هادي توجه إلى نيويورك وسط مظاهرات تأييد من الجالية اليمنية

الرئيس اليمني يلقي كلمة بلاده غدًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وبان كي مون يشدد على أهمية حل النزاع اليمني

جندي من قوات التحالف التي تقودها السعودية يمشي في أحد الشوارع الرئيسية أمس في عدن (رويترز)
جندي من قوات التحالف التي تقودها السعودية يمشي في أحد الشوارع الرئيسية أمس في عدن (رويترز)
TT

هادي توجه إلى نيويورك وسط مظاهرات تأييد من الجالية اليمنية

جندي من قوات التحالف التي تقودها السعودية يمشي في أحد الشوارع الرئيسية أمس في عدن (رويترز)
جندي من قوات التحالف التي تقودها السعودية يمشي في أحد الشوارع الرئيسية أمس في عدن (رويترز)

غادر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مدينة عدن أمس متوجها إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس هادي اصطحب معه عددا من المسؤولين الحكوميين، من بينهم وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد الميتمي.
من جانبه أوضح وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيلقي ظهر غد الثلاثاء كلمة اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه تقيم الجالية اليمنية في نيويورك مظاهرة كبيرة أمام مقر الأمم المتحدة لتأييد الرئيس هادي والترحيب به في الأمم المتحدة باعتباره الرئيس الشرعي لليمن، وتوجيه الشكر للتحالف العربي والسعودية في مساندة الشعب اليمني ضد الانقلابيين في اليمن ودعم المقاومة الشعبية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الموالية له أن الرئيس اليمني سوف يستعرض في خطابه «تطورات الأوضاع في اليمن وما تشهده مختلف المحافظات من آثار وتداعيات الحرب الهمجية التي شنتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وتجاهلهم للقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 2216».
في سياق متصل طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوقف القتال في اليمن والعودة إلى مائدة المحادثات مؤكدا أن الحوار هو الحل الوحيد لحل الخلافات بين الأطياف السياسية اليمنية وأنه لا يوجد حل عسكري لإنهاء الصراع في اليمن. وشدد كي مون خلال لقائه مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير صباح الأحد على أهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين.
وفي خطابه أمام قمة التنمية مساء أول من أمس تحدث وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عن أعمال التخريب والتدمير التي قامت بها ميليشيات الحوثي في اليمن خلال العام الماضي مشيرا إلى أن أعمال التخريب خلال عام قضت على عقود من التنمية والبناء في اليمن.
وقال وزير الخارجية اليمني بأن «الحوثيين الذين استولوا على أجزاء كبيرة من اليمن لم يلتزموا بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين للانسحاب من المؤسسات الحكومية».
ويذكر أن الرئيس هادي وصل، الثلاثاء الماضي، إلى مدينة عدن، بعد ستة أشهر من الغياب وممارسة مهامه من العاصمة السعودية الرياض. وعقد هادي خلال زيارته لعدن لقاءات مع الحكومة والقيادات العسكرية، كما أنه زار معالم الدمار في المحافظة، ووحدات من القوات الخاصة السعودية والإماراتية المتواجدة في عدن.
وكان التقى، مساء أول من أمس في مقر الرئاسة المؤقت، محافظ محافظة الضالع، جنوب اليمن، فضل محمد الجعدي، ووكلاء المحافظة، ومديري مكاتب الوزارات في المحافظة، وخلال اللقاء الذي استمر لساعتين، أكد الرئيس هادي أن المعركة مع الانقلابيين والمتمردين مستمرة، ولن تتوقف عند حدود المحافظات الجنوبية، مثلما يتصور البعض، بل ستتواصل المعركة إلى أن تتحرر كافة مناطق اليمن، شماله وجنوبه وغربه وشرقه، وفق تعبيره.
وشدد الرئيس على مسألة بناء جيش وطني، وعلى توحيد الصفوف واستيعاب أفراد المقاومة من الشباب في المؤسستين العسكرية والأمنية، باعتبار المقاومة نواة للجيش اليمني، مستعرضا التطورات والمستجدات على الساحة الوطنية في ظل التحولات التي تشهدها عدن والمحافظات المجاورة بعد تحقيق الانتصار على ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وأشاد الرئيس بصمود وبسالة أبناء محافظة الضالع التي كانت الحصن المنيع بما صدّرته واجترحه أبناؤها من مواقف بطولية أجبرت المعتدين على التقهقر والانكسار مما عزز روح المقاومة في باقي المحافظات ليرسم الجميع بتعاونهم وتآلفهم وتكاتفهم ملحمة النصر الذي بذلت في سبيله أرواح وسالت دماء زكية لتحرير الأرض والدفاع عن العرض من عدوان همجي معتدٍ أزهق أرواح الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء.
وأكد الرئيس على الرعاية التامة لأسر «الشهداء» ومعالجة الجرحى بالتعاون مع الأشقاء في دول التحالف العربي وعلى رأسهم السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. ولفت إلى أنه تم التوجيه بمنح أسر «الشهداء» وحدات سكنية في المشاريع الحكومية القائمة في مختلف المحافظات وبرسوم زهيدة لمصلحة صندوق التقاعد الذي مول النصيب الأكبر من تلك المشاريع.
وقال وكيل محافظة الضالع، محمد علي الوداد لـ«الشرق الأوسط» إن لقاء الرئيس هادي بالسلطة المحلية في محافظة الضالع، كان بناء ومثمرا، إذ ناقش جملة من القضايا الملحة التي يعاني منها سكان المحافظة وكذا قيادة السلطة المحلية.
وأشار الوداد إلى أن اللقاء ناقش مسائل عدة مثل قرار دمج المقاومة بالجيش والأمن، وعلاج الجرحى، ومرتبات للجرحى وأسر «الشهداء»، علاوة على معالجة وضعية الكهرباء التي ما زال التيار بمحافظة الضالع منقطعا وللشهر السابع على التوالي، وكذا منح ما كان يعرف بمدن الصالح المقامة بتمويل من صندوق النشء والشباب، لمصلحة أسر «شهداء» الحرب، وأين وجدت هذه المنشآت السكنية، في عدن والضالع ولحج وأبين أو غيرها من المحافظات اليمنية.
من جانب آخر، أعلنت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جاستين جريننغ عن تخصيص مبلغ 20 مليون جنيه إسترليني لمساعدة اليمن في التصدي للأزمة الإنسانية المتفاقمة. وقالت الوزيرة البريطانية بعد اجتماع عقدته مع وزير الخارجية اليمني رياض ياسين بأن الوضع الإنساني في اليمن يثير القلق وأشارت أن اليمن يحتاج إلى الوقود والمواد الغذائية والمساعدات الطبية وطالبت بتسهيل نفاذ وكالات الإغاثة الإنسانية إلى اليمن.
وأعلنت جريننغ عقد اجتماع دولي مشترك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الاثنين، لمناقشة سبل حل الأزمة اليمنية وحث الدول للاستجابة بشكل سريع للأزمة الإنسانية في اليمن وقالت: «لا يمكن للعالم أن يغض الطرف عن خطر المجاعة في اليمن وعلينا اتخاذ قرارات سريعة لمنع الوفيات ووقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية باعتبارها الحل الوحيد لهذه الأزمة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».