرنامج الثقافي للمعرض يحدد أهداف المشروع الحضاري الوطني للسعودية على المدى المتوسط والبعيد، موضحا أن فقرات البرنامج تشتمل على 16 ندوة ومسرحيتين وعدد من الورش التي تخدم الثقافة والفكر والأدب.
ويشمل البرنامج أيضا تنظيم أمسية فكرية بعنوان «الوعي العربي والسياقات الراهنة» تبحث مدى تأثر الوعي العربي الحالي وعوامل تشكل شخصيته وحضور المرأة فيه ووعيه الفكري بما يدور من سياقات راهنة. ويشارك في هذه الندوة الكاتب الدكتور مصطفى المرابط من المغرب، والأكاديمي المفكر الدكتور مصطفى حجازي من لبنان، والأكاديمية الناشطة الدكتورة ابتسام الكتبي من الإمارات، وأستاذ الأدب الدكتور هاجد الحربي من السعودية، ويديرها الإعلامي السعودي فهد الشريف.
كذلك، تشارك الناقدة الدكتورة هويدا صالح من مصر، والروائي الدكتور أمير تاج السر من السودان، والناقد الدكتور حسن النعمي من السعودية في ندوة بعنوان «الرواية والمجتمع المدني»، تناقش العلاقة التبادلية بين الرواية ومفاهيم المجتمع المدني ويديرها الدكتور محمد أبو ملحة.
وعلى الصعيد المحلي، ووفق زيد الفضيل رئيس اللجنة الثقافية، هناك ثلاث نوافذ رئيسية وهي ندوة «نحو مشروع حضاري وطني» تشارك فيها الباحثة الدكتورة خولة الكريع، والمستشار الاقتصادي الدكتور محمد الصبان، والكاتب الدكتور يوسف مكي، ويديرها الكاتب الدكتور عبد المحسن هلال للحديث حول قضايا التنمية الاجتماعية وآفاق وتطلعات المشاريع العلمية والاقتصادية والفكرية للسعودية.
والندوة الثانية المتعلقة بالإعلام الجديد بعنوان: «الإعلام الجديد.. منهجية النقد وإلغاء السرية» يشارك فيها عدد من الناشطين الشباب وهم: عبد المجيد الكناني المختص بـ«يوتيوب»، وعبد الله المغلوث الناشط في «تويتر»، ويوسف الحضيف المهتم بـ«بودكاست»، وبندر المطلق المختص بـ«تيدكس»، بمعية الإعلامي ناصر الصرامي من قناة «العربية»، ويديرها الإعلامي محمد الطميحي.
وتسلط الندوة الثالثة، وعنوانها «المكتبات الوطنية نحو بناء مجتمع المعرفة»، الضوء على واقع مجتمع المعرفة وكيفية بنائه عمليا مع الأخذ في الاعتبار مفاهيم وآليات الاستراتيجية الوطنية للتحول إلى اقتصاد ومجتمع المعرفة، من خلال الحديث عن المكتبات الوطنية الكبرى في المملكة وهي مكتبة الحرم المكي الشريف ومكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة بالحرس الوطني ومركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، ويديرها الدكتور عبد الله السفياني.
ويحتوي البرنامج الثقافي على أمسية شعرية تشارك فيها الشاعرة والأديبة الكبيرة الدكتورة فوزية أبو خالد، والشاعرة الكبيرة زينب غاصب، بجانب الشاعرين الشابين محمد خضر وخليف غالب، ويديرها الشاعر عبد الله السفر، فيما يقدم الدكتور خالد اليحيى وفريق عمله ندوة مكثفة بعنوان «أنا أقرأ» تهتم بموضوع تقنيات القراءة.
وستقام ست ورش متنوعة في الموضوع والطرح، إذ يقدم الدكتور سامي الجمعان من السعودية والدكتور فيصل القحطاني من معهد الفنون المسرحية بالكويت ورشة متخصصة في كيفية كتابة السيناريو المسرحي والتلفزيوني والسينمائي والأفلام التسجيلية.
وينظم محمد بدوي ورشة في كيفية استثمار التقنية ووسائط التواصل الاجتماعي الاستثمار الأمثل ماديا ومعنويا، فيما تسلط ورشة «آفاق النشر الإلكتروني» الضوء على تطوير صناعة النشر الإلكتروني في السعودية والعالم من خلال استضافة مدير شبكة «غوغل» في العالم العربي لويس كلاودو بمشاركة مهتمين بهذا الشأن.
أما مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، فسيقيم ورشة عمل عن التحاور مع «شعب تويتر»، أي المداومين على التواصل بـ«تويتر»، لتحويل طاقتهم إلى عمل إيجابي بناء، فيما ستكون آخر الورش مع هيئة سوق المال لمعرفة السبل المثلى للاستثمار بشكل صحيح.

