هل ما زال مورينهو «الرجل الاستثنائي»؟

يواجه الضغوط بسبب النتائج المخيبة لكنه ظل يؤكد أنه الرجل الأفضل لتشيلسي

نتائج تشيلسي المخيبة تدفع مورينهو نحو النفق المظلم (إ.ب.أ)
نتائج تشيلسي المخيبة تدفع مورينهو نحو النفق المظلم (إ.ب.أ)
TT

هل ما زال مورينهو «الرجل الاستثنائي»؟

نتائج تشيلسي المخيبة تدفع مورينهو نحو النفق المظلم (إ.ب.أ)
نتائج تشيلسي المخيبة تدفع مورينهو نحو النفق المظلم (إ.ب.أ)

إذا كان هارولد ويلسون، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، قد قال في يوم ما إن الأسبوع يعد زمنا طويلا في السياسة، فما بالك بأربعة أشهر ونصف الشهر بالنسبة لكرة القدم.
ففي منتصف مايو (أيار) الماضي أثبت مورينهو، الذي يصف نفسه «بالاستثنائي»، أنه بالفعل جدير بالتسمية عند فوز فريقه تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز متفوقا بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه. لكن مورينهو اضطر إلى قبول المعاناة والجلوس في صمت مطبق أول من أمس، بعدما أطلقت جماهير ساوثهامبتون هتافات من قبيل «لم تعد الاستثنائي بعد»، و«ستقال في الصباح»، بعد خسارة تشيلسي 3/1 في ستامفورد بريدج أمام فريقهم.
وفي الواقع فإن الكثيرين من المهتمين بكرة القدم في شرق إنجلترا وغربها باتوا يرددون السؤال: «ما هذا الذي يحدث في تشيلسي بالضبط؟». فبحلول الأيام الأولى من أكتوبر خسر تشيلسي ست مرات في كل المسابقات، ويقر مورينهو بأن لاعبي الفريق يتعرضون لأزمة ثقة بالنفس. واعترف مورينهو بأنه أصبح معرضا لخطر الإقالة بعد الخسارة أمام ساوثهامبتون، وقال لمحطة «سكاي سبورت» التلفزيونية: «إذا كان النادي يريد إقالتي فعليه أن يفعل ذلك لأنني لأن أهرب». وتابع: «إنها لحظة مصيرية في تاريخ هذا النادي لأنه إذا أقالني فسيكون أقال أفضل مدرب حصل عليه على الإطلاق. الرسالة هي أن النتائج خطأ المدرب»، مضيفا: «إنها لحظة على الجميع تحمل المسؤوليات فيها والبقاء معا».
ويحقق تشيلسي أسوأ انطلاقة له منذ عام 1978 عندما أنهى الموسم في المركز الأخير وهبط إلى الدرجة الأدنى.
وحصد الفريق اللندني 8 نقاط فقط من 8 مباريات حتى الآن يحتل بها المركز السادس عشر، ويبتعد بفارق 10 نقاط عن مانشستر سيتي المتصدر، حيث فاز في مباراتين وتعادل في مثلهما وخسر في أربع مباريات حتى الآن.
وانتقد مورينهو الحكام كعادته بقوله: «إن الحكام يخافون اتخاذ قرارات لمصلحة تشيلسي. عندما كانت النتيجة 1/1 كانت هناك ركلة جزاء واضحة مرة أخرى لم تحتسب لنا. إذا كان الاتحاد الإنجليزي يريد معاقبتي فيمكنه ذلك. إنه لا يعاقب المدربين الآخرين».
وكان بطل إنجلترا سقط أمام بورتو البرتغالي 2/1 منتصف الأسبوع في دوري أبطال أوروبا. وقال مورينهو الفائز سابقا بلقب دوري الأبطال مع بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي للصحافيين: «فريقي هو الأهم في الوقت الحالي. الفريق منهار نفسيا ومعنويا وفي حالة سيئة جدا». وأضاف: «الفريق يحاول لكنه في كل مرة ينهار دون سبب. الحالة النفسية سيئة للغاية وتجعله يتعرض للانهيار».
وكلمة هشة يمكن أن تكون أفضل تعبير عن الحالة النفسية المعنوية للتشكيلة الحالية لتشيلسي. وقدم الفريق عرضا جيدا في الشوط الأول أمام ساوثهامبتون، لكن نجاح الأخير في إدراك التعادل بواسطة ستيفن ديفيز مباشرة قبل نهاية الشوط الأول مثل ضربة قاضية لأصحاب الأرض تماما.
وتمكن ساوثهامبتون بقيادة السريع ساديو ماني، الذي أرهق دفاع تشيلسي، من إرباك أصحاب الأرض، وشعر الزوار بقدرتهم على تحقيق المفاجأة وانتزاع فوز من حامل اللقب. وسجل ماني وغراتسيانو بيليه هدفين لساوثهامبتون في الشوط الثاني، ليحقق الفريق فوزا مستحقا جعل جماهير ستامفورد بريدج تغادر الاستاد قبل وقت طويل من نهاية اللقاء.
