الحوثيون يوجهون معلومات مغلوطة ومسيئة عبر رسائل تحمل ختم {الخارجية المخترقة}

الحكومة اليمنية علمت بالأمر بعد تواصل البعثات الدبلوماسية في الخارج معها * القائم بالأعمال اليمني في طهران يغادر إلى الأردن

الحوثيون يوجهون معلومات مغلوطة ومسيئة عبر رسائل تحمل ختم {الخارجية المخترقة}
TT

الحوثيون يوجهون معلومات مغلوطة ومسيئة عبر رسائل تحمل ختم {الخارجية المخترقة}

الحوثيون يوجهون معلومات مغلوطة ومسيئة عبر رسائل تحمل ختم {الخارجية المخترقة}

وجه الحوثيون وموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، رسائل تهاجم التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، وذلك بعد اختراقهم وانتهاكهم لمقر وزارة الخارجية في صنعاء. وتفيد المعلومات بأن الحوثيين وأتباع صالح، بعثوا رسالة إلى بعض وزراء خارجية دول العالم، عبر مقر البعثات الدبلوماسية اليمنية في الخارج، تتضمن معلومات مغلوطة عن الوضع الإنساني في اليمن، مستخدمين شعار وختم الوزارة. وعلمت الحكومة اليمنية بهذا الأمر، بعدما خاطبت البعثات الدبلوماسية اليمنية، مقر الوزارة اليمنية المؤقت (في الرياض)، وكشفت عن فحوى ومصداقية الخطاب.
وطالب الحوثيون في رسالتهم إلى البعثات الدبلوماسية والقنصلية اليمنية ووفودها الدائمة في الخارج، بنقل فحوى الرسالة المؤرخة في تاريخ 8 من الشهر الحالي، إلى وزارات خارجية دول الاعتماد، للاستنجاد بهم، حيث تضمنت معلومات غير صحيحة، عن الوضع الإنساني والطبي والإغاثي، مطالبين بضرورة السماح للسفن المحملة بالأغذية والبضائع والأدوية، لا سيما أن قوات التحالف، أكدت عبر وثائق رسمية، أن السفن تصل باستمرار إلى الموانئ اليمنية، خصوصا ميناء الحديدة، وأن عدد التصاريح التي منحت حتى أول من أمس، 1970 تصريحا لدخول اليمن، ما بين وسائط برية وبحرية وجوية، تضمنت مختلف العمليات الإنسانية، وكذلك الإغاثية، وأيضا إجلاء الرعايا.
ويزعم الحوثيون في الرسالة الموجهة باسم الجمهورية اليمنية، أن البلاد تحت حصار التحالف العربي، لكنهم لم يشيروا إلى أن العمليات التي ينفذها التحالف جاءت استجابة لدعوة وجهها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلى السعودية ودول الخليج، والعالم العربي، بالتدخل لإنقاذ الشرعية اليمنية، بعد سيطرة الحوثيين وأتباع المخلوع صالح على معظم المحافظات اليمنية، وكان آخرها في عدن، مقر العاصمة اليمنية المؤقتة في أواخر مارس (آذار) الماضي.
وأضح الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن البعثات الدبلوماسية اليمنية في الخارج، تواصلوا مع وزارة الخارجية اليمنية في مقرها المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض، وأرسلوا لنا ما بعثته الميليشيات الحوثية، من طلبات إلى السفراء والقنصليات، بنقل معلومات مغلوطة إلى وزراء خارجية دول العالم، مشيرًا إلى أن ما نسب إلى الحكومة اليمنية، ووزارة الخارجية أيضًا، هو تزوير باستخدامهم، أوراق الوزارة الرسمية.
وأكد الدكتور ياسين في اتصال هاتفي، أنه منذ بدء عاصفة الحزم، عملياتها الجوية، بقيادة السعودية هجماتها على الميليشيات الحوثية باليمن، فإن أي تعميم أو مذكرات دبلوماسية تصدر من مقر الوزارة الخارجية في صنعاء، هو غير قانوني ومزور، ومن يعمل به، فهو مشترك في نفس الجرم مع الحوثيون.
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع علي عبد الله صالح، أصبحوا في دائرة ضيقة، بعد أن خسروا الكثير من عناصرهم وأسلحتهم، وكذلك المحافظات التي تحررت بفضل قوات التحالف العربي مع الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، حيث بدأت الميليشيات بالاستنجاد ومخاطبات الدول الأخرى بالتحايل عبر أوراق الوزارة الرسمية، بعد أن أصبح مقر الوزارة في صنعاء، تحت سيطرتهم.
وذكر الدكتور ياسين، أن النقاط التي دونت في رسالتهم، جميعهم باطلة، وتتحدث عن أعمال هم من قاموا بها، في منع دخول المواد الإغاثية والطبية والإنسانية، وسرقتها، وقصفهم لمصفاة النفط في عدن مرتين متتاليتين، وهذه الأعمال هي غيض من فيض من الأعمال الوحشية التي قاموا بها في حق الشعب اليمني، بعد انقلابهم على الشرعية.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية اليمني، أن القائم بالأعمال في سفارة اليمن لدى إيران، غادر طهران إلى الأردن أمس، حيث أبلغ مقر الوزارة المؤقتة بالرياض، بتفاصيل حجز الطيران، وأخذ الأختام الرسمية بالسفارة اليمنية في طهران، مشددًا على أن أي وثيقة دبلوماسية أو تأشيرة تصدر من السفارة بعد إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية، تعتبر غير قانونية ومزورة.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.