مسؤولان إسرائيليان يتهمان الإدارة الأميركية بالتعاون مع إيران في سوريا والعراق

قالا: ابلغتنا بأن الحديث معها فقط عن الاتفاق النووي

مسؤولان إسرائيليان يتهمان الإدارة الأميركية بالتعاون مع إيران في سوريا والعراق
TT

مسؤولان إسرائيليان يتهمان الإدارة الأميركية بالتعاون مع إيران في سوريا والعراق

مسؤولان إسرائيليان يتهمان الإدارة الأميركية بالتعاون مع إيران في سوريا والعراق

هاجم مسؤولان إسرائيليان الإدارة الأميركية على توجهها الجديد في سوريا والعراق واتهما واشنطن بإقامة علاقات تنسيق استراتيجي مع إيران، وحذرا من مغبة هذه السياسة ونتائجها المدمرة على مصالح إسرائيل وكل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وجاء هذا الموقف من خلال تسريبات لجميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، لكن المسؤولين أصرا على إخفاء هويتهما. وحسب صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تعد، بشكل غير رسمي، ناطقة بلسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فإن وزير الخارجية، جون كيري، هو الذي يقف وراء هذه السياسة. وجاء تلخيص للحوارات مع المسؤولين كتبه محرر الشؤون العسكرية، بوعاز بيسموط، أنه قبل عامين تماما، سبتمبر (أيلول) 2013، ساوى الوزير كيري بين بشار الأسد والزعيم النازي البائد، أدولف هتلر، وذلك بعد قيام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي مرة أخرى ضد أبناء شعبه السوري. وقال كيري في حينه: «هذه لحظة ميونيخ بالنسبة لنا»، قاصدا بذلك الاتفاق الذي وقع يومها وباع الغرب فيه للنازية مقطعا من الأراضي التشيكية. كانت تلك الأيام التي تجاوز فيها الأسد الخطوط الحمراء، من وجهة نظر الأميركيين. كما كانت تلك الأيام (عمليا كانت ساعات) التي عدت فيها واشنطن أن التهرب من الرد على الأسد سينقل رسالة غير صحيحة إلى إيران بشأن طموحها النووي. وتساءل كيري في حينه: «ما الذي ستقوله إيران إذا تراجعنا عن نياتنا؟».
وأضاف الكاتب على لسان محدثيه: «ما كان يعد في حينه أكبر خطاب لكيري، تحول في نظرة تاريخية إلى خطاب منسلخ عن الواقع. فالولايات المتحدة لم تهاجم، والأسد بقي على كرسيه، ومع إيران تم توقيع اتفاق نووي يهدد مصالح حلفاء أميركا في المنطقة. ليس مفاجئا أن إقليما جديدا يسود في المنطقة برعاية أميركية. لا يوجد أشرار وأخيار، كلهم شركاء. والأسد، بفضل الواقع الجديد، يحصل على ترخيص لسلطته بعد حصوله على ترخيص بالقتل. واشنطن تحاور روسيا، التي تساعد سوريا علنا، وتتعاون مع إيران، وتدعم حزب الله. وفي المقابل، باتت أوروبا التي أصيبت بالفزع جراء أزمة اللاجئين، مستعدة للعودة لمناقشة الأسد».
وتساءل الكاتب: «ماذا بالنسبة لنا في إسرائيل؟ يا للجحيم! كل الأمور التي تخوفت منها إسرائيل تتحقق للأسف. واشنطن تلائم خطها للواقع الجديد في الشرق الأوسط، بدل أن تكون مهندسة وتحاول التأثير على صياغته. فجأة أصبح حسن نصر الله يسمح لنفسه بالخروج عن المعتاد. فباستثناء الـ75 دبابة روسية التي ستحولها إليه دمشق، أصبح يرى كيف يتحول أسياده في طهران ودمشق إلى شركاء للغرب، دون أن يتغيروا بتاتا».
ويضيف المسؤولان الإسرائيليان، وفقا للصحيفة: «التطورات الأخيرة في سوريا غير مشجعة؛ فالأسد، مع روسيا، يتوقع أن يشن هجمات، أولا، على تنظيم المتمردين جبهة النصرة، الذي يهدد الأسد، لكنه عمليا يعد أيضا عدوا مريرا لـ(داعش). وبعبارة أخرى، في المرحلة الأولى، يمكن حتى لـ(داعش) أن تربح من التدخل الروسي. وكلمة أخيرة حول التقارب بين إيران والمجتمع الدولي. لقد قالوا لنا (إن الحديث فقط عن الاتفاق النووي). لكننا نرى، عمليا، التعاون في العراق بين الولايات المتحدة وإيران في محاربة (داعش)، والحوار الأميركي – الإيراني حول مستقبل سوريا. ويوم أمس تم كشف صفقة ضخمة بحجم 21 مليار دولار بين إيران وروسيا. هذه المرة يتحتم علي الموافقة مع وزير الخارجية الأميركي كير: هذا حقا يبدو مثل لحظة ميونيخ».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.