ويتساءل المراقبون: ما هو الشيء الخطأ في تشيلسي في الوقت الحالي؟ هل انخدع تشيلسي بقوته بعد إحراز اللقب بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه في الموسم الماضي.
لقد كان الفضل في تميز تشيلسي الموسم الماضي هو تألق مهاجمه البلجيكي إيدن هازارد بشكل مذهل وتقديمه لسلسلة من المباريات القوية، إضافة لصلابة القائد جون تيري في الدفاع، وكذلك الأساليب الخططية الذكية لمورينهو. وبدأ تشيلسي الموسم الماضي بشكل رائع، لكن عندما تراجع مستوى الفريق في بداية العام الجديد نجح مورينهو في قيادة لاعبيه للفوز بفارق ضئيل في العديد من المباريات.
وبدا هازارد هذا الموسم أشبه بظل للاعب البلجيكي المتألق منذ عدة أشهر فقط، بينما لم يعد تيري يلعب باستمرار في التشكيلة الأساسية، وحتى نيمانيا ماتيتش لاعب الوسط المدافع بدا أنه فقد ثقة المدرب مورينهو.
وشارك ماتيتش كبديل مع بداية الشوط الثاني أمام ساوثهامبتون، لكنه استمر 29 دقيقة بعدما قرر مورينهو استبداله. ولا يقدم الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش عروضه القوية المعتادة في مركز الظهير الأيمن، بينما يبدو سيسك فابريغاس صانع اللعب بعيدا تماما عن مستواه.
والأمر الأصعب هو أن مرمى تشيلسي بات يستقبل العديد من الأهداف، بينما يجد لاعبوه صعوبات كبيرة في هز شباك المنافسين. ولا يسجل دييغو كوستا، الذي اعتاد الدخول في سباقات حامية مع مدافعي المنافسين، الكثير من الأهداف، بينما لا يقدم البديلان راداميل فالكاو ولوك ريمي ما يشفع لهما بتعويض المهاجم الموقوف.
وبدا مورينهو في حالة تحد غريبة بعد الخسارة، التي تركت تشيلسي في المركز الـ16 مبتعدا بأربع نقاط فقط عن منطقة الهبوط، وقال: «لن أستقيل، لا يمكن لماذا؟ لأن تشيلسي لا يمكن أن يتعاقد مع مدرب أفضل مني». وأضاف: «هناك العديد من المدربين في العالم في نفس مستواي، لكنهم ليسوا أفضل مني. لذا فإنني لن أهرب». وتابع: «أولا بسبب كرامتي المهنية ولمعرفتي بأنني أجيد عملي تماما، وثانيا لأنني أحب هذا النادي كثيرا وأريد الأفضل له وهو استمراري».
لكن المقربين يرون أن شخصية مورينهو الجدلية هي السبب في المشاكل التي حلت بالفريق، وأولها اختلاق أزمة مع إيفا كارنيرو، طبيبة تشيلسي، التي تركت النادي بسبب خلافها مع المدرب. وأغضبت الطبيبة القادمة من جبل طارق وأخصائي العلاج الطبيعي جون فيرن المدرب مورينهو بالنزول إلى أرض الملعب لعلاج إيدن هازارد في أولى مباريات الفريق في الدوري المحلي هذا الموسم أمام سوانزي سيتي والتي انتهت بالتعادل 2/2. واتهمت الطبيبة مورينهو بسبها بألفاظ خادشة للحياء فتح فيها الاتحاد الإنجليزي للعبة تحقيقا.
أما المشكلة الأخطر فتتمثل في صدامه مع اللاعبين النجوم بالفريق وأحيانا التقليل من شأنهم في حال تعرض تشيلسي لأي إخفاق. وأوضح مورينهو أنه لا يوجد نجوم أكبر من النادي، وأنه مستعد للدفع بالشباب على حساب أشهر الأسماء. وبدلا من احتواء اللاعبين الذين يشعرون بالضغط من جراء البداية المهتزة قرر مورينهو «تجربة ديناميكية جديدة» للفريق تعتمد على إجراء تغييرات في التشكيلة والخطة ومنح فرصة للاعبين الذين لا يشاركون في المباريات. وهذا الأمر لم يؤت ثماره، مما جعل مورينهو يعود للاعتراف بأن إدارة النادي ليست مسرورة بالنتائج، وكذلك بمستوى أداء اللاعبين. وقال: «لست سعيدا. لم أعتد على تلقي هذا العدد من الهزائم، لكنني اعتدت التحدي.. المشكلة الوحيدة أمامنا هي أننا لم نحقق حتى الآن نتائج جيدة هذا الموسم. لسنا سعداء لكننا نعرف إمكانياتنا».
وأضاف: «عندما تعتاد على تحقيق الانتصارات دائما يكون الشعور غريبا عندما لا تحقق الفوز في أي مباراة. بعض الناس يتعاملون جيدا مع هذا. والبعض لا يتعامل بالشكل نفسه».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».