علاوي لـ {الشرق الأوسط}: الإصلاحات الحكومية شكلية.. والتحالف الرباعي غامض

شرخ في «ائتلاف القانون» بعد تشبيه العبادي للمالكي بصدام حسين

إياد علاوي
إياد علاوي
TT

علاوي لـ {الشرق الأوسط}: الإصلاحات الحكومية شكلية.. والتحالف الرباعي غامض

إياد علاوي
إياد علاوي

وجه ائتلاف «الوطنية العراقية» بزعامة الدكتور إياد علاوي انتقادات حادة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، واصفًا إصلاحاته بـ«الشكلية»، وداعيًا لتوضيح أبعاد الاتفاق الرباعي العراقي الروسي الإيراني السوري، الذي وصفه الائتلاف بـ«الضبابي».. فيما رفض ائتلاف المالكي، ما أشار إليه العبادي بوصفه له بالقائد واتهامه له بتبديد ثروات العراق وإنفاقها على مصالح خاصة.
وفي اجتماع لقيادة «ائتلاف العراقية» بزعامة رئيسه إياد علاوي في بغداد، تم بحث الاتفاق الرباعي الذي أبرمه العراق وإيران وروسيا وسوريا، وتشكيل مركز معلومات لجيوش البلدان الأربعة حول نشاط تنظيم داعش في العراق وسوريا وإمكانية مشاركة الطائرات الروسية في شن غارات ضد التنظيم على الأراضي العراقية.
وقال علاوي، زعيم ائتلاف العراقية في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه على الحكومة أن توضح للشعب العراقي أبعاد الاتفاق الرباعي الذي أبرمته مع روسيا وسوريا وإيران وتشرحهُ بمسؤولية، لأننا نرى أن هذا التحالف غامض وضبابي».
وأضاف علاوي: «إن حزمة الإصلاحات التي ينفذها العبادي ما زالت شكلية فقط ولا تنفذ بأي شكل من الأشكال لتتوافق مع طموحات ومطالب الجماهير، وإن كل إصلاحات العبادي تدور في محور واحد فقط هي الإجراءات التقشفية والتي لا تمس واقع َ الأزمة في العراق».
كما ناقش اجتماع قيادة الائتلاف حزمة الإصلاحات التي ينفذها رئيس الحكومة حيدر العبادي، والتي وصفها المجتمعون في بيان لائتلاف العراقية بأنها «ما زالت شكلية ولا تصب في جوهر المطالب الجماهيرية»، محذرًا من خطورة غياب الغطاء القانوني والدستوري لبعض الإجراءات التي تم اتخاذها.
وقال البيان الذي صدر من الائتلاف إن العجز الكبير المتوقع في موازنة عام 2016 يؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات إصلاحية شجاعة لتعزيز الإيرادات غير النفطية وإعادة التفاوض في جولات التراخيص التي تكلف العراق مبالغ باهظة واتخاذ الخطوات اللازمة لدعم إنتاج الطاقة ومنها الاستفادة من الغاز المصاحب للنفط في توليد الطاقة بدلاً من حرق الغاز العراقي واستيراد الغاز من دول الجوار، كما يحدث اليوم.
من جهة أخرى، رفض ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ما أشار إليه رئيس الوزراء حيدر العبادي بوصف المالكي بالقائد الضرورة - هو لقب كان يقال لصدام حسين - واتهامه له بتبديد ثروات العراق وإنفاقها على مصالح خاصة.
وقال ائتلاف المالكي خلال مؤتمر صحافي عقد ببغداد: «إنه في ظل التحديات الخطيرة التي يتعرض لها بلدنا العزيز تحاول بعض الأبواق المسمومة التشويش، وخلق حالة من الفرقة وزعزعة الثقة داخل القوى السياسية التي تصدت وتحملت مسؤولية أخلاقية وشرعية تجاه الشعب وحقوقه، مستغلين ما يصدر من مواقف وتصريحات يطلقها بعض المسؤولين في الدولة لاستهداف القيادات السياسية والوطنية عبر تفسير تلك التصريحات والإيحاء للرأي العام بأنها تمس قيادات عرفت بإخلاصها للعراق وأبناء شعبه».
وأضاف «الائتلاف» أن العبادي عقد السبت الماضي مؤتمرًا صحافيًا تطرق فيه إلى التحديات التي واجهت العراق خلال السنوات الماضية، وما يعاني منه اليوم، «ولاحظنا قيام البعض باستغلال تلك التصريحات وتفسير بعض العبارات التي مقصود بها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري كامل المالكي»، في إشارة إلى وصف العبادي للمالكي بشكل مباشر على أنه أصبح «القائد الضرورة»، وهو اللقب الذي كان يطلق على رئيس النظام السابق صدام حسين.
وكان العبادي وجه في مؤتمر صحافي عقده فور عودته من نيويورك، بعد أن شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتهامات للمالكي من دون ذكر اسمه بعد أن وصفه بـ«القائد الضرورة» متسائلاً: «كيف ضاعت الثروة العراقية؟ تسلمتُ الحكومة العراقية وتملك فقط ثلاثة مليارات ومدانة بنحو 15 مليارًا».
وقال إن الحكومات السابقة بددت ثروات العراق من خلال «هبات وعطاءات (القائد الضرورة)، خصوصًا خلال المواسم الانتخابية»، في إشارة للمالكي الذي يتهم باستخدام موارد الدولة للكسب الانتخابي.
ودعا العبادي إلى «محاسبة المسؤولين عن تبديد تلك الثروات».. مؤكدًا أن حكومته «انشغلت بدفع ديون شركات النفط وأنه تسلم الحكومة وفي خزانتها ثلاثة مليارات دولار مقابل ديون قدرها 15 مليار دولار لتلك الشركات«.
يذكر أن تبادل الاتهامات هذه بين العبادي والمالكي قد عمق من شرخ الخلافات التي يعانيها حزب الدعوة الإسلامية، التنظيم الأكبر المنضوي في ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه المالكي، ويعتبر العبادي أحد قادته الرئيسيين أيضًا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.