أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين يطالبون ببحث ملف أبنائهم على «طاولة الحوار»

سلام يجري اتصالات لتذليل العقبات أمام إمكانية اجتماع الحكومة بعد جلسات الحوار

أقرباء جنود مختطفين في لبنان يحملون صورهم خلال وقفة احتجاج في جنوب بيروت أمس (أ.ف.ب)
أقرباء جنود مختطفين في لبنان يحملون صورهم خلال وقفة احتجاج في جنوب بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين يطالبون ببحث ملف أبنائهم على «طاولة الحوار»

أقرباء جنود مختطفين في لبنان يحملون صورهم خلال وقفة احتجاج في جنوب بيروت أمس (أ.ف.ب)
أقرباء جنود مختطفين في لبنان يحملون صورهم خلال وقفة احتجاج في جنوب بيروت أمس (أ.ف.ب)

صعّد أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى جماعات متشددة، أمس، من وتيرة تحركاتهم، بهدف حث الحكومة اللبنانية على مناقشة ذلك الملف، مطالبين بطرح ملف أبنائهم على طاولة الحوار، لحله، بموازاة اتصالات مكثفة يجريها رئيس الحكومة تمام سلام، لتذليل العقبات أمام إمكانية اجتماع الحكومة اللبنانية بعد جلسة الحوار المقبل، بالتشاور مع رئيس البرلمان نبيه بري.
وأغلق أهالي العسكريين المخطوفين طريق المطار القديمة جنوب بيروت، احتجاجًا على الاستمرار في احتجاز أبنائهم، وغياب مناقشة الملف على طاولة الحوار اللبنانية، خلال ثلاث جلسات عقدتها منذ 10 سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل أن يعيدوا فتح الطريق.
وكان عدد كبير من ذوي المخطوفين الذين جاءوا من مختلف المناطق، قطعوا الطريق في شارع المصارف باتجاه ساحة رياض الصلح ونفذوا وقفة احتجاجية، رفعوا في خلالها صور أبنائهم، مجددين الدعوة بالإسراع في إنهاء ملف المخطوفين في أسرع وقت.
وتحدث باسم الأهالي حسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد يوسف الذي أشار إلى أن «المعلومات لدينا تشير إلى أن لا ملف يسمى ملف العسكريين المخطوفين تمت مناقشته على طاولة الحوار، بل ناقشت الطاولة ملفات النفايات والكهرباء»، لافتًا إلى أن النفايات «غطت على ملف العسكريين المخطوفين، في الوقت الذي كان يفترض أن يحل هذا الملف قبل كل هذه المشكلات». وأضاف: «من هنا رأينا أن نتحرك لنعود ونضع ملف العسكريين المخطوفين على الطاولة. مرت ثلاث طاولات حوار حتى اليوم، وللأسف لم يذكر أحد عسكريًا، فهل العسكريون لا يعنون الشعب اللبناني، أو هل العسكريون المخطوفون لا يعنون طاولة الحوار ولا يعنون أصحاب من يتوجعون بالنفايات والكهرباء والمياه؟». وشدد على «إننا نتحرك كأهالي عسكريين، ومستعدون لأن نموت أمام هذا الملف».
وبموازاة الضغط لحل أزمة المخطوفين، تواصلت التباينات بين أقطاب الحكومة اللبنانية على الملفات قيد المعالجة، إذ أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن «رئيس الحكومة تمام سلام سيدعو إلى جلسة للحكومة بعد جلسات الحوار المتتالية»، مشيرا إلى أن «سلام يقوم باتصالات مكثفة لتذليل العقبات بالتشاور مع الرئيس نبيه بري». وشدد درباس، على «ضرورة إيلاء تطبيق خطة النفايات الأهمية القصوى اليوم لرفع النفايات المتراكمة في الشوارع على أبواب فصل الشتاء».
بدوره، شدد عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني على أن «الرئيس سعد الحريري مع التسوية الشاملة في ملف الترقيات العسكرية»، مشيرا إلى «ضرورة التوافق على الحل في مجلس الوزراء ما يحتم التطرق إلى آلية عمل الحكومة وبتها بشكل نهائي».
وإذ رأى في حديث إذاعي أن «آلية العمل الحكومي الحالية عرقلت اتخاذ القرارات الملحة والضرورية»، أكد مجدلاني أن «هناك إمكانية حتى الساعة لحل هذا الملف إذا توافرت النية». وقال: «إن تمرير بند التعيينات في مجلس الوزراء لا يحتاج إلى أكثر من النصف زائدًا واحدًا»، لافتا إلى «ضرورة الاحتكام للدستور»، ومتهما التيار الوطني الحر «بعرقلة الحلول المطروحة».
وإذ بدا التيار الوطني الحر الذي يتزعمه النائب ميشال عون أقل حماسة للمشاركة بالحوار، بدليل إعلان أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان «إننا نذهب إلى الحوار (إجر لقدام وعشرة إلى الوراء)، لأن بعض المشاركين في الحوار لم يقتنعوا بعد بالعودة إلى الشعب، كحل وحيد لإعادة تكوين السلطة»، أكد وزير المالية علي حسن خليل أن «اللحظة ليست لحظة تصفية حسابات جزئية، فالمكابرة توصل البلد إلى المجهول، وإلى المزيد من الفراغ والتعطيل، وعلى الجميع أن يدرك أن المركب إذا غرق لن يسلم أي طرف من الغرق، لأن الجميع في هذا المركب». وقال: «على الجميع أن يذهب للحوار الأسبوع المقبل بروح المسؤولية وتقديم كل ما من شأنه أن يخرج لبنان من أزماته ومن حالة المراوحة والدوران في حلقة مفرغة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.