* تكريم الخطاطين
وستكرم اللجنة الثقافية في هذا العام عددا من الخطاطين ومنهم عبد القادر شلبي الذي كلفه الملك عبد العزيز بتجديد بعض الكتابات من آيات قرآنية وأحاديث شريفة وأسماء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، المكتوبة على واجهة القبلة بالمسجد النبوي الشريف.
كما ستكرم محمد كردي الذي كتب بخطه المصحف الشريف، وله مؤلفات في الخط العربي منها كتاب بعنوان «تاريخ الخط العربي وآدابه» وهو أحد المراجع الرئيسة في تاريخ الخط العربي. كذلك تكرم اللجنة محمد آل سعيد، الذي تقلد مهمة خطاط وزارة المعارف على عهد وزيرها الأول الملك فهد بن عبد العزيز، كما أسندت إليه كتابة آيات قرآنية على جدران الحرم المكي الشريف عام 1357هـ وعلى حزام الكعبة المشرفة في أول كسوة سعودية، واختير أيضا خبيرا عامًّا لمكافحة التزوير ومضاهاة الخطوط. ويمتد التكريم لعبد الله المدني الذي كتب على الجدار الجنوبي ونوافذ وأبواب المسجد النبوي الشريف كلمة «التوحيد» وأسماء الصحابة في عام 1370هـ، له كتاب بعنوان «بدائع خطية من الروضة النبوية».
وتضم قائمة الخطاطين المكرمين كلا من عبد الرزاق خوجه المعروف بخطاط العملة السعودية، إذ أسند إليه القيام بالكتابة على العملة السعودية على عهد الملك فيصل والملك خالد والملك فهد يرحمهم الله، وكذلك تكريم خير الله تركستاني الذي طبعت منظمة التربية والثقافة والعلوم الدولية (اليونيسكو) له مليون نسخة من أحد روائعه الخطية.
ويشمل التكريم عبد الله الصانع الذي تولى رئاسة قسم الخط العربي في وزارة التخطيط بالرياض عام 1400هـ، كما سيكرم الدكتور عبد الله فتيني وهو أول طالب حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال الخط العربي في المملكة، وله أكثر من خمسة عشر بحثا ومؤلفا في مجال الخط العربي، كما أسس الجمعية العلمية السعودية للخط العربي بجامعة أم القرى، وهو أحد مؤسسي الجمعية السعودية للخط العربي أيضا، بجانب ناصر الميمون، وجمال الكباسي.

* تكريم المصورين
ويكرم المعرض فئة المصورين الفوتوغرافيين من واقع تسمية ممرات المعرض بأسمائهم، وجرت تسمية 37 مصورا فوتوغرافيا وفق آلية منهجية، ومن أولئك الرعيل من الراحلين أنس أبو السمح، ونبيل جنبي، والدكتور طارق الجهني، وصالح العزاز، وعمر بادغيش، وحامد شلبي، وعيسى صالح عنقاوي، وخالد محمد خضر.
ويمتد التكريم ليشمل المصورين سعود عبد الرحمن محجوب، وعلي المبارك، وعبد الله الدبيخي، ومحمد صالح شبيب، ونهى فؤاد آل غالب، وفوزي محجوب، ومديحة العجروش، وسوزان إسكندر، وسوزان باعقيل، والأميرة ريم الفيصل، وحمد العبدلي، وكريم العنزي، وخالد البدنة، وبكر سندي، وعباس الخميس، وعبد العزيز مشخص، وغيرهم.
يشار إلى أن المعرض خصص هذا العام 16 ندوة على الصعيدين العربي والمحلي، منها ندوات تتعلق بالدولة الضيف (إسبانيا)، بجانب عرضين مسرحيين، وندوة حوارية مفتوحة لتسليط الضوء على قوانين الملكية الفكرية، وأسس التعاقد القانوني بين المؤلف والناشر، بالإضافة إلى إطلاق توصية باسم «توصية الرياض لتعزيز العلاقة بين المؤلف والناشر».



الروائية الكندية مرغريت آتوود تطرح أسئلة الساعة

مارغريت أتوود
مارغريت أتوود
TT

الروائية الكندية مرغريت آتوود تطرح أسئلة الساعة

مارغريت أتوود
مارغريت أتوود

يعرفها الكثيرون من خلال المسلسل التلفزيوني المأخوذ من روايتها المسماة «حكاية الخادمة» (1985). ويعرفها قراء الأدب كاتبة غزيرة الإنتاج لها أكثر من خمسين كتاباً ما بين روايات ومجموعات قصصية ودواوين شعرية وأدب أطفال وكتابات نقدية.

من هذا النوع الأخير كتاب مرجريت آتوود المسمى «أسئلة الساعة: مقالات ونصوص من وحي مناسبات 2004-2022»

Margaret Atwood، Burning Questions: 2004-2022 وهو صادر عن دار «فينتاج» للنشر في 2023.

ما أسئلة الساعة التي تطرحها آتوود هنا؟ إنها حقوق الإنسان، والحركة النسوية، والأدب والبيئة، وصعود نجم دونالد ترمب، والقصة القوطية، والصراعات على مصادر الطاقة، وكوارث العصر من مجاعات وحرائق وفيضانات. ثم هي تخرج عن هذا النطاق لتكتب عن عدد من الأدباء: وليم شكسبير، وتشارلز ديكنز، ودوريس ليسنج، وأليس مونرو، وراي براد بري، وستفن كنج وغيرهم.

وتتساءل آتوود في مقدمة الكتاب: «لماذا اخترت أن أسميه (أسئلة الساعة)؟». وتجيب: «لأنه يعالج قضايا ملحة في اللحظة الراهنة، جذورها ضاربة في الماضي ولكنها ستؤثر في المستقبل». وأول هذه الأسئلة هي مستقبل كوكبنا الأرضي. وهناك مشكلات الديمقراطية، وتوزيع الثروة، وثورة الاتصالات في العصر الرقمي، ووظيفة الكاتب في القرن الحادي والعشرين، وجائحة الكوفيد.

من مقالات الكتاب مقالة مؤرخة في 2014 موضوعها الروائي وكاتب اليوميات التشيكي فرانز كافكا. تسجل آتوود ثلاث لحظات في تاريخ علاقتها بهذا الأديب المعذب صاحب «المحاكمة» و«القلعة» و«أميركا» و«المسخ». كانت المحطة الأولى كتابتها في سن الـ19 مقالة عن كافكا أبرزت فيها علاقته برموز السلطة (وأولها أبوه في البيت)، وشعوره بالضعف والذنب وانعدام الحيلة إزاء لغز الوجود، وغربته العرقية واللغوية؛ إذ كان يهودياً يكتب باللغة الألمانية في مدينة براغ الناطقة باللغة التشيكية.

والمحطة الثانية هي زيارة آتوود - مع أسرتها - لمدينة براغ في 1984، ووقوفها أمام قلعة المدينة القائمة على تل عالٍ، فتتذكر قلعة كافكا وقلاعاً أخرى كتلك التي نلتقي بها في أقصوصة «قناع الموت الأحمر» لإدجار آلان بو، ورواية «آيفانهو» للسير ولتر سكوت، ورواية «دراكيولا» لبرام ستوكر.

والمحطة الثالثة كانت في تسعينات القرن الماضي، بعد سقوط النظام الشيوعي، حين زارت براغ مرة أخرى فوجدتها مدينة مرحة تلمع بالأضواء وقد تحولت قلعتها المرهوبة إلى مزار سياحي، وراحت فرقة موسيقية تنشد أغنية «سنوهوايت والأقزام السبعة» من فيلم ولت دزني، والمحال تزخر بالهدايا والتذكارات. وراحت آتوود تتجول مع زوجها في كل الشوارع والأماكن التي عاش فيها كافكا أو تردد عليها.

