بايرن ميونيخ يطارد نفسه في البوندسليغا

انتصاره الكبير على دورتموند .. هل يعني حسم صراع القمة مبكرًا ؟

ليفاندوفيسكي يسجل هدف البايرن الثالث في شباك دورتموند (إ.ب.أ)
ليفاندوفيسكي يسجل هدف البايرن الثالث في شباك دورتموند (إ.ب.أ)
TT

بايرن ميونيخ يطارد نفسه في البوندسليغا

ليفاندوفيسكي يسجل هدف البايرن الثالث في شباك دورتموند (إ.ب.أ)
ليفاندوفيسكي يسجل هدف البايرن الثالث في شباك دورتموند (إ.ب.أ)

كان للفوز المفاجئ الذي حققه فريق بايرن ميونيخ 5 - 1 على منافسه بروسيا دورتموند دلالة واحدة فقط بالنسبة للصحافة الألمانية الصادرة أمس التي توافقت على أن لقب الدوري «بوندسليغا» أصبح في طريقه إلى خزينة البايرن بعد مرور ثماني مراحل فقط من المسابقة.
وبعد أن وسع البايرن الفارق الذي يتفوق به على أقرب منافسيه على صدارة جدول المسابقة إلى سبع نقاط، اختارت صحيفة «بيلد» عنوانا «البايرن يطارد نفسه»، لوصف مهرجان الأهداف الذي تمكن من خلاله بايرن ميونيخ من الإطاحة بأحلام دورتموند في ثوبه الجديد بقيادة المدير الفني توماس توشيل بأن يكون المنافس الوحيد صاحب الثقل أمام الفريق البافاري.
وقالت صحيفة «ديرشبيغل» في نسختها الإلكترونية في وصف الفوز الساحق للبايرن بأقدام اللاعبين توماس مولر (هدفين) والمهاجم السابق لبروسيا دورتموند روبرت ليفاندوفيسكي (هدفين) وماريو غوتزه (هدف): «الاضطهاد وصل إلى منتهاه».
وأضافت جريدة «كيكر» الرياضية: «بعد استعراض سطوته الكروية الهائلة يبدو أن حامل اللقب في طريقه لإحراز بطولة جديدة والتربع على القمة مثلما حدث في المواسم الثلاثة الأخيرة».
وقالت صحيفة «زيدوتشه زيتونغ»: «المباراة أعطت دلالات لحسم مبكر للقب البطولة في المرحلة الثامنة»، كما أوضحت في الوقت نفسه أن بايرن ميونيخ لجأ إلى استراتيجية الكرات الطولية التي كان ينتهجها بروسيا دورتموند والتي كانت أحد أهم أسلحته أثناء فترة تولي يورغن كلوب قيادته الفنية، وهو ما أسفر عن تسجيل هدفين من الأهداف الخمسة.
وبعد الفوز الساحق الذي حققه البايرن على دورتموند سيكون أمام كل من الفريقين الكثير من الأشياء للتفكير فيها وتنفيذها خلال فترة توقف المسابقة 12 يوما استعدادا لجولة المباريات الدولية. البايرن للراحة من أجل تكريس التفوق، ودورتموند للبحث عن طريق للعودة إلى المسار الصحيح خشية الخروج صفر اليدين من بطولات الموسم الحالي مثلما كان الحال في الموسم الماضي الذي تعرض فيه الفريق لكبوة هائلة.
وقال الإسباني جوزيب غوارديولا المدير الفني للبايرن: «أهنئ لاعبي فريقي، ليس فقط على هذه المباراة. ولكن أيضا على الشهور القليلة الماضية.. أدينا بشكل رائع».
وأضاف: «عانينا من مشاكل في أول 15 دقيقة وفقدنا قدرتنا على الاستحواذ على الكرة. ولكننا تأقلمنا بعدها مع خطط دورتموند. نشعر بسعادة بالغة لأننا حققنا الفوز أمام أحد أفضل الفرق في أوروبا».
ولم يكن غوارديولا مخطئا في تقييمه لبداية المباراة حيث ضغط دورتموند على منافسه بقوة وحرمه من بناء هجماته من الخلف لكن بايرن يلعب بالمستوى الذي يجعل منافسيه بحاجة إلى اللعب بكل قوتهم من أجل الصمود حتى وإن لم يكن في قمة مستواه. واستغل بايرن أخطاء بسيطة كان السبب فيها فقدان التركيز لبعض اللحظات ولقن منافسه درسا قاسيا وتغلب عليه بشكل ساحق. وجاء الهدفان الأول والثالث لبايرن من الكرات الطولية التي أرسلها غيروم بواتينغ ليعيد إلى الأذهان طريقة القيصر فرانز بيكنباور أسطورة كرة القدم الألمانية الذي أجاد هذه الطريقة قبل عقود طويلة.
وقال توماس توشيل المدير الفني لدورتموند: «تمريرتان من 60 مترا وضربة جزاء ساذجة.. كان الطريق للفوز سهلا للغاية. لا يمكن أن يحدث هذا».
واصطف لاعبو ومسؤولو فريق بايرن بعد المباراة للتأكيد على أن لقب البوندسليغا لم يحسم بعد. وقال غوارديولا: «ما من بطل ألماني في أكتوبر (تشرين الأول)». وأوضح ماتياس سامر مدير الكرة بالنادي البافاري: «إنها المباراة الثامنة فقط في المسابقة. نحن نشارك في ماراثون».
ولكن الخطر على بايرن لن يكون في المسابقة المحلية وإنما سيكون في حالة التعثر في بطولة دوري الأبطال الأوروبي.
ومن المؤكد أن بايرن لن يسقط في دور المجموعات حيث ينتظر عبوره دون عناء إلى الأدوار الفاصلة في المسابقة والتي واجه فيها خلال الموسمين الماضيين فجوة في المستوى فشل في اجتيازها عندما اصطدم بفريقي ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين.
ورغم التطور في مستوى دورتموند تحت قيادة مدربه الجديد توشيل فإن ذلك لا ينفي حاجة الفريق لمزيد من التطوير حيث لا يزال الطريق طويلا أمامه.
وقال ماتس هوملس قائد فريق دورتموند: «أهدرنا نقاطا في ثلاث مباريات متتالية.. إنه أمر مزعج بالفعل. يمكنك تقبل الهزيمة في مباراة في ميونيخ. ولكن ما يؤلم هو الهزيمة بخمسة أهداف».
ويعتقد هوملس أن دورتموند لم يلعب بشكل مرتبك ومتوتر في ميونيخ وقال: «لم تكن هناك فرق أخرى هذا الموسم شكلت خطورة على مرمى بايرن مثلما فعلنا.. نحتاج بشكل ضروري للعودة إلى نغمة الانتصارات».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».