مسؤول عسكري عراقي: ضباط في الجيش وعناصر من «الحشد الشعبي» باعوا أسلحتهم لـ«داعش»

الآلوسي لـ {الشرق الأوسط}: فتح تحقيق في وزارة الدفاع

مسؤول عسكري عراقي: ضباط في الجيش وعناصر من «الحشد الشعبي» باعوا أسلحتهم لـ«داعش»
TT

مسؤول عسكري عراقي: ضباط في الجيش وعناصر من «الحشد الشعبي» باعوا أسلحتهم لـ«داعش»

مسؤول عسكري عراقي: ضباط في الجيش وعناصر من «الحشد الشعبي» باعوا أسلحتهم لـ«داعش»

كشف مصدر عراقي عن قيام بعض ضباط الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» ببيع أسلحتهم وعتادهم لمقاتلي تنظيم داعش خاصة في مدينتي الرمادي والفلوجة تحت غطاء تسليم تلك الأسلحة لمقاتلين من أبناء العشائر.
وذكر لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي النائب مثال الآلوسي، عن كتلة التيار المدني الديمقراطي في البرلمان العراقي، أن «هناك أعدادا كبيرة من رشاشات الـ(بي كيه سي) مع عتادها، والتابعة للجيش العراقي، تم بيعها لتنظيم داعش وبمبالغ كبيرة»، مشيرا إلى أن «هناك تحقيقا عن هذا الموضوع في وزارة الدفاع لم تكشف نتائجه حتى اليوم». وقال: «هناك معلومات موثقة بالأرقام والتواريخ»، مشيرا إلى أن «هذه العملية مستمرة للأسف».
وأضاف الآلوسي أن الفساد لم يقتصر على وزارة الدفاع العراقية بل أيضا شمل مقاتلي «الحشد الشعبي»، إذ وجد أنه سجل عدد مقاتليه 120 ألف مقاتل حسب الأرقام الرسمية، بينما في الحقيقة لا يتجاوز عددهم 80 ألف مقاتل، ملمحا إلى أنه مؤسسة ينخر فيها الفساد مثلها مثل مؤسسات الدولة الأخرى.
من جهته، قال مسؤول عسكري في الجيش العراقي فضل عدم نشر اسمه: «إن هنالك ضباطا باعوا أسلحتهم، وهي عبارة عن رشاشات (بي كيه سي) ومئات الآلاف من الإطلاقات (العتاد) لمقاتلين من تنظيم داعش في الفلوجة تحت ذريعة بيعها أو منحها لمقاتلي أبناء العشائر للدفاع عن أنفسهم»، مشيرا إلى أن «هناك ضباطا تركوا أسلحتهم وأسلحة تشكيلاتهم في الرمادي وانسحبوا ليستولي عليها تنظيم داعش مقابل اتفاقات مسبقة ومبالغ طائلة، حيث شكلت لجان تحقيقية في هذا الموضوع ولم تظهر نتائج هذه التحقيقات باعتبارها تتعلق بمعلومات عسكرية سرية». وأضاف الضابط أن تلك المعلومات تم تبليغها للجهات المختصة في وزارة الدفاع في عهد الحكومة السابقة، وحاليا، ولم تتخذ إجراءات حاسمة لوقف هذه العمليات التي أدت إلى إثراء بعض كبار الضباط في الجيش العراقي.
وكشف المسؤول العسكري عن «وجود فساد كبير بين صفوف الجيش العراقي، وهو ما أدى إلى انكسار جبهات القتال وتمكن (داعش) من السيطرة على مدينة الرمادي بسهولة تامة»، مشيرا إلى أن «عمليات شراء المناصب العسكرية مستمرة، والضابط الجيد لا يبقى في مكانه لوجود لوبي من الفاسدين». وقال: «إذا انتهينا من مسألة الجنود الفضائيين (غير الموجودين في الواقع) فإن هناك مسألة مصادرة أموال إطعام الجنود، حيث تمنح وزارة الدفاع 150 ألف دينار شهريا لكل جندي تحت تسمية (الاكتفاء الذاتي)، أي أن يتكفل الجندي بطعامه، بينما يصادر الضباط هذه المبالغ الضخمة ويقدمون طعاما رخيصا وغير كاف للجنود، وهذا ما يحدث في جبهة الأنبار».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».