على مدى سنوات تجربته استطاع الشيف السوري فادي بسام نبزو أن يترك بصمته في عالم الطهي، وهو القادم من بلدته السورية العريقة (محردة) الملقبة بمدينة الشمس وسط سوريا، مستفيدًا من تنوع المطبخ السوري مع مهارته في التعامل مع المطبخ العالمي ليعمل في أكبر المطابخ وأهمها في دمشق ولبنان والإمارات، ليتوج بعدها مسيرته المهنية في عالم الطهي بدخوله ضمن قائمة التحدي في اللقاء العالمي للطهاة من كافة دول العالم الذي عقد أخيرا في بيروت، وضم اسمه إلى موسوعة كبار الطهاة من كافة دول العالم.
وفي مقابلة مع «الشرق الأوسط» قال الشيف فادي: «منذ صغري وأنا أعشق الطهي والمطبخ، كنت أشاهد جدتي ووالدتي تحضران أشهى المأكولات السورية التقليدية الشرقية مثل الكبة بأنواعها، وتحديدا الكبة بالجرن وغيرها من مأكولاتنا السورية الشعبية، ثم نمى حب الطهي في داخلي وأردت أن أطوره أكاديميا من خلال دراستي لفن الطهي والحلويات العالمية، وبعد الانتهاء من دراستي الفندقية كونت فكرة شاملة عن المأكولات العالمية وتخصصت في المأكولات الإيطالية، وتدربت على أيدي الكثير من كبار الطهاة العالميين المختصين في المأكولات العالمية والإيطالية، وبدأت مسيرتي بهدوء وتطورت نحو الاحتراف».
وتابع: «بعد انتهائي من الدراسة كانت البداية من مدينتي (محردة) حيث عملت لفترة وجيزة ثم انتقلت إلى منطقة (مشتى الحلو) السياحية في محافظة طرطوس، وبعدها عملت في دمشق في مجمع مطاعم التلال في (صيدنايا)، وتنقلت كثيرا وعملت في مطاعم دمشق ذات الطابع التراثي والمطاعم ذات الاختصاص العالمي والإيطالي، بعد ذلك انتقلت للعمل في فندق (شيراتون) دمشق ولفترة طويلة في المطبخ الإيطالي مع مجموعة من كبار الطهاة العالميين، والنقلة النوعية كانت عندما عملت في فندق فورسيزونز دمشق في مطعم (تونينو لامبرغيني) الإيطالي، وعملت أيضا في أبوظبي ولبنان».
«ومن خلال هذه المسيرة الطويلة في عالم الطهي، كان لي شرف الدخول ضمن قائمة التحدي في اللقاء العالمي للطهاة من كافة دول العالم الذي احتضنته العاصمة اللبنانية بيروت أخيرا، ودخولي موسوعة تضم كبار الطهاة من كافة دول العالم. واليوم ومن خلال عملي في عاصمة الإبداع بيروت تلقيت أكثر من فرصة للعمل في أرقى وأفخم الفنادق في أوروبا، وهذا يدل على أنه لكل مجتهد نصيب».
وعن البصمة الخاصة به يقول فادي مبتسما: «لكل مبدع خصوصيته من خلال أسلوبه الخاص، فقد استطعت أن أضيف بصمتي المميزة من خلال مهارات وخبرات كنت قد اكتسبتها من كبار الطهاة، ولكني أضفت عليها لمستي لتزيدها نكهة وجمالا رغم أن معظم الأصناف العالمية لها مقاديرها الخاصة».
برأي فادي أنّ كل عمل بما فيه تحضير الطعام إذا لم يتميز بفنية وحرفية وإبداع فهو عمل مصيره الإخفاق لأن الشهرة والنجاح لا يتحققان دون فن خلاّق وإبداع جديد مبتكر بعيدا ًعن الروتين.
استفاد الشيف فادي من المطبخ السوري الذي يعتبره عريقا، فنتيجة تلاقي الحضارات كان لمهد الحضارة السورية منذ القدم تأثير كبير في العالم، وكان لهذا المطبخ طابع أساسي في تأسيس المطبخ العالمي فنال شهرة واسعة من خلال التنوع والغنى بمأكولاته الشهية والغنية بكل القيم الغذائية.
ومن أشهر الشخصيات التي تذوقت مأكولات الشيف فادي رئيس فنزويلا السابق الراحل هوغو تشافيز، وبعض الرؤساء والزعماء العالميين، وكذلك مجموعة من الفنانين والنجوم مثل: سلطان الطرب الفنان جورج وسوف، وعدد كبير من المفكرين والأدباء ورجال الدين مثل: بطريرك العالم للسريان الأرثوذكس الراحل زكّا الأول عيواص.ومن أكثر الأطباق التي أعجبتهم: «سكالوبيني الأمرسالا» و«بينّي ألا برافا» و«فوتوتشيني فونغي».
ويرى فادي أن المطبخ الفرنسي هو أساس المطبخ العالمي معرفة وشهرة، ويليه المطبخ الإيطالي، وتأثر كثيرا في كلا الاختصاصين لأن الأطباق التي تقدم في كلا المطبخين تكون عن دراية ودراسة لكل ما يحتاج إليه جسم الإنسان من قيم غذائية، وبالنسب الدقيقة. ولم يقتصر اهتمامه على هذين المطبخين بل كان له اهتمام واسع في باقي المطابخ العالمية مثل المطبخ المكسيكي والمطبخ الياباني.
وبعيدا عن فن الطهي لدى فادي نبزو هوايات أخرى مثل الاستماع للموسيقى وأغاني الراحل وديع الصافي الذي أدى أغنيات من كلمات عمه الشاعر مفيد نبزو الذي علمه على حب الفن الأصيل بمختلف أشكاله.
الشيف فادي نبزو.. مزج عراقة المطبخ السوري بأناقة المطبخ الفرنسي والإبداع الإيطالي
هوغو تشافيز كان من زبائنه والكثير من الرؤساء والفنانين العالميين والعرب
الشيف فادي نبزو.. مزج عراقة المطبخ السوري بأناقة المطبخ الفرنسي والإبداع الإيطالي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة