على الرغم من اشتعال معظم الجبهات في سوريا، فإن مدينة دوما في الغوطة الشرقية كان لها الحصة الأكبر من العنف، فقد تعرّضت أحياؤها أمس لغارات مكثّفة ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي على المدينة، كما استهدفت بلدتا جسرين وزبدين بصواريخ أرض - أرض.
ويأتي هذا التصعيد غداة صدور تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، حمل عنوان «من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر»، يوثق الانتهاكات والمجازر التي ارتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية، وخصوصًا في مدينة دوما والدمار الهائل الذي «شكّل استهتارًا من النظام السوري بقرارات مجلس الأمن الدولي، خصوصًا القرار رقم 2139»، وفق ما أشارت إليه الشبكة.
وأمس، قصف الطيران المروحي بثمانية براميل متفجرة مناطق في مدينة داريا في الغوطة الغربية، كما نفذ غارات عدة على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع قصف قوات النظام أحياء المدينة بالمدفعية والصواريخ، واستهداف بلدتي جسرين وزبدين في الغوطة الشرقية بصواريخ أرض - أرض، ما أدى إلى سقوط جرحى، وقد ردت فصائل المعارضة بإطلاق صاروخين موجهين استهدفا دبابتين لقوات النظام في محيط مخيم الوافدين عند أطراف مدينة دوما ما أدى إلى إعطابهما، وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان. وليس بعيدًا عن دوما، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، في محيط ضاحية الأسد والتلال المطلة عليها قرب مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، وسط تجدد قصف القوات النظامية لمناطق الاشتباك وسقوط قذائف على الضاحية.
من جهته، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض أن الطيران الحربي للنظام قصف بأربع غارات متتالية مستشفى السل في بلدة كفر بطنا الواقعة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من الكادر الطبي بالمستشفى ومدني واحد، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة في بناء المستشفى ومعداته، ما أخرجه من الخدمة.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أصدرت دراسة موسعة تحت عنوان «من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر»، وثقت فيها الانتهاكات المرتكبة من قبل أطراف النزاع في الغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق، بدءًا من الأول من يناير (كانون الثاني) 2015 حتى 30 يونيو (حزيران) 2015. وكشف التقرير الذي جاء في 26 صفحة أن الغوطة الشرقية «تعرضت خلال 6 أشهر لعمليات قصف وتدمير ممنهجة، كان أغلبها على المراكز الحيوية والأحياء المأهولة بالسكان، التي تبعد عشرات الكيلومترات عن خطوط المواجهة، والمؤشر على ذلك نسبة الضحايا من المدنيين مقارنة مع المسلحين».
وعززت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها بصور أقمار صناعية، تظهر مدينة دوما قبيل قرار مجلس الأمن رقم 2139 الصادر في 22 فبراير (شباط) 2014 وبدايات عام 2015، وأثبتت الصور مدى تجاوز النظام السوري للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، من خلال مضاعفة الدمار مرات كثيرة. ووثّق التقرير ارتكاب القوات الحكومية 25 مجزرة، 14 منها في مدينة دوما، و4 في مدينة عربين، و3 في منطقة المرج، ومجزرة واحدة في كل من عين ترما وكفر بطنا وحرستا وحمورية.
وفي الجنوب السوري، سيطرت فصائل المعارضة ليل أول من أمس على مواقع عسكرية جديدة تابعة لقوات النظام قرب قرية طرنجة شمال القنيطرة، وذلك بعد هجوم شنّته الفصائل على السرية الرابعة المختصة بالدفاع الجوي التابعة للواء 90، وحاجز مزارع الأمل العسكري، قُتل خلاله عدد من جنود النظاميين والمقاتلين المعارضين، لينتهي الهجوم بسيطرة المعارضة على الموقعين العسكريين وما بداخلهما من أسلحة وذخائر. أما في الجبهة الشمالية فقد ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي، ونفذ غارات على بلدة الزيارة وقريتي المنصورة والقاهرة في سهل الغاب، في حين قصفت المعارضة بعدد من القذائف تمركزات لقوات النظام في حي الخالدية شمال حلب، ثم فتحت نيران رشاشاتها على مواقع النظام في الحي نفسه.
على صعيد آخر، واصل عناصر الهلال الأحمر السوري فرع حماه، لليوم الثالث على التوالي، تحضيراتهم لاستقبال المدنيين الذين سيتم إجلاؤهم من بلدتي الفوعة وكفريا الخاضعتين لسيطرة القوات النظامية في ريف إدلب الشمالي، إلى قرية معردس الخاضعة أيضًا لسيطرة النظام في ريف حماه الشمالي. وعد الناشط الإعلامي المعارض محمد الحموي أن ذلك جزء من الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات «جيش الفتح» التي تحاصر البلدتين من جهة، والقوات النظامية التي تحاصر مدينة الزبداني الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق الغربي من جهة أخرى، والتي تشمل أيضًا إجلاء الأهالي من الزبداني.
النظام يقصف مستشفى السل بريف دمشق.. والمعارضة تسيطر على الدفاع الجوي في القنيطرة
تقرير يوثّق مجازر قوات الأسد في المراكز الحيوية والأحياء السكنية في الغوطة الشرقية
النظام يقصف مستشفى السل بريف دمشق.. والمعارضة تسيطر على الدفاع الجوي في القنيطرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة