في خطوة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، استضاف لبنان مهرجان جوائز العمارة (Archmarathon) الذي نظمه اتحاد المهندسين اللبنانيين برعاية رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في مركز بيروت للمعارض «بيال»، وبمشاركة عربية ودولية، بعد تنظيمه للمرّة الأولى العام الماضي في مدينة ميلانو الإيطالية، وذلك على مدار ثلاثة أيام ما بين 8 إلى 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
هذا الماراثون الذي تنافس فيه 42 «عداء معماريًا» واستقطب المتخصصين وطلاب الهندسة المعمارية واستقبل أكثر من 10 آلاف زائر، أثبت قدرة لبنان واللبنانيين على تجاوز كل المصاعب، في وقت انعكست فيه الأزمات السياسية والأمنية سلبيًا على مختلف القطاعات. وهو ما أشار إليه رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين، النقيب خالد شهاب، قائلاً: «إن تنظيم هذا المهرجان في ظل الظروف الراهنة والمحيطة بنا، يعكس الإيمان بهذا البلد الكبير ومكانته كمساحة لقاء وإنتاج هندسي ومعرفي ومنبر تلاق عربي متوسطي، بمكوّناته الأكاديمية والهندسية لما فيه خير المهندس المعماري خصوصًا، ولبنان عمومًا. وهي رسالة أرادها المهندسون من هذه المساحة البيضاء ليبقى لبنان منارة مضيئة في مواجهة ظلام حالك؛ لا ولم ولن يتمكن منا».
وشكل المهرجان مساحة من النقاش التفاعلي الهادف إلى تعميم المعرفة والثقافة المعمارية لذوي الاختصاص وطلاب العمارة والمهتمين والعاملين في مجال البناء والعمران. وعلى امتداد ثلاثة أيام، عرض المعماريون المرشّحون للجوائز، من دول عربية ومتوسطية أوروبية، كل حسب فئته، تجربتهم ورؤيتهم المعمارية والفكرية، والمفهوم العام لديهم من خلال عرض مشاريعهم المنفذّة خلال السنوات الخمس الأخيرة، وناقشوها مع الحكام الدوليين، الذين يتمتعون بخبرة مشهود لها دوليًا، ومناقبية معمارية فذّة.
وشارك في المهرجان 42 دولة عربية ومتوسطية وهيئات ومنظمات تعنى بالهندسة والعمارة، أبرزها الاتحاد العالمي للمعماريين الدوليين واتحاد المهندسين العرب وهيئة المعماريين العرب واتحاد معماريي دول حوض البحر المتوسط. كما كان هناك حضور مهم ومساحات مخصصة للشركات والمؤسسات الراعية والرائدة خاصة في مجال العمارة.
وفي تعريفها عن هذا الحدث الهندسي، أشارت سيمونا فينيسي، المدير العام لشركة بوبليكوم الإيطالية صاحبة امتياز المهرجان، إلى أن ولادة «Archmarathon» قبل عامين جاءت بهدف الجمع بين 3 محاور رئيسية، هي الثقافة والتعليم والأعمال، ورأت أن مهرجان بيروت شكل مكانًا رائعًا لهذا الحدث الذي شكل فرصة تقاسم المعرفة وتبادل الخبرات فيما بين الهندسة المعمارية التي اختارتها لجنة التحكيم المرموقة، والشركات التي تعمل في صناعة الهندسة المعمارية، والطلاب.
وبينما لفتت فينيسي إلى أن النسخة الأولى من المهرجان التي نظمت في ميلانو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، شملت سيناريو العمارة العالمية، من الصين إلى أستراليا، ومن البرازيل إلى سنغافورة، وحققت نجاحًا كبيرًا، أكدت أن المهرجان بنسخته اللبنانية التي ركزت على البلدان العربية والبحر الأبيض المتوسط، منحت المزيد من القيمة لمفهوم «Archmarathon»، وأصبحت بذلك بيروت عاصمة عالمية للهندسة المعمارية.
واعتبر غازي زعيتر، وزير الأشغال العامة، ممثل عن بري في المهرجان، أن «هذا الحدث الاستثنائي هو تأكيد على دور لبنان الريادي في الهندسة والحضارة والفكر»، آملاً أن يمثل هذا المهرجان خيرًا ومصلحة للهندسة العربية ومهندسيها وتعظيم الإنجازات ومواجهة التحديات التي تُطاول القطاع الهندسي بشكل عام.
