مسؤول بالجيش المصري: تهديدات «التكفيريين» باغتيال العمال والمقاولين عطلت جهود التنمية في سيناء

القوات المسلحة أطلقت حملة تعمير لتعويض المُضارين من العمليات الإرهابية

مسؤول بالجيش المصري: تهديدات «التكفيريين» باغتيال العمال والمقاولين عطلت جهود التنمية في سيناء
TT

مسؤول بالجيش المصري: تهديدات «التكفيريين» باغتيال العمال والمقاولين عطلت جهود التنمية في سيناء

مسؤول بالجيش المصري: تهديدات «التكفيريين» باغتيال العمال والمقاولين عطلت جهود التنمية في سيناء

قال اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية أمس إن تهديدات الجماعات «التكفيرية» المسلحة، باغتيال رجال الأعمال والمقاولين العاملين مع الجيش في شمال سيناء، وتنفيذ تلك التهديدات على عدد من المتعاونين، ساهم في تعطيل جهود الإعمار والتنمية للمناطق المتضررة من المواجهات بين قوات الأمن وتلك الجماعات.
جاء ذلك على هامش إطلاق القوات المسلحة أمس الدفعة الأولى لقافلة «تعمير وتنمية سيناء»، والتي ضمت 50 شاحنة ضخمة خصصت للمناطق التي تضررت من العمليات الإرهابية في مثلث «العريش بئر العبد الشيخ زويد»، عقب انتهاء المرحلة الأولى من عملية «حق الشهيد» في شمال شبه الجزيرة.
ويشن الجيش المصري، بالتعاون مع قوات الشرطة، حربا موسعة في شمال سيناء، التي تشهد هجمات إرهابية مكثفة من قبل جماعات متشددة مسلحة، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013. قتل خلالها المئات من الإرهابيين وكذلك من عناصر الأمن والمواطنين.
وفي أعقاب هجوم إرهابي في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي على نقطة عسكرية تدعى «كرم القواديس»، أصدرت الحكومة المصرية قرارا بإخلاء 500 متر من المنطقة الحدودية عند غزة من المدنيين ووعدت بتعويضهم، وتم زيادة المساحة إلى ألف متر في نوفمبر (تشرين الثاني).
وأوضح رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن قافلة التنمية التي تم توجيهها إلى سيناء تضم 3 وحدات صحية بمناطق لحفن وبئر العبد والعبور بسيناء، قامت هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتجهيز الاحتياجات الطبية اللازمة لتشغيلها، وتقديم عدد من الأجهزة الطبية المتطورة لدعم مستشفى العريش المركزي، شملت جهازا لقسطرة القلب وجهاز الرنين المغناطيسي وجهاز تحليل «فيروس سي» لدعم القطاع الطبي والعلاجي بشمال سيناء، وإعداد وتجهيز ثمانية آلاف عبوة من المواد الغذائية والتموينية واللحوم وأربعة آلاف بطانية وأربعة آلاف حصة مدرسية لتوزيعها على أبناء العريش ورفح والشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء.
وأشار اللواء الوزير، في تصريحات له نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، إلى أن الهيئة الهندسية جهزت المعدات الهندسية ومواد البناء اللازمة للبدء في إنشاء مدينة رفح الجديدة، بمنطقة الوفاق واستكمال التشطيبات النهائية لـ1200 وحدة سكنية بمنطقة المساعيد بالعريش، واستكمال تطوير وتوسعة طريق (العريش – رفح – الشيخ زويد)، واستكمال أعمال إنارة وتأمين سلامة المرور بالطريق الدائري بالعريش.
وأضاف: سيتم رفع كفاءة 9 مدارس ومعهد أزهري، منهم 5 بمدينة الشيخ زويد ومدرسة برفح وثلاث مدارس بالعريش، واستكمال أعمال الإنشاءات والتشطيبات لـ3 مستشفيات بمناطق (رفح – نخل – بئر العبد) تمهيدا لافتتاحها وتشغيلها.
وأوضح اللواء الوزير أن قافلة تعمير سيناء تم الدفع بها بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من عملية «حق الشهيد»، التي كان الهدف منها أساسًا القضاء على الإرهاب الذي يعيق ويعرقل التنمية في سيناء، مؤكدا أن الإرهاب عطّل الكثير من المشروعات التنموية على أرض سيناء خلال الفترة الماضية، نظرا لتهديد الجماعات التكفيرية للمقاولين العاملين مع القوات المسلحة في أعمال البناء والتجهيزات الهندسية، واغتيال رجال الأعمال والمقاولين العاملين مع الجيش في أعمال البنية الأساسية، الأمر الذي ساهم في تخوف المقاولين والمستثمرين، وتعطيل العمل بعدد من المناطق مثل رفح والشيخ زويد نتيجة اغتيال عدد من المتعاونين مع القوات المسلحة على أيدي الإرهابيين.
وأضاف الوزير «إنشاء مدينة رفح الجديدة قد تعطل خلال الفترة الماضية نتيجة قيام الإرهابيين بتهديد المقاولين والعمال القائمين بتنفيذ هذا المشروع بالاغتيال أو هدم منازلهم وحرق معداتهم وهذا كان يتم فعلاً، وكذلك توقف العمل في معظم المشروعات التنموية التي كانت تنفذها القوات المسلحة وأجهزة الدولة في هذه المناطق».
وأوضح اللواء الوزير أنه بعد ثورة 30 يونيو 2013 بدأت الدولة في إعداد خطة شاملة لتنمية سيناء شملت كافة المجالات وإقامة الكثير من الصناعات إلا أن هذه الخطة تأثرت وتعثرت وتوقفت في بعض القطاعات أيضا نتيجة العمليات الإرهابية التي شهدتها هذه المناطق.
واختتم: عمل هذه القافلة سيتركز على المدن التي تضررت من الإرهاب وإعادة تأهيل المرافق الأساسية بها كالمدارس والمستشفيات التي سيتم دعمها بالأجهزة المتقدمة وحفر الآبار للمياه وإقامة المساكن في منطقة المساعيد ورفع كفاءة طريق العريش رفح.
من جانبه، أعلن محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور خلال استقبال القافلة أنه سيتم خلال هذا الشهر الإعلان عن تأسيس الكثير من شركات الاستثمار والتنمية في المحافظة، مصرية بنسبة 100 في المائة لدعم عملية التنمية التي ستسير بقوة خلال الفترة المقبلة، مشددا على أن المحافظة أصبحت آمنة إلى حد كبير بعد المرحلة الأولى لعملية حق الشهيد وأن الطلاب سيعودون إلى مدارسهم في التوقيتات المحددة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.