كشفت عمليات القصف الجوي لطيران التحالف العربي، بقيادة السعودية، أمس وخلال اليومين المنصرمين، في محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، أن المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثي تستخدم مقار وفروع هيئات تطوير تهامة في محافظة الحديدة كمخازن أسلحة لها.
وطالت غارات التحالف العربي مبنى هيئة تطوير تهامة في منطقة واقر بالقرب من سد وادي سهام بالقطيع، كما استهدف الطيران منزل المخلوع علي عبد الله صالح، بمنطقة واقر والواقع على تبة جبل الوشاح بوادي سهام، شرق مدينة القطيعة.
وسمع دوي انفجارات مستمرة وشوهد حريق هائل يعتقد أنه بمخازن للأسلحة، ومبنى في حوش الجمارك بالقرب من جولة الصدف في شارع جيزان بالحديدة، ومزرعة منيف بالقرب من مصنع ديكو بمديرية المراوعة، بالإضافة إلى غارات أخرى طالت تجمعات ومواقع لميليشيات الحوثي وصالح.
إلى ذلك، زار رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي برفقة المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية علي الطائف، أول من أمس، محافظة الحديدة، وكان في استقباله عبد الجليل ردمان، القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام بحافظة الحديدة وعضو مجلس النواب اليمني (البرلمان)، ومدير الأمن في الحديدة، والبرلماني محمد عياش قحيم، وعدد من الشخصيات التي تُعد من القيادات البارزة والمناصرة للمخلوع علي عبد الله صالح في الحديدة.
وبحسب محللين سياسيين لـ«الشرق الأوسط» جاءت زيارة القيادي الحوثي إلى الحديدة في الوقت الذي تم تضييق الخناق عليهم فيه من قبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المساندة لشرعية الرئيس هادي في جميع جبهات القتال في تعز ومأرب وإب والبيضاء وغيرها من المدن اليمنية.
وقال مصدر إعلامي إن ما تريده الميليشيات هو ترتيب صفوف مقاتليهم في مدينة الحديدة، وهي الميليشيات التي تم دحرها من بعض جبهات القتال وأيضا من المنطقة الساحلية بمدينة المخا ودحرهم من مضيق باب المندب، ووصول تعزيزات عسكرية من التحالف العربي إلى مدينة تعز لتحرير المدينة منهم، وأنباء عن تحرير مدينة الحديدة قبل العاصمة صنعاء.
ويضيف المصدر ذاته أن «زيارة من يسمونه برئيس اللجنة الثورة محمد علي الحوثي برفقة المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية علي الطائف، تأتي كرسالة لتجار السوق السوداء بالاستمرار في تجارتهم للمشتقات النفطية خاصة في المحافظة، وجميع المحافظات اليمنية التي تسيطر عليها الميليشيات تشهد أزمة خانقة في المشتقات النفطية بما فيها الحديدة التي تشهد انعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وانقطاع الكهرباء منذ أكثر من شهرين وسط الحر الشديد الذي يعيشه أبناء هذه المحافظة دون مبالاة من المسؤولين على المحافظة من الميليشيات وأنصار صالح».
وبينما زار القيادي الحوثي والمدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية علي الطائف ميناء الصليف بالحديدة، وتحدث عن التجهيزات لبدء العمل في مشروع إنشاء الميناء النفطي بمديرية الصليف بمحافظة الحديدة الذي تبلغ تكلفته 100 مليون دولار، ويشتمل على منشآت نفطية وخزانات وأرصفة ومدينة سكنية للمواطنين والعمال ومرافق مختلف، يقول يحيى عمر، من أهالي مدينة الحديدة، إن «القيادي الحوثي يتحدث عن ميناء نفطي في الوقت الذي تعد فيه مدينة الحديدة أكبر محافظة لتجار السوق السوداء للمشتقات النفطية وجميع من يعملون في السوق السوداء هم من ميليشيات الحوثي، وتناسوا أيضا أننا نعيش في الحر الشديد وسط انقطاع مياه الشرب والكهرباء منذ أكثر من شهرين».
ويضيف «حتى إن المستشفيات توقفت عن استقبال المرضى بما فيها مركز الغسيل الكلوي، والمواطنون يموتون جراء الحر الشديد وانقطاع الكهرباء، ومنهم من يموت برصاص الميليشيات، أو الأمهات اللاتي يمتن قهرا جراء اعتقال الميليشيات الانقلابية لأبنائهن دون أي تهمة توجه لهم سوى أنها تشتبه بانتمائهم للمقاومة الشعبية بإقليم تهامة، وهناك تخوفات أن تضعهم الميليشيات دروعا بشرية في مخازن الأسلحة الخاصة بها خاصة في ظل ضربات التحالف المركزة والمباشرة على مخازن وتجمعات الميليشيات».
وفي نفس السياق، تواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح اقتحام منازل المواطنين في مدينة وأرياف الحديدة بتهمة انتمائهم للمقاومة الشعبية بإقليم تهامة التي كبدتهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد من خلال تصعيد هجماتهم النوعية على تجمعاتهم ودورياتهم العسكرية ومقراتهم في جميع مدن ومحافظات الإقليم، بالإضافة إلى استمرارها باقتحام منازل قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح.
واقتحمت الميليشيات، أمس، منزل القيادي في التجمع اليمني للإصلاح الشيخ سالم العمري، في مديرية الجراحي بالحديدة. ويقول شهود عيان إن «ميليشيات الحوثي والمخلوع أطلقوا الرصاص الحي باتجاه الشيخ المعمري وهو خارج من منزله وطاردوه غير أنه نجا منهم، ما جعل الميليشيات الانقلابية تطلق الرصاص الحي في أرجاء منزله وقاموا بنهب الهواتف الخاصة بأهل القيادي الإصلاحي وهاتف زوجته ونهبوا بعض الممتلكات من المنزل».
من جهتها، باركت المقاومة الشعبية بإقليم تهامة، والمقاومة الشعبية بتعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، النصر الذي حققته قوات التحالف والجيش الوطني في محافظة مأرب، وسط البلاد.
وأكدت المقاومة الشعبية في بلاغها الصحافي، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «أبطال المقاومة الشعبية في إقليم تهامة على أتم الاستعداد والجاهزية للالتحام بأبطال الجيش الوطني وقوات التحالف لتحرير هذا الإقليم الهام الذي لا يزال بشاطئه الممتد من المخا إلى ميدي هو المتنفس الوحيد للميليشيات الإجرامية الذي يمدها بأسباب البقاء من خلال تهريب الأسلحة والمشتقات النفطية والموارد الغنية لهذا الإقليم، حيث يعتبر تحرير إقليم تهامة هو المدخل الاستراتيجي الصحيح لخنق الميليشيات الإجرامية في صنعاء وصعدة وعمران تمهيدا لتحريرها في القريب العاجل بإذن الله».
في غضون ذلك أكد مجلس تنسيقي المقاومة الشعبية «مواصلة التقدم واستكمال التحرير الشامل لمحافظة تعز من ميليشيات الحوثي وصالح، ووضع اللمسات الأخيرة التي من شأنها الترتيب لتحقيق النصر الكامل للمدينة بالتزامن مع وصول طلائع الجيش الوطني وقوات التحالف». مرحبا بوصول طلائع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف إلى منطقة باب المندب وتطهيرها من أيدي ميليشيا الحوثي وصالح، كما وجه المجلس في اجتماعه شكره لقوات التحالف بقيادة السعودية ودولة الإمارات وبقية دول التحالف على دعمها المستمر للمقاومة والجيش الوطني داعيا إياها لمزيد من الدعم والإسناد حتى تحقيق النصر الكامل.
إلى ذلك، تواصل ميليشيات الحوثي وصالح قصفها الهمجي على الأحياء السكنية بمدينة تعز بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مما يسقط قتلى وجرحى من المدنيين، بالإضافة إلى حرب الإبادة التي تسلكها من خلال تضييق حصارها الخانق على أهالي المدينة ومنع دخول الأدوية والغذاء ومستلزمات العيش من كافة مداخل المدينة التي تسيطر عليها، وسط نداءات الاستغاثة من المواطنين المحاصرين.
ويواصل طيران التحالف العربي شن غاراته على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة ميليشيات الحوثي وصالح بمدينة تعز حيث طالت الغارات مواقع تمركز الميليشيات في القصر الجمهوري ومنطقة ميلات، في الضباب غرب المدينة، وأحد المباني في المطار القديم الذي تتجمع فيه الميليشيات في الوازعية والجحملية.
الميليشيات تستخدم مقار هيئات تطوير تهامة كمخازن للأسلحة.. وأنصار صالح يستقبلون الحوثي في الحديدة
تنسيقي تعز يشيد بدور التحالف في تحقيق الانتصارات ويضع اللمسات الأخيرة للتحرير
الميليشيات تستخدم مقار هيئات تطوير تهامة كمخازن للأسلحة.. وأنصار صالح يستقبلون الحوثي في الحديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة