سواريز يتقمص دور البطولة في غياب ميسي ويقود برشلونة لفوز صعب بثنائية في لاس بالماس

صدمة بين جماهير الفريق الكتالوني بعد إصابة «ساحره الصغير» وابتعاده شهرين عن الملاعب

سواريز يعزز تقدم برشلونة (أ.ب)
سواريز يعزز تقدم برشلونة (أ.ب)
TT

سواريز يتقمص دور البطولة في غياب ميسي ويقود برشلونة لفوز صعب بثنائية في لاس بالماس

سواريز يعزز تقدم برشلونة (أ.ب)
سواريز يعزز تقدم برشلونة (أ.ب)

استعاد برشلونة حامل اللقب نغمة الفوز بصعوبة بعد الخسارة الثقيلة أمام سلتا فيغو 1 - 4 في المباراة الماضية وذلك بتغلبه على ضيفه المتواضع لاس بالماس 2 - 1 أمس في المرحلة السادسة من الدوري الإسباني لكرة القدم. ورفع برشلونة رصيده بهذا الفوز إلى 15 نقطة، فيما توقف رصيد لاس بالماس عند خمس نقاط في المركز الثاني عشر مؤقتا لحين انتهاء باقي مباريات المرحلة.
ورغم الفوز الذي حققه برشلونة، فإنه لم يظهر بمستواه المعتاد أمام منافسه، الصاعد حديثا من الدرجة الثانية، وبدأ استمرار تأثر الفريق بخسارته المذلة 1 - 4 أمام مضيفه سيلتا فيغو يوم الأربعاء الماضي. وبينما تلقت جماهير برشلونة صدمة كبرى بإصابة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تم استبداله في الدقيقة العاشرة، لعب النجم الأوروغوياني لويس سواريز دور البطولة في اللقاء، بعدما سجل هدفي الفريق الكتالوني في الدقيقتين 25 و55، قبل أن يهدر نيمار دا سيلفا فرصة تعزيز النتيجة، بعدما أضاع ركلة جزاء احتسبت لأصحاب الأرض تسبب فيها سواريز في الدقيقة 66. وقبل نهاية المباراة بدقيقتين، سجل لاس بالماس هدفه الوحيد عبر لاعبه جوناثان فييرا. وهذا هو اللقاء الأخير لبرشلونة قبل مواجهته الصعبة مع ضيفه بايرليفركوزن الألماني في الجولة الثانية لمباريات المجموعة الخامسة يوم الثلاثاء القادم.
بدأت المباراة بهجوم مبكر من جانب برشلونة، وشهدت الدقيقة الثالثة الفرصة الأولى في اللقاء عن طريق ميسي، بعدما تلقى تمريرة أمامية ليتوغل بالكرة داخل منطقة الجزاء، ويسددها بيسراه ولكنها اصطدمت في بيدرو بيغاس مدافع لاس بالماس، ليسقط بعدها النجم الأرجنتيني على الأرض لتلقي العلاج بعد التحامه مع بيغاس. حاول ميسي الاستمرار في أرض الملعب، متحاملا على نفسه، قبل أن يسقط مجددا على الأرض، ليضطر لويس إنريكي المدير الفني لبرشلونة إجراء تبديله الأول الاضطراري بنزول منير الحدادي بدلا من ميسي في الدقيقة العاشرة. وأعلن برشلونة في وقت لاحق أن نجمه ميسي سيبتعد عن الملاعب لمدة 7 أو 8 أسابيع بسبب الإصابة. وهدأ إيقاع برشلونة نسبيا، وانحصر اللعب في منتصف الملعب، ليمنح الفرصة إلى لاس بالماس للمشاركة في الهجمات. وجاءت الدقيقة 20 لتشهد الفرصة الأولى للضيوف عن طريق سيرخيو ارايخو الذي سدد كرة قوية داخل منطقة الجزاء، ولكنها ذهبت في منتصف المرمى ليمسكها مارك أندري تير شتيغن حارس مرمى برشلونة بسهولة. ولم تمر سوى خمس دقائق حتى جاء العقاب من جانب برشلونة الذي سجل الهدف الأول عبر نجمه سواريز، بعدما تابع تمريرة عرضية متقنة من سيرخي روبيرتو من الناحية اليمنى، ليسدد الكرة برأسه على يمين خافي فاراس حارس مرمى
لاس بالماس، الذي حاول إبعادها عن مرماه ولكن دون جدوى لتسكن الشباك.
وأهدر نيمار دا سيلفا فرصة مؤكدة لتعزيز النتيجة في الدقيقة 33، بعدما تلقى سواريز تمريرة بينية من إيفان راكيتيتش، لينطلق بالكرة من الناحية اليسرى لمنطقة الجزاء، ويمرر كرة عرضية زاحفة إلى نيمار، ولكنه سدد الكرة برعونة إلى خارج الملعب. في المقابل، أنقذ تير شتيغن برشلونة من تلقي هدف التعادل في الدقيقة 35، بعدما تصدى لقذيفة مدوية من جوناثان فييرا، مبعدا الكرة إلى ركلة ركنية لم تسفر عن شيء. بمرور الوقت، اكتسب لاس بالماس الثقة، وبدأ في إحراج دفاع برشلونة، وقاد روكي ميسا هجمة مرتدة للضيوف في الدقيقة 40. ليمرر الكرة إلى أرايخو الذي مررها عرضية زاحفة إلى فييرا، ليراوغ أدريانو كوريا ظهير برشلونة، ويسدد الكرة بيسراه ولكنها علت العارضة بقليل. وشهدت الدقائق الخمس الأخيرة للشوط الأول استحواذا على الكرة من جانب برشلونة ولكن بلا فاعلية، لينتهي بتقدم أصحاب الأرض بهدف نظيف.
بدأ الشوط الثاني، باستحواذ متبادل للكرة، وواصل ميسا تحركاته المزعجة لدفاع برشلونة، ليمرر كرة عرضية من الناحية اليمنى في الدقيقة 48، ولكن أمسكها تير شتيغن على مرتين. ومن أول هجمة منظمة لبرشلونة، عاد سواريز لهز الشباك مجددا، عقب تسجيله الهدف الثاني للفريق الكتالوني في الدقيقة 55. وأرسل نيمار كرة أمامية إلى الحدادي في الناحية اليمنى، ليمرر كرة عرضية زاحفة إلى سيرخيو بوسكيتس، الذي فضل ترك الكرة إلى سواريز، الخالي من الرقابة، ليسددها مباشرة بقدمه اليمنى لتعانق الشباك. وحافظ تير شتيغن على تألقه خلال اللقاء، بعدما أبعد تسديدة قوية من ارايجو في الدقيقة 57. وأضاع نيمار فرصة مؤكدة لبرشلونة في الدقيقة 63. بعدما تلقى تمريرة أمامية من بوسكيتس، لينطلق بالكرة حتى وصل بها إلى منطقة الجزاء، ولكنه سدد الكرة دون تركيز ليبعدها فاراس باقتدار. وواصل سوء الحظ معاندته لنيمار، بعدما أهدر ركلة جزاء احتسبت لبرشلونة في الدقيقة 65، عقب قيام انتولين الكازار لاعب لاس بالماس بلمس الكرة داخل المنطقة، إثر كرة مشتركة مع سواريز، لينفذ اللاعب البرازيلي الركلة ولكنه أطاح بالكرة بعيدة تماما عن العارضة وسط دهشة الجميع. عاد لاس بالماس لمحاولاته الهجومية مرة أخرى، وأهدر ديفيد سيمون فرصة مؤكدة للضيوف في الدقيقة 70، بعدما تلقى تمريرة بينية انفرد على إثرها بالمرمى ولكنه وضعها في يد تير شتيغن. وكاد سواريز أن يحرز هدفه الشخصي الثالث بعدما أضاع فرصة مؤكدة في الدقيقة 76.
عقب متابعته لتمريرة بينية رائعة من راكيتيتش ولكنه سدد الكرة في يد فاراس المتألق. حاول برشلونة استخدام سلاح التسديدات بعيدة المدى، ليصوب خافيير ماسكيرانو كرة من خارج المنطقة في الدقيقة 78، على يمين فاراس الذي أبعدها ببراعة إلى ركلة ركنية. وعادت المباراة إلى أجواء الإثارة في دقائقها الأخيرة بعدما سجل لاس بالماس هدفه الوحيد في الدقيقة 88 عن طريق فييرا، حيث واصل دفاع برشلونة ارتكاب هفواته القاتلة، ليفقد ماسكيرانو الكرة بغرابة شديدة أمام نبيل الزهر، الذي مرر الكرة لفييرا داخل المنطقة، ليسدد تصويبة قوية غيرت اتجاهها عقب اصطدامها ببيكيه قبل أن تهز الشباك. حاول لاس بالماس إدراك التعادل خلال الوقت المتبقي من المباراة ولكن باءت جميع محاولاته بالفشل، لينتهي اللقاء بفوز عصيب لبرشلونة بهدفين مقابل هدف واحد.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».