وأوضح رئيس فرع المعماريين الاستشاريين في نقابة المهندسين في طرابلس، وسيم ناغي، أن «هذا الحدث له قصة قصيرة بدأت في جنوب أفريقيا خلال انعقاد المؤتمر الدولي للاتحاد العالمي للمعماريين سنة 2014، حيث كان اللقاء الأول مع شركة بوليكوم صاحبة الابتكار. وهناك تمت دعوتنا لحضور النسخة الأولى من هذا المهرجان في مدينة ميلانو في نوفمبر 2014، وقد استغرق الأمر 11 شهرًا فقط بعد ذلك التاريخ لنكون هنا في بيروت، في النسخة الثانية لمهرجان جوائز العمارة المخصص للدول العربية وحوض البحر المتوسط».
وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قال ناغي: «اليوم تأكد لدينا أهمية حدث كهذا، وأن لبنان - حيث يوجد 12 كلية عمارة - قادر على تنظيم أكبر حدث دولي هندسي على الرغم من كل الظروف التي يمر بها، وأن يكون أحد أهم المنصات الدولية في هذا المجال»، مضيفًا أن «المهندسين اللبنانيين لهم حضور وطاقات مهمة تعمل في الخارج، ونحن كنقابة دورنا مهم لرفع قدراتهم وتثقيفهم من خلال عضويتنا في أربع منظمات».
وأشار ناغي إلى أن «نجاح المهرجان في بيروت والحضور والتفاعل الكبير معه أقنع الشريك الإيطالي بهذا الأمر، وأنها تجربة يبنى عليها في المستقبل، وتم الاتفاق على تنظيمه سنويًا مداورة بين بيروت وميلانو».
وشرح ناغي جوائز العمارة والمشاريع التي شاركت في الماراثون، موضحًا أن «كل عضو في اللجنة رشّح 18 مشروعًا، والمجموع كان 108 مشاريع، تم اختيار 42 مشروعًا منها للمنافسة على المرحلة النهائية، وقد تمت مناقشة المشاريع مع المهندسين خلال ثلاثة أيام ووضعت عليها اللجنة ملاحظاتها بحضور المشاركين والمهتمين».
واختتم المهرجان في نهاية اليوم الثالث، أمس (السبت)، بإصدار النتائج وبتوزيع الجوائز على الفئات التسع، بالإضافة إلى جائزة الجوائز بمعزل عن الفئات، وأخرى منحت للمشروع الذي حصل على أكبر نسبة تصويت من المشاركين عبر الموقع الإلكتروني.
وبينما بارك رئيس الاتحاد العالمي للمعماريين، فريديريك راغو، المبادرات التي تقام في الشرق الأوسط، ولا سيما هذا المهرجان الذي أظهر الكفاءات المعمارية في مجال التصميم والتنظيم المدني، أثنى أمين عام اتحاد المهندسين العرب، عادل الحديثي، على جهود اللجنة التحضيرية واللجنة المنظمة ولجنة التحكيم والمشاركين في المشاريع المعمارية، ولكل من ساهم في إنجاح المهرجان، متمنيًا لاتحاد المهندسين اللبنانيين التقدم والازدهار من أجل خدمة مهنة الهندسة والمهندسين اللبنانيين، ومهنئًا اتحاد المهندسين العرب باتحاد المهندسين اللبنانيين العضو المؤسس له.
ووصف رئيس هيئة المعماريين العرب الدكتور، أنطوان شربل، المهرجان بـ«العرس المعماري الكبير، الذي يُعتبر بمثابة تحدٍ، بكل ما للكلمة من معنى، في هذا الزمن العصيب والقاسي، ولإفساحه المجال للهيئة لتحقيق أبرز أهدافها من خلال المشاركة في هذا المهرجان، ولا سيما تلك المتعلقة بتشجيع تبادل الخبرات وتنظيم تبادل المعلومات والعمل على التكامل المعماري العربي وتميّزه على النطاق العالمي».
7:57 دقيقة
بيروت تستضيف «ماراثون العمارة» وتثبت حضورها كعاصمة عالمية للهندسة
https://aawsat.com/home/article/471376/%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B6%D9%8A%D9%81-%C2%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9%C2%BB-%D9%88%D8%AA%D8%AB%D8%A8%D8%AA-%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D9%83%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF%D8%B3%D8%A9
بيروت تستضيف «ماراثون العمارة» وتثبت حضورها كعاصمة عالمية للهندسة
في نسخته الثانية بعد ميلانو وبمشاركة مشاريع من الدول العربية والبحر المتوسط
- بيروت: كارولين عاكوم
- بيروت: كارولين عاكوم
بيروت تستضيف «ماراثون العمارة» وتثبت حضورها كعاصمة عالمية للهندسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة