واصلت القوات المشتركة، المكونة من قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تقدمها الكبير أمس في محافظة مأرب، بشرق البلاد، وذلك في مقابل تقهقر الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح.
وقالت مصادر محلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن القوات المشتركة سيطرت، أمس، على مدينة مأرب ومنطقة «الطلعة الحمراء» التابعة لها، بشكل كامل، وكذا مناطق مثلث السد والفاو والمنين، فيما تستمر العمليات لتحرير مديرية صرواح ومنطقة قبائل الجدعان، وهما من أهم جبهات القتال في مأرب وقريبتان من حدود صنعاء المحافظة، ثم العاصمة.
واعتبر مصدر قيادي في المقاومة الشعبية بمأرب أن «صرواح أصبحت في مرمى المقاومة وأن مدينة مأرب أصبحت في مأمن، بعد قطع أهم منافذ تعزيزات للجيوب في الفاو والمنين والتي انهارت، أمس، بقوة وتم تحرير مثلث السد»، مشيرا إلى أن هذا المثلث «يربط المدينة بطريق السد وطريقي صافر وحريب، ويعتبر المثلث مركز تحكم في منطقة الفاو والأشراف».
وأضاف المصدر القيادي أن القوات المشتركة حققت تقدما كبيرا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث وصلت تلك القوات إلى مشارف محطة كوفل لتصدير وضخ النفط إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر في محافظة الحديدة، بغرب البلاد.
وأكد المصدر أن معسكر كوفل أصبح في مرمى مدفعية قوات التحالف والجيش الوطني اليمني، وبحسب مصادر المقاومة المأربية لـ«الشرق الأوسط»، فإن «عمليات القوات المشتركة متجهه إلى تطهير صرواح وتنوي التوجه بعد تطهير صرواح أو بالتزامن معها، في تطهير مديرية مجزر الجدعان، في الجبهة الغربية، التي لم تبدأ فيها عمليات التطهير من القوات المشتركة».
وتعتبر الجبهة الغربية المعروفة بجبهة الجدعان من أقوى جبهات المقاومة في مأرب، حيث شهدت مواجهات عنيفة ومتقطعة طوال الأشهر الستة الماضية، وتمكنت فيها المقاومة الشعبية من تحقيق صمود كبير لم تسجل فيه ميليشيات الحوثي - صالح أي تقدم يذكر وما زالت، حتى اللحظة، من أقوى الجبهات، رغم الخسائر البشرية التي سجلتها هذه الجبهة.
وذكرت مصادر في المقاومة أن الجيش والمقاومة سيطروا على الطلعة الحمراء بعد فرار ميليشيات المتمردين من مناطق الفاو، ومنطقة مأرب القديمة ومفرق السد تحت وقع الضربات القوية التي تلقوها من نيران الجيش وطيران التحالف، مشيرة إلى أنهم عثروا على جثث للحوثيين منتشرة في محيط المنطقة، وبعضهم وجد حول أعناقهم سلاسل توزعها الميليشيات على أنها مفاتيح الجنة، وتغرر بمقاتليها بمنحهم هذه السلاسل لإبقائهم في متاريسهم حتى الموت.
وبحسب المقاومة فإن من بين الأسرى الذين تم اعتقالهم في مواجهات الطلعة الحمراء جنودا يتبعون اللواء الثالث مشاه جبلي وهو أحد الألوية التابعة للحرس الجمهوري التي كان يقودها العميد أحمد علي نجل صالح.
وأكدت المصادر استعادة الجيش والمقاومة لمناطق «الفاو ومأرب القديم ومفرق السد في الجبهة الجنوبية الغربية» ظهر أمس، وتمكنوا من قتل وأسر عدد من مسلحي الحوثي بعد معارك عنيفة استخدم فيها المدفعية والأسلحة الرشاشة، كما تم تحرير «تبة ماهر والطلعة الحمراء وصولا إلى منطقة الزور».
ودعا ناشطون في مأرب إلى حماية المناطق التي حررها الجيش وحفظ منازل وأملاك المواطنين خاصة في قبيلة الإشراف التي يتهم مشايخها بتأييد الحوثيين وسماحهم بدخول قوات صالح عبر منطقتهم.
وتعد منطقة «الطلعة الحمراء» منطقة إستراتيجية لتحرير آخر معاقل الانقلابيين هناك، فهي تمثل بوابة الدخول إلى مركز مديرية صرواح التي تبعد عن صنعاء بنحو 50 كلم تقريبا، ويوجد فيها معسكر كوفل الذي تم تسليمه للحوثيين بتوجيهات من الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وذكر قائد ميداني أن طائرات الأباتشي كان لها الدور الكبير في كسر شوكة المتمردين بعد ضرب مواقعهم بالصواريخ والرشاشات وملاحقة جيوبهم، وهو ما أجبرهم على الانسحاب إلى مناطقهم الخلفية في مديرية صرواح، مشيرا إلى أنهم غنموا عتادا عسكريا كبيرا من مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إضافة إلى مخازن أسلحة كانت مخبئة في مواقع المتمردين، فيما لا تزال الجبهة الشمالية لمحافظة مأرب هادئة حيث يتمركز المتمردون في مناطق الجدعان بالقرب من مفرق الجوف، ومعسكر ماس التابع للحرس الجمهوري.
وترتبط مأرب وصنعاء من طريقين الأول من الشمال بمنطقة الجدعان حيث يوجد فيها معسكر ماس ويمر فيه خط أسفلتي يصل صنعاء بمحافظات مأرب وحضرموت، والطريق الثاني من جهة الغرب حيث يربط صنعاء من منطقة خولان ثم صرواح، وهو الطريق الذي يستخدمه المتمردون كخط إمداد لقواتهم في مأرب.
إلى ذلك قصفت طائرات قوات التحالف في صنعاء عددا من المواقع العسكرية والأمنية، في وقت متأخر من مساء الاثنين، من أهمها كلية الشرطة ونادي ضباط الشرطة في وسط العاصمة، حيث تستخدمها الميليشيات كمراكز لإدارة عملياتهم الأمنية والعسكرية وإدارة المؤسسات الأمنية في صنعاء، وطال القصف أيضا مخازن الأسلحة في فج عطان ومعسكر الحفا ومعسكر 48 جنوب صنعاء، ومعسكر 26 التابع للحرس الجمهوري في محافظة البيضاء.
ومن جهة ثانية عثرت المقاومة الشعبية في محافظة مأرب على وثيقة هي الأهم من بين الوثائق التي حصلت عليها منذ بدء حرب الميليشيات على المحافظة قبل عدة شهور.
بعد سيطرتها على «الطلعة الحمراء».. القوات المشتركة على بعد عشرات الكيلومترات من صنعاء
مقاومة مأرب تعثر على وثائق تحتوي على خرائط للألغام.. والحوثيون يمنون بعناصرهم بـ«مفاتيح الجنة»
بعد سيطرتها على «الطلعة الحمراء».. القوات المشتركة على بعد عشرات الكيلومترات من صنعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة