وجه ائتلاف «الوطنية العراقية» بزعامة الدكتور إياد علاوي انتقادات حادة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، واصفًا إصلاحاته بـ«الشكلية»، وداعيًا لتوضيح أبعاد الاتفاق الرباعي العراقي الروسي الإيراني السوري، الذي وصفه الائتلاف بـ«الضبابي».. فيما رفض ائتلاف المالكي، ما أشار إليه العبادي بوصفه له بالقائد واتهامه له بتبديد ثروات العراق وإنفاقها على مصالح خاصة.
وفي اجتماع لقيادة «ائتلاف العراقية» بزعامة رئيسه إياد علاوي في بغداد، تم بحث الاتفاق الرباعي الذي أبرمه العراق وإيران وروسيا وسوريا، وتشكيل مركز معلومات لجيوش البلدان الأربعة حول نشاط تنظيم داعش في العراق وسوريا وإمكانية مشاركة الطائرات الروسية في شن غارات ضد التنظيم على الأراضي العراقية.
وقال علاوي، زعيم ائتلاف العراقية في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه على الحكومة أن توضح للشعب العراقي أبعاد الاتفاق الرباعي الذي أبرمته مع روسيا وسوريا وإيران وتشرحهُ بمسؤولية، لأننا نرى أن هذا التحالف غامض وضبابي».
وأضاف علاوي: «إن حزمة الإصلاحات التي ينفذها العبادي ما زالت شكلية فقط ولا تنفذ بأي شكل من الأشكال لتتوافق مع طموحات ومطالب الجماهير، وإن كل إصلاحات العبادي تدور في محور واحد فقط هي الإجراءات التقشفية والتي لا تمس واقع َ الأزمة في العراق».
كما ناقش اجتماع قيادة الائتلاف حزمة الإصلاحات التي ينفذها رئيس الحكومة حيدر العبادي، والتي وصفها المجتمعون في بيان لائتلاف العراقية بأنها «ما زالت شكلية ولا تصب في جوهر المطالب الجماهيرية»، محذرًا من خطورة غياب الغطاء القانوني والدستوري لبعض الإجراءات التي تم اتخاذها.
وقال البيان الذي صدر من الائتلاف إن العجز الكبير المتوقع في موازنة عام 2016 يؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات إصلاحية شجاعة لتعزيز الإيرادات غير النفطية وإعادة التفاوض في جولات التراخيص التي تكلف العراق مبالغ باهظة واتخاذ الخطوات اللازمة لدعم إنتاج الطاقة ومنها الاستفادة من الغاز المصاحب للنفط في توليد الطاقة بدلاً من حرق الغاز العراقي واستيراد الغاز من دول الجوار، كما يحدث اليوم.
من جهة أخرى، رفض ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ما أشار إليه رئيس الوزراء حيدر العبادي بوصف المالكي بالقائد الضرورة - هو لقب كان يقال لصدام حسين - واتهامه له بتبديد ثروات العراق وإنفاقها على مصالح خاصة.
وقال ائتلاف المالكي خلال مؤتمر صحافي عقد ببغداد: «إنه في ظل التحديات الخطيرة التي يتعرض لها بلدنا العزيز تحاول بعض الأبواق المسمومة التشويش، وخلق حالة من الفرقة وزعزعة الثقة داخل القوى السياسية التي تصدت وتحملت مسؤولية أخلاقية وشرعية تجاه الشعب وحقوقه، مستغلين ما يصدر من مواقف وتصريحات يطلقها بعض المسؤولين في الدولة لاستهداف القيادات السياسية والوطنية عبر تفسير تلك التصريحات والإيحاء للرأي العام بأنها تمس قيادات عرفت بإخلاصها للعراق وأبناء شعبه».
وأضاف «الائتلاف» أن العبادي عقد السبت الماضي مؤتمرًا صحافيًا تطرق فيه إلى التحديات التي واجهت العراق خلال السنوات الماضية، وما يعاني منه اليوم، «ولاحظنا قيام البعض باستغلال تلك التصريحات وتفسير بعض العبارات التي مقصود بها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري كامل المالكي»، في إشارة إلى وصف العبادي للمالكي بشكل مباشر على أنه أصبح «القائد الضرورة»، وهو اللقب الذي كان يطلق على رئيس النظام السابق صدام حسين.
وكان العبادي وجه في مؤتمر صحافي عقده فور عودته من نيويورك، بعد أن شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتهامات للمالكي من دون ذكر اسمه بعد أن وصفه بـ«القائد الضرورة» متسائلاً: «كيف ضاعت الثروة العراقية؟ تسلمتُ الحكومة العراقية وتملك فقط ثلاثة مليارات ومدانة بنحو 15 مليارًا».
وقال إن الحكومات السابقة بددت ثروات العراق من خلال «هبات وعطاءات (القائد الضرورة)، خصوصًا خلال المواسم الانتخابية»، في إشارة للمالكي الذي يتهم باستخدام موارد الدولة للكسب الانتخابي.
ودعا العبادي إلى «محاسبة المسؤولين عن تبديد تلك الثروات».. مؤكدًا أن حكومته «انشغلت بدفع ديون شركات النفط وأنه تسلم الحكومة وفي خزانتها ثلاثة مليارات دولار مقابل ديون قدرها 15 مليار دولار لتلك الشركات«.
يذكر أن تبادل الاتهامات هذه بين العبادي والمالكي قد عمق من شرخ الخلافات التي يعانيها حزب الدعوة الإسلامية، التنظيم الأكبر المنضوي في ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه المالكي، ويعتبر العبادي أحد قادته الرئيسيين أيضًا.
علاوي لـ {الشرق الأوسط}: الإصلاحات الحكومية شكلية.. والتحالف الرباعي غامض
شرخ في «ائتلاف القانون» بعد تشبيه العبادي للمالكي بصدام حسين
علاوي لـ {الشرق الأوسط}: الإصلاحات الحكومية شكلية.. والتحالف الرباعي غامض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة