الشيف فادي نبزو.. مزج عراقة المطبخ السوري بأناقة المطبخ الفرنسي والإبداع الإيطالي

هوغو تشافيز كان من زبائنه والكثير من الرؤساء والفنانين العالميين والعرب

باستضافة برنامج «عنار لطيفة» الذي يعرض على قناة «أو تي في» اللبنانية  -  تخصص نبزو بتحضير الأطباق الإيطالية والفرنسية  -  من أطباق الشيف فادي نبزو
باستضافة برنامج «عنار لطيفة» الذي يعرض على قناة «أو تي في» اللبنانية - تخصص نبزو بتحضير الأطباق الإيطالية والفرنسية - من أطباق الشيف فادي نبزو
TT

الشيف فادي نبزو.. مزج عراقة المطبخ السوري بأناقة المطبخ الفرنسي والإبداع الإيطالي

باستضافة برنامج «عنار لطيفة» الذي يعرض على قناة «أو تي في» اللبنانية  -  تخصص نبزو بتحضير الأطباق الإيطالية والفرنسية  -  من أطباق الشيف فادي نبزو
باستضافة برنامج «عنار لطيفة» الذي يعرض على قناة «أو تي في» اللبنانية - تخصص نبزو بتحضير الأطباق الإيطالية والفرنسية - من أطباق الشيف فادي نبزو

على مدى سنوات تجربته استطاع الشيف السوري فادي بسام نبزو أن يترك بصمته في عالم الطهي، وهو القادم من بلدته السورية العريقة (محردة) الملقبة بمدينة الشمس وسط سوريا، مستفيدًا من تنوع المطبخ السوري مع مهارته في التعامل مع المطبخ العالمي ليعمل في أكبر المطابخ وأهمها في دمشق ولبنان والإمارات، ليتوج بعدها مسيرته المهنية في عالم الطهي بدخوله ضمن قائمة التحدي في اللقاء العالمي للطهاة من كافة دول العالم الذي عقد أخيرا في بيروت، وضم اسمه إلى موسوعة كبار الطهاة من كافة دول العالم.
وفي مقابلة مع «الشرق الأوسط» قال الشيف فادي: «منذ صغري وأنا أعشق الطهي والمطبخ، كنت أشاهد جدتي ووالدتي تحضران أشهى المأكولات السورية التقليدية الشرقية مثل الكبة بأنواعها، وتحديدا الكبة بالجرن وغيرها من مأكولاتنا السورية الشعبية، ثم نمى حب الطهي في داخلي وأردت أن أطوره أكاديميا من خلال دراستي لفن الطهي والحلويات العالمية، وبعد الانتهاء من دراستي الفندقية كونت فكرة شاملة عن المأكولات العالمية وتخصصت في المأكولات الإيطالية، وتدربت على أيدي الكثير من كبار الطهاة العالميين المختصين في المأكولات العالمية والإيطالية، وبدأت مسيرتي بهدوء وتطورت نحو الاحتراف».
وتابع: «بعد انتهائي من الدراسة كانت البداية من مدينتي (محردة) حيث عملت لفترة وجيزة ثم انتقلت إلى منطقة (مشتى الحلو) السياحية في محافظة طرطوس، وبعدها عملت في دمشق في مجمع مطاعم التلال في (صيدنايا)، وتنقلت كثيرا وعملت في مطاعم دمشق ذات الطابع التراثي والمطاعم ذات الاختصاص العالمي والإيطالي، بعد ذلك انتقلت للعمل في فندق (شيراتون) دمشق ولفترة طويلة في المطبخ الإيطالي مع مجموعة من كبار الطهاة العالميين، والنقلة النوعية كانت عندما عملت في فندق فورسيزونز دمشق في مطعم (تونينو لامبرغيني) الإيطالي، وعملت أيضا في أبوظبي ولبنان».
«ومن خلال هذه المسيرة الطويلة في عالم الطهي، كان لي شرف الدخول ضمن قائمة التحدي في اللقاء العالمي للطهاة من كافة دول العالم الذي احتضنته العاصمة اللبنانية بيروت أخيرا، ودخولي موسوعة تضم كبار الطهاة من كافة دول العالم. واليوم ومن خلال عملي في عاصمة الإبداع بيروت تلقيت أكثر من فرصة للعمل في أرقى وأفخم الفنادق في أوروبا، وهذا يدل على أنه لكل مجتهد نصيب».
وعن البصمة الخاصة به يقول فادي مبتسما: «لكل مبدع خصوصيته من خلال أسلوبه الخاص، فقد استطعت أن أضيف بصمتي المميزة من خلال مهارات وخبرات كنت قد اكتسبتها من كبار الطهاة، ولكني أضفت عليها لمستي لتزيدها نكهة وجمالا رغم أن معظم الأصناف العالمية لها مقاديرها الخاصة».
برأي فادي أنّ كل عمل بما فيه تحضير الطعام إذا لم يتميز بفنية وحرفية وإبداع فهو عمل مصيره الإخفاق لأن الشهرة والنجاح لا يتحققان دون فن خلاّق وإبداع جديد مبتكر بعيدا ًعن الروتين.
استفاد الشيف فادي من المطبخ السوري الذي يعتبره عريقا، فنتيجة تلاقي الحضارات كان لمهد الحضارة السورية منذ القدم تأثير كبير في العالم، وكان لهذا المطبخ طابع أساسي في تأسيس المطبخ العالمي فنال شهرة واسعة من خلال التنوع والغنى بمأكولاته الشهية والغنية بكل القيم الغذائية.
ومن أشهر الشخصيات التي تذوقت مأكولات الشيف فادي رئيس فنزويلا السابق الراحل هوغو تشافيز، وبعض الرؤساء والزعماء العالميين، وكذلك مجموعة من الفنانين والنجوم مثل: سلطان الطرب الفنان جورج وسوف، وعدد كبير من المفكرين والأدباء ورجال الدين مثل: بطريرك العالم للسريان الأرثوذكس الراحل زكّا الأول عيواص.ومن أكثر الأطباق التي أعجبتهم: «سكالوبيني الأمرسالا» و«بينّي ألا برافا» و«فوتوتشيني فونغي».
ويرى فادي أن المطبخ الفرنسي هو أساس المطبخ العالمي معرفة وشهرة، ويليه المطبخ الإيطالي، وتأثر كثيرا في كلا الاختصاصين لأن الأطباق التي تقدم في كلا المطبخين تكون عن دراية ودراسة لكل ما يحتاج إليه جسم الإنسان من قيم غذائية، وبالنسب الدقيقة. ولم يقتصر اهتمامه على هذين المطبخين بل كان له اهتمام واسع في باقي المطابخ العالمية مثل المطبخ المكسيكي والمطبخ الياباني.
وبعيدا عن فن الطهي لدى فادي نبزو هوايات أخرى مثل الاستماع للموسيقى وأغاني الراحل وديع الصافي الذي أدى أغنيات من كلمات عمه الشاعر مفيد نبزو الذي علمه على حب الفن الأصيل بمختلف أشكاله.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.