السودان يدعو إلى التضامن للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري

أفريقيا تبحث التغيرات المناخية في الخرطوم تمهيدًا لقمة باريس

السودان يدعو إلى التضامن للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري
TT

السودان يدعو إلى التضامن للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري

السودان يدعو إلى التضامن للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري

تبحث مجموعة دول أفريقية في العاصمة السودانية بدءًا من يوم أمس وحتى الغد (الجمعة)، بمشاركة 80 خبيرًا من الدول الأعضاء، وممثلين عن بعض المنظمات الإقليمية التي تدعم المجموعة الأفريقية، قضية توحيد جهودها في مواجهة أزمة انبعاث الغازات الدفيئة و«الاحتباس الحراري»، والمساعي الخاصة بتبني اتفاقيات دولية في هذا الخصوص، استعدادًا لمؤتمر المناخ الذي يعقد في العاصمة الفرنسية في ديسمبر (كانون الأول) 2015.
وقال وزير البيئة السوداني حسن عبد القادر هلال في افتتاح اجتماع المجموعة الأفريقية إن الوحدة والتضامن لمجابهة ظاهرة الانبعاث والاحتباس الحراري أصبحا ضرورة جماعية للحد من مخاطرها. وأوضح أن استراتيجية بلاده في هذا المضمار تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في القطاعات الاقتصادية والطاقة وتحسين القدرة على مواجهة انبعاثات الغازات والحد منها.
ويترأس السودان هذه المجموعة حيث يعد من أكثر الدول تأثرًا بها، خصوصا في قطاعات المياه والزراعة والصحة والتخريب الذي طال المنطقة الساحلية واعتبارها الأكثر عرضة للخطر وفقًا للوزير السوداني الذي قال إن تغير المناخ يمثل حقيقة واقعية وعبئًا يعيق تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، إلى جانب تأجيج الصراع حول الموارد الطبيعية، وأشار إلى أن الاتفاقيات المتعلقة بالمناخ ستناقش في مؤتمر باريس باعتباره مؤتمرًا نهائيًا لحل مشكلة تغير المناخ في العالم.
وأوضح هلال أن العام الحالي يشهد قمة تغير المناخ لاعتماد «اتفاقية باريس» التي من شأنها معالجة مشكلة قلة مساهمات الدول الأطراف في خفض الانبعاثات، والتداول في وسائل تنفيذها، ومعالجة الصعوبات التي تعترضها.
وأبدى الوزير السوداني ثقته في التزام الدول الأفريقية لإنجاح مؤتمر باريس، لا سيما أنها شرعت في العمل الجاد لتحقيق الهدف والوصول إلى اتفاقية ترضي جميع الأطراف، وقال إن «أفريقيا تعتبر القارة الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية، والحزام الممتد من السنغال إلى السودان، يعتبر أكثر المناطق عرضة لموجات الجفاف، والانخفاض الحاد في مياه الأنهار والإنتاج الزراعي».
ودعا هلال أعضاء المجموعة للعمل على تضمين الخسائر والأضرار الناتجة عن ظاهرة الاحتباس في الاتفاقية الجديدة، والإيفاء بالالتزامات الجماعية والفردية مع مراعاة الأحكام المختلفة لوسائل التنفيذ.
وحسب الوزير السوداني فإن أفريقيا تلهث للحصول على الطاقة والتنمية المرتبطة بها، بيد أنها لم تستفد من هذه الطاقة بسبب عدم قدرة معظم دولها لتسخير الطاقات المتجددة، ولافتقارها إلى التكنولوجيا والمعرفة التقنية ونقص التمويل والاستثمارات.
ويعد السودان من أوائل الدول التي وقعت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ وظل يوفي بجميع التزاماته، وحسب الوزير السوداني فإنه يعد لاستراتيجية التنمية منخفضة الكربون وتحديد المساهمات الوطنية للتكيف وخفض الانبعاثات.
وتنظم خلال العام الحالي الدورة الحادية والعشرون لمؤتمر الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الموقعة في عام 1992، التي صادقت عليها 195 دولة في موقع «باريس - لو بورجي» بفرنسا باعتباره أفضل المواقع لوجيستيًا لاستضافة المؤتمر. واعتمد «بروتوكول كيوتو» عام 1997 الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2005، وتتمثل أهدافه في تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة والحد منها في البلدان المتقدمة وذات الاقتصادات الانتقالية.
واتفقت أطراف اتفاق «كوبنهاغن السياسي» (2009)، ومؤتمرات كانكون (2010) وديربان (2011) والدوحة (2012) على أسس النظام الدولي الجديد، لإكمال متطلبات إطار اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو.
ووافقت الأطراف في عام 2011 على إبرام اتفاق جديد بشأن المناخ في عام 2015، ليدخل التنفيذ في عام 2020، وفقا للاتفاقية الإطارية التي تنص على تناوب انعقاد مؤتمر الأطراف بين المجموعات الإقليمية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.