ليبيا: الجيش يعلن مقتل عشرات الإرهابيين في بنغازي

اتهامات لبرلمان طرابلس بعرقلة الحوار الأممي وهجوم مفاجئ على مقر القنصلية التركية

ليبيا: الجيش يعلن مقتل عشرات الإرهابيين في بنغازي
TT

ليبيا: الجيش يعلن مقتل عشرات الإرهابيين في بنغازي

ليبيا: الجيش يعلن مقتل عشرات الإرهابيين في بنغازي

استمرت المواجهات العنيفة التي تخوضها قوات الجيش الليبي ضد الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، أمس، بعد اعتذار بعثة الأمم المتحدة عن إدانتها لها، فيما اتهم رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، بعرقلة توقيع اتفاق يقضي بتشكيل حكومة وفاق وطني.
وقال عقيلة الموجود حاليا لحضور اجتماعات الجمعية العام للأمم لمتحدة إن برلمان طرابلس رفض المسودة الموقعة بالأحرف الأولى في شهر يوليو (تموز) الماضي، ويسعى لتخريب الحوار عبر محاولة إدخال تعديلات على النص الرئيسي الذي وافق عليه البرلمان الشرعي والمعترف به دوليا.
من جهته، أعلن الناطق الرسمي باسم البرلمان فرج بوهاشم أن بعثة الأمم المتحدة قدمت للمجلس ما وصفه بـ«اعتذار رسمي» حول إدانتها للعمليات العسكرية التي يشنها الجيش ضد المتطرفين في بنغازي تحت اسم الحتف.
وتحدث مصدر عسكري في الجيش الليبي أمس عن مصرع العشرات من عناصر تنظيم داعش المتطرف، خلال سلسة غارات جوية في محور الصابري ووسط مدينة بنغازي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المصدر قوله إن هناك العشرات من الجثث تابعة للمتطرفين في محور الصابري، مشيرا إلى قصف بالمدفعية استهدف عناصر الجماعات الإرهابية فوق أسطح المباني العالية في المنطقة لدى محاولة إسقاط طائرات سلاح الجو بالأسلحة المضادة لها.
وكشف مسؤول آخر النقاب عن أن الجماعات الإرهابية تتخذ من مقر شركة الملاحة بمنطقة بوفاخرة غربي بنغازي ميناء لاستقبال الذخائر والمقاتلين من البحر.
وقال ناطق باسم الكتيبة 309 إن قوات الجيش تستعد لشن هجوم بري ضد ما وصفه بأكبر تجمع للميليشيات الإرهابية بالعمارات الصينية بعد تضييق الخناق عليهم بمنطقة تيكا وميناء المريسة.
إلى ذلك، تعرض مقر القنصلية التركية في مدينة مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر شرق العاصمة الليبية طرابلس، لهجوم مفاجئ بقنبلة محلية الصنع لكن من دون سقوط ضحايا.
وأعلن القنصل التركي أن الحادث لن يؤثر على سير العمل بالقنصلية، فيما عد محمد اشتيوي عميد بلدية مصراتة الذي زار المقر أن الهجوم يستهدف «إرباك العمل بالقنصلية بعد الإجراءات الأخيرة التي فرضتها الحكومة التركية على دخول الليبيين إلى تركيا».
ووقع الحادث بعد اجتماع عقده أول من أمس محمد الغيراني وزير خارجية الحكومة الموازية غير المعترف بها دوليا التي تدير الأمور في العاصمة طرابلس، مع القنصل التركي بمدينة مصراتة لمناقشة تسهيل منح التأشيرة وإجراءات السفر بين البلدين.
وألغت تركيا الشهر الماضي بشكل مفاجئ، اتفاقية الدخول دون تأشيرة مسبقة مع ليبيا بسبب «احتياطات أمنية لمنع تسلل عناصر خطيرة أمنيا على أراضيها».
من جهة أخرى، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن إحدى سفنها أنقذت 257 مهاجرا كانوا على متن مركبين قبالة السواحل الليبية، وأنها تقوم حاليا بإنقاذ مهاجرين آخرين على متن مركب ثالث.
وقال متحدث باسم المنظمة لوكالة الصحافة الفرنسية «جرى إنقاذ 130 شخصا في أول عملية، و127 في الثانية»، مشيرا إلى أن بين المهاجرين الذين أنقذوا ويجري نقلهم إلى إيطاليا «عددا كبيرا من النساء والأطفال».
وكانت منظمة أطباء بلا حدود أعلنت في تغريدة على موقع تويتر أن سفينتها «ديغنيتي وان» التي يبلغ عدد طاقمها 18 شخصا بينهم أطباء وتستطيع حمل 300 شخص على متنها «أنقذت 130 شخصا بينهم 27 امرأة وثلاثة أطفال».
ولم تشر المنظمة إلى عملية الإنقاذ الثانية التي أنقذ فيها 127 شخصا آخر، أو الثالثة التي تنفذها حاليا.
وعبر نحو نصف مليون مهاجر ولاجئ البحر المتوسط منذ مطلع العام الحالي ولقي أكثر من 2800 حتفهم أو فقدوا بحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة.
وقد وصل نحو 310 آلاف منهم إلى اليونان و121 ألفا إلى إيطاليا وفقا للمنظمة ذاتها.
وتشهد ليبيا التي تبعد نحو 300 كيلومتر فقط عن إيطاليا، فوضى أمنية ونزاعا مسلحا فاقما الهجرة غير الشرعية عبر سواحلها، التي تفتقد الرقابة الفعالة في ظل الإمكانات المحدودة لقوات خفر السواحل الليبية وانشغال السلطات بالنزاع الدائر في البلاد.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».