عقار له تاريخ: «إمباير ستيت».. أشهر ناطحات السحاب رغم فقدان اللقب

«إمباير ستيت» في نيويورك
«إمباير ستيت» في نيويورك
TT

عقار له تاريخ: «إمباير ستيت».. أشهر ناطحات السحاب رغم فقدان اللقب

«إمباير ستيت» في نيويورك
«إمباير ستيت» في نيويورك

يعد مبنى إمباير ستيت Empire State Building، الذي أقيم في مدينة نيويورك الأميركية، أحد أشهر ناطحات السحاب في العالم قاطبة، ورغم فقدانه لقب «الأعلى في العالم» منذ أن أزاحه برجا مركز التجارة العالمي عن القمة عام 1972، إلا أنه لم يفقد بريقه في قلوب الناس حول العالم بعد أن ظل أعجوبة لمدة تفوق 40 عاما.
والمبنى، الذي يمثل في حد ذاته رمزا للأميركيين على وجه العموم، ولمدينة نيويورك مع تمثال الحرية على وجه الخصوص، مكون من 102 طابق، وفيه 73 مصعدا، ويصل ارتفاعه إلى 1250 قدما (381 مترا)، والإجمالي 1450 قدما (441 مترا) مع هوائي التلفزيون الشهير.
بدء العمل في بناء ناطحة السحاب في يناير (كانون الثاني) عام 1930 على موقع فندق والدورف أستوريا Waldorf Astoria القديم. وتكلفت أعمال البناء وقتها ما يتجاوز 24 مليون دولار، واستغرقت الإنشاءات 410 أيام فقط، حتى افتتحه الرئيس الأميركي آنذاك هيربرت هوفر رسميا في الأول من مايو (أيار) عام 1931. لكن برجه الشهير أضيء للمرة الأولى - في مفارقة ساخرة - في العام التالي احتفالا بتغلب فرانكلين روزفلت على هوفر في الانتخابات الرئاسية.
وتغلب المبنى فور افتتاحه على مبنى كرايسلر من حيث الارتفاع، ليظل الأعلى لمدة أكثر من 40 عاما، حين حصل برجا مركز التجارة العالمي WTC على اللقب (415 مترا) عام 1973، وبرج ويليس (أو سيرز) Willis Tower في شيكاغو (442 مترا - 527 مترا بالهوائي) عام 1973، ثم أبراج بتروناس في ماليزيا (451.9 متر) عام 1996، ثم برج تايبي 101 في تايوان (449 مترا - 509 أمتار بالهوائي) عام 2004، ثم برج خليفة في دبي (828 مترا - 830 مترا بالهوائي) عام 2010.
وعقب حادثة سقوط برجي مركز التجارة عام 2001، استرد «إمباير ستيت» لقب الأعلى على مستوى نيويورك.. لكنه فقد «اللقب المحلي» مجددا بعد أن تجاوزته إنشاءات مبنى برج مركز التجارة العالمي الجديد مرة أخرى في عام 2012.
وظهر المبنى بقوة في عدد كبير من الأفلام الأميركية، ربما أشهرها وأبرزها كينغ كونغ ويوم الاستقلال وغيرها. ويزوره سنويا نحو 4 ملايين شخص لمختلف الأسباب.
وفي عام 2010، خضع مبنى إمباير ستيت لعملية تجديد شاملة تكلفت نحو 550 مليون دولار، منها 120 مليون دولار لتحويل المبنى إلى بناية صديقة للبيئة وموفرة للطاقة.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».