في غياب أي أفق لانفراج الأزمة السياسية ووضع حدّ لتعطيل الحكومة من قبل حزب الله وحليفه التيار «الوطني الحر» الذي يتزعمه النائب ميشال عون، بفعل الخلاف على التعيينات الأمنية وآلية عمل مجلس الوزراء، وعلى أثر تلويح رئيس الحكومة تمام سلام أمس بـ«قلب الطاولة» في دلالة على اللجوء إلى خيار الاستقالة، تلقى سلام جرعة دعم أميركية إضافية من خلال زيارة السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل للسراي الحكومي، واجتماعه به مطولاً وإبلاغه دعم بلاده لاستمرار الحكومة، وزيادة المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني.
وقال السفير الأميركي من السراي: «استعرضنا مع رئيس الحكومة زيارته إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات ذات الصلة، إضافة إلى الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان، والتي أثبتت مرة أخرى التزام المجتمع الدولي الراسخ مساعدة لبنان في مجابهة مجموعة التحديات الذي يواجهها».
وأشار هيل إلى أن «الاجتماعات التي تعقدها مجموعة الدعم أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، تركز على كيفية دعم الشعب والمؤسسات في لبنان بأفضل طريقة لنضمن بقاء لبنان مستقرا وآمنا وذا سيادة، وحرا من التشابكات الخارجية». وأضاف: «قلت لدولة الرئيس سمعنا دعوتك لمواصلة تقديم المساعدة للجيش اللبناني. إن الولايات المتحدة تؤمن بأن الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي لديها الشرعية والتفويض للدفاع عن لبنان وشعبه. ومن أجل القيام بمهمته يجب أن تكون لديه المعدات والتدريب اللازم». وأكد: «أنا هنا اليوم لتسليط الضوء على أحدث خطوة قامت بها حكومتي لهذه الغاية والتي كان قد تم الإعلان عنها يوم الأربعاء في نيويورك، إن المبلغ الأساسي للمساعدات الأميركية العسكرية التي نقدمها إلى الجيش اللبناني سوف يكون أكثر من مضاعف هذا العام مقارنة بالعام الماضي. وهذا يعني أن الولايات المتحدة تخصص 150 مليون دولار من أموال المساعدات الأميركية للجيش اللبناني للعام المقبل. وسوف تسمح هذه الأموال للجيش اللبناني بشراء الذخيرة، وتحسين الدعم الجوي القريب (close air support)، والمحافظة على المركبات والطائرات، وتحديث قدرات النقل الجوي، وتوفير التدريب للجنود، وتعزيز تحركية الوحدات المدرعة». ورأى هيل أنه «لا بديل عن قيادة سياسية حقيقية من داخل لبنان، آملا بإجراءات حازمة من قبل زعماء لبنان لحل المأزق السياسي من خلال انتخاب رئيس دون مزيد من التأخير، بحيث تتمكن مؤسسات الحكم من الاستجابة لاحتياجات المواطنين وتوفير خدمات فعالة»، مضيفا: «فيما يقوم لبنان بالعمل على مواجهة هذه التحديات الداخلية والخارجية، فإنه يمكنه الاعتماد على الصداقة الثابتة للولايات المتحدة ودعمها».
بدوره، دعا وزير الإعلام رمزي جريج، إلى «وجوب إبعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية»، معتبرًا أن «الترقيات ضمن المؤسسة يجب أن تتم وفقا لقانون الدفاع الوطني وحسب هيكلية الجيش والتراتبية». وسأل: «ما هو الرابط بين الترقيات وتفعيل عمل الحكومة؟»، داعيًا رئيس الحكومة إلى «عقد جلسة لمجلس الوزراء طالما أن النصاب القانوني متوفر، سواء حضر التيار الوطني الحر أو لم يحضر، لأن شؤون الناس لا بد من معالجتها».
هيل: الجيش اللبناني وحده المخوّل الدفاع عن بلاده وسنضاعف مساعدتنا له
سلام يبحث مع السفير الأميركي نتائج اجتماعات مجموعة الدعم الدولية للبنان
هيل: الجيش اللبناني وحده المخوّل الدفاع عن بلاده وسنضاعف مساعدتنا له
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة