كاميرون يعد التدخل الروسي «خطأ فادحًا».. وميركل: لن ينهي الحرب

إردوغان: موسكو ترتكب «خطأ جسيمًا في سوريا»

طفلة سورية تمشي في شارع بحي طريق الباب في محافظة حلب (رويترز)
طفلة سورية تمشي في شارع بحي طريق الباب في محافظة حلب (رويترز)
TT

كاميرون يعد التدخل الروسي «خطأ فادحًا».. وميركل: لن ينهي الحرب

طفلة سورية تمشي في شارع بحي طريق الباب في محافظة حلب (رويترز)
طفلة سورية تمشي في شارع بحي طريق الباب في محافظة حلب (رويترز)

دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، روسيا، إلى «تغيير موقفها» في سوريا.
وصرح كاميرون، عبر (بي بي سي): «أقول لهم (الروس) غيروا موقفكم، انضموا إلينا لمهاجمة تنظيم داعش. لكن اعترفوا أنه إن أردنا منطقة مستقرة فإننا بحاجة لزعيم آخر غير الأسد».
وأضاف في التصريح الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «بصورة مأسوية جرت معظم الضربات الجوية الروسية كما لاحظنا حتى الآن في مناطق بسوريا لا يسيطر عليها التنظيم بل معارضون آخرون للنظام».
وتابع: «يدعمون الجزار الأسد وهو خطأ مريع بالنسبة لهم وبالنسبة للعالم، ذلك سيجعل المنطقة أكثر اضطرابا، وسيقود إلى مزيد من التطرف وتصاعد الإرهاب».
وتأتي هذه التصريحات في وقت قررت فيه المملكة المتحدة مضاعفة أسطول طائراتها من دون طيار، وإبدال عشر طائرات «ريبر» بعشرين «بروتيكتور» مجهزة بتكنولوجيا أكثر تطورا.
وقال كاميرون لصحيفة «صنداي تلغراف» الصادرة، أمس، إن «هذه الطائرات الجديدة من دون طيار، إضافة إلى معدات جديدة لقواتها الخاصة، ستسمح للبلاد بأن تكون (في جهوزية لمواجهة أي خطر على أمنها الوطني)».
وكرر عبر تلفزيون (بي بي سي)، أن لندن التي شنت أول ضربة بطائرة من دون طيار في سوريا أواخر أغسطس (آب) الماضي، مستهدفة جهاديا بريطانيا في تنظيم داعش، مستعدة لشن ضربات أخرى بطائرات من دون طيار في هذا البلد مستقبلا في حال تعرض أمنها القومي للخطر.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إنه «ليس بوسع روسيا التصدي لمقاتلي تنظيم داعش في سوريا، ودعم الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت نفسه». وأضاف هاموند في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مدينة مانشستر: «دعم روسيا له سيدفع بالمعارضة السورية إلى أحضان (داعش)، ويعزز قوى الشر التي يقول (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إنه يريد هزيمتها».
في ألمانيا، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمحطة إذاعية، إن «الجهود العسكرية ضرورية في سوريا لكنها لن تضع نهاية للحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات، لافتة إلى أنها تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الصراع في سوريا على هامش اجتماع جمعها به وبالرئيسين الفرنسي والأوكراني في باريس يوم الجمعة الماضي». وأضافت لإذاعة دويتشلاند - فونك نقلتها «رويترز»: «في ما يتعلق بسوريا فقد قلت للمرة الأولى سنحتاج لجهود عسكرية، لكن الجهود العسكرية لن تجلب الحل.. نحتاج إلى عملية سياسية لكن هذا لا يسير بشكل جيد حتى الآن». وأضافت: «من الضروري إشراك نظام الرئيس السوري بشار الأسد في المحادثات».
وتشير تصريحات ميركل إلى أن تأييد العمل العسكري في سوريا يتزايد، وأن الأسد سيلعب دورا على طاولة التفاوض في مناقشات إنهاء الحرب.
ولا تشارك ألمانيا في أي عمل عسكري في سوريا لكنها تزود قوات البيشمركة الكردية في العراق المجاور بالأسلحة والتدريب. وفي ما يتعلق بضرورة إشراك حكومة الأسد في المحادثات، قالت ميركل: «لا يعني هذا أننا لا نرى الآثار المرعبة لما فعله الأسد وما يفعله حتى هذا اليوم بقصف السكان هناك بالبراميل المتفجرة». وأضافت: «للتوصل إلى حل سياسي، نحتاج كلا من ممثلي المعارضة السورية ومن يحكمون حاليا في دمشق وآخرين أيضا، من أجل تحقيق نجاحات حقيقية، ثم الأهم من ذلك حلفاء كل مجموعة».
وأشارت ميركل إلى أنها تأمل في بدء مثل هذه العملية الآن، وأنه يمكن لروسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران، أن تضطلع بدور هام، بالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
من جهة أخرى، صرح إردوغان في مؤتمر صحافي في مطار إسطنبول قبل توجهه في زيارة إلى فرنسا: «الخطوات التي تقوم بها روسيا وحملة القصف في سوريا غير مقبولة بأي شكل من الأشكال (..) وللأسف فإن روسيا ترتكب خطأ جسيما».
وأضاف أن تصرفات موسكو في سوريا «مقلقة»، محذرا من أنها «ستؤدي إلى عزل روسيا في المنطقة».
ويختلف الموقفان الروسي والتركي بشأن الأزمة في سوريا، إذ إن موسكو هي الحليف الرئيسي للأسد، بينما تدعو أنقرة إلى رحيل الرئيس بشار الأسد بوصفه حلا وحيدا للنزاع. وقال إردوغان إن «روسيا وإيران تدافعان عن الأسد الذي ينتهج سياسة تقوم على إرهاب الدولة».
إلا أن تركيا وكثيرا من حلفائها الغربيين يؤكدون أن الحملة تستهدف كذلك جماعات المعارضة المعتدلة التي تحارب نظام الأسد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.