وثمة مقالة مؤرخة في 2020 عن رواية «نحن» (1921-1920) للروائي الروسي يفجيني زامياتين وهي من أهم روايات القرن العشرين التي ترسم صورة مخيفة لعالم كابوسي في المستقبل، شأنها في ذلك شان رواية «عالم جديد جميل» لأولدس هكسلي، ورواية «ألف وتسعمائة وأربع وثمانون» لجورج أورويل، ورواية «حكاية الخادمة» لآتوود ذاتها. لقد تعرفت آتوود على رواية الكاتب الروسي في وقت متأخر - في أواخر تسعينات القرن الماضي - قبل أن تكتب روايتها الخاصة.

وحين قرأتها دهشت لقدرة زامياتين على التنبؤ فقد كتب عن معسكرات الاعتقال، والتجسس على أخفى أفكار الناس ومشاعرهم، وسحق الفرد، وإقامة الحواجز والأسوار، والمحاكمات الصورية قبل أن يجعل هتلر وستالين من هذه الأمور حقائق على الأرض. ورواية زامياتين رد على الطوباويات المتفائلة كتلك التي كتبها في القرن التاسع عشر الأديب الإنجليزي وليم موريس وآخرون ممن انبهروا بالتقدم العلمي والتكنولوجي فظنوه قادراً، بعصاً سحرية، على إسعاد البشرية وحل مشكلاتها والتخفيف من آلامها.

ليس هذا الكتاب أول عمل لآتوود في مجال النقد الأدبي

وفي 2020 تكتب آتوود عن رواية للأديبة الفرنسية سيمون دي بوفوار كتبت في 1954، ولكنها لم تظهر إلا بعد وفاة بوفوار وذلك جزئياً لأن جان بول سارتر - شريك دي بوفوار في الفكر والحياة - لم يجدها جديرة بالنشر. عنوان الرواية «دون انفصال» وهي عن صداقة لا تنفصم عراها بين شابتين متمردتين. وتتخذ آتوود من صدور هذه الرواية مناسبة للتعبير عن رأيها في دي بوفوار والوجوديين عموماً. لقد وجدت في كتاب الأديبة الفرنسية المعنون «الجنس الثاني» ما ترتضيه وما ترفضه. وكانت على وعي بفارق السن والظروف بين دي بوفوار وبينها. هناك فارق الأجيال (دي بوفوار ولدت في 1908 بينما ولدت آتوود في 1939). وعلى حين عاصرت دي بوفوار حربين عالميتين، ورأت وطنها يقع تحت الاحتلال الألماني، فإن آتوود عاشت في كندا التي لم تُحتل ولم تُقصف بالقنابل.

وترى آتوود أن رواية «دون انفصال» جديرة بالقراءة، خلافاً لما ارتآه سارتر، وعندها أن خير كتابات دي بوفوار هي التي تسجل طفولتها وصباها وشبابها والحياة الفكرية في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها.

ليس هذا الكتاب أول عمل لآتوود في مجال النقد الأدبي، فقد سبق لها أن حررت كتاب مختارات من الشعر الكندي المكتوب باللغة الإنجليزية (1983)، وأخرجت كتاباً مثيراً للجدل عن الأدب الكندي، عنوانه «البقاء» (1972)، وكتاباً آخر عنوانه «تفاوض مع الموتى: كاتبة تتحدث عن الكتابة» (2002). وهي بصدور هذا الكتاب الجديد تؤكد مكانتها واحدة من ألمع الناقدات النساء في عصرنا، شأنها في ذلك شأن كويني ليفيس (زوجة الناقد الإنجليزي ف. ر. ليفيس)، وديانا تريلنج (زوجة الناقد الأمريكي لايونل تريلنج)، وماري مكارثي (زوجة الناقد الأمريكي إدموند ويلسون)، وسوزان سونتاج.

وقد جمعت هاتان الأخيرتان - مثل آتوود - بين الإبداع الروائي وكتابة النقد الأدبي ومراجعات الكتب. ولهذا النوع من كتابات المبدعات الناقدات أهمية مزدوجة؛ فهي من ناحية تلقي الضوء على الأدباء الذين تكتب آتوود عنهم. ومن ناحية أخرى تلقي الضوء على آتوود ذاتها؛ إذ توضح همومها الفكرية، ومشكلاتها التكنيكية، وتطور فنها، والمؤثرات التي دخلت في تكوينها الذهني والوجداني.