مقاومة مأرب تحكم سيطرتها على تبة الدفاع.. وتسقط 50 قتيلاً للميليشيات بـ«الجفينة»

«المشتركة» تتقدم نحو محطة ضخ النفط.. وحوثيون سلموا أنفسهم للمقاومة بعد مواجهات وصفت بـ«الشرسة»

المقاومة الشعبية في مأرب تواصل تقدمها الميداني (رويترز)
المقاومة الشعبية في مأرب تواصل تقدمها الميداني (رويترز)
TT

مقاومة مأرب تحكم سيطرتها على تبة الدفاع.. وتسقط 50 قتيلاً للميليشيات بـ«الجفينة»

المقاومة الشعبية في مأرب تواصل تقدمها الميداني (رويترز)
المقاومة الشعبية في مأرب تواصل تقدمها الميداني (رويترز)

يستمر القتال العنيف في محافظة مأرب بين القوات المشتركة، المكونة من قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح من جهة أخرى. وقال مصدر بارز في المقاومة الشعبية بمأرب لـ«الشرق الأوسط» إن الساعات الماضية شهدت أعنف المواجهات في جبهة الجفينة وعلى مشارف مدينة مأرب وسد مأرب التاريخي.
وأضاف المصدر أن ما لا يقل عن 50 قتيلا من عناصر الميليشيات سقطوا قتلى وجرحى، في مواجهات وصفت بـ«الشرسة»، إضافة إلى مقتل نحو 12 عنصرا من المقاومة وجرح 16 آخرين في تلك المواجهات، وكشف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن عددا كبيرا من عناصر الميليشيات الحوثية سلموا، أمس، أنفسهم، بينما أعلنت المقاومة أنهم أسرى لديها.
وبحسب «وكالة أنباء مأرب» تمكنت المقاومة والجيش الوطني المسنودين بقوات التحالف من إحكام السيطرة على تبة الدفاع أمس وسقط العشرات من ميليشيا الحوثي وصالح بين قتيل وجريح ودمرت أعدادا كبيرة من آلياتهم ومعداتهم بعد معارك عنيفة دارت في محيط التبة. كما تم إحراق آلية عسكرية للمتمردين جوار تبة ماهر غرب مأرب. ووقع عدد من الأسرى الحوثيين في قبضة المقاومة والجيش الوطني عقب تحرير تبة الدفاع.
وبحسب المعلومات، فقد سجلت مقاومة مأرب موقفا إنسانيا نادرا، وذلك بنقلها لعدد من الجرحى الحوثيين، الذين تم العثور عليهم أثناء تطهير التبة الحمراء في طريق صرواح، للعلاج في أحد مستشفيات مأرب، باعتبارهم أسرى لدى المقاومة.
كما كشف المصدر القيادي في مقاومة مأرب لـ«الشرق الأوسط» عن قيام الحوثيين بالدفع بعشرات المقاتلين إلى جبهات القتال في مأرب، على مدار الساعة، وأن أغلب هؤلاء المقاتلين هم من الأطفال دون السن القانونية، «حيث يجري جلبهم من المدارس بالأمر العسكري».
وأرجع المصدر الخاص بطء عملية تطهير مأرب من الميليشيات وقوات المخلوع، حسب برنامجها الزمني المحدد، يرجع إلى دفع الميليشيات وقوات المخلوع بأعداد هائلة من التعزيزات البشرية إلى مأرب، إضافة إلى حقول الألغام الكثيفة التي زرعت في المناطق المستهدفة بالتطهير، وبالأخص في جبهات الجفينة وصرواح والجدعان «التي بسقوطها ستكون القوات المشتركة على مشارف محافظة صنعاء من مداخلها الرئيسية في خولان ونهم»، حسب المصدر.
وأكد المصدر أن الميليشيات وقوات المخلوع تستميت لمنع تطهير مشارف المدينة والسد، وأن المقاومة حققت تقدما كبيرا في مختلف جبهات القتال، وأشار المصدر إلى أن القوات المشتركة أصبحت على مقربة من محطة كوفل، وهي المحطة الخاصة بضخ النفط من مأرب إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر في محافظة الحديدة، بغرب البلاد، وتقع تلك المحطة بالقرب من مركز مدينة صرواح.
وفي السياق ذاته، أكد مصدر في مقاومة صرواح لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات تتقدم بقوة في مختلف الجبهات، بينما يحاول المتمردون الدفع بمئات المقاتلين وعشرات الأطقم والآليات يوميا إلى مختلف الجبهات بغية الصمود أكبر وقت ممكن في ما يشبه سباق الشوط الأخير».
ودعا المصدر «رئاسة الأركان وقيادة المنطقة وقوات التحالف البرية إلى الدفع بمزيد من الكتائب لموازاة كثافة المقاتلين وأيضًا الآليات، في ما يتعلق بكثافة النيران»، وشدد المصدر على ضرورة «شل حركة المتمردين».
كما دعا المصدر «إلى شن غارات متكررة لقطع الإمدادات البشرية والعسكرية التي تتدفق من طرق صنعاء - خولان - مأرب وصنعاء – نهم - مأرب وصعدة - عمران عبر الجوف»، وأضاف أن «الطيران يقوم بضربات ناجحة ومؤثرة لكن العدو لديه وسائل عدة للخداع وتسريب التعزيزات، مما يعني أن تطور فاعلية الضربات يحتاج إلى إعلان مأرب منطقة عسكرية كاملة».
على صعيد آخر، تواصل طائرات التحالف، بقيادة السعودية، عزل العاصمة صنعاء عن محيطها من المحافظات المجاورة، وقالت مصادر محلية في محافظة حجة لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من عناصر الميليشيات الحوثية قتلوا وجرح آخرون، في قصف استهدف جسر شرس، وهو الجسر الذي يربط صنعاء بمحافظة حجة.
وجاء قصف هذا الجسر في حجة، بعد قصف جسور مماثلة في المحويت وعمران، بشمال وشمال غربي صنعاء، وبحسب مراقبين في صنعاء فإن هذه العمليات الجوية تأتي في إطار التحضير لعزل صنعاء وتمهيدا لعمل عسكري يستهدف تحريرها من قبضة المسلحين الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للمخلوع علي صالح، رغم أن عددا من المراقبين أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن عملية تحرير صنعاء سوف تستغرق وقتا، وأنه «على الأرجح سوف تخضع صنعاء لحصار طويل الأمد، بعد عزلها عن محيطها وقبل عملية اقتحامها».



الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
TT

الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)

أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية وخاصة مصر، وذلك خلال لقاء جمعهما على هامش القمة العربية الطارئة بالقاهرة، اليوم (الثلاثاء).

من جهته، دعا الرئيس المصري إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة مكونات الشعب السوري خلال لقائه الشرع. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن السيسي أكد في لقائه مع الشرع حرص مصر على دعم الشعب السوري «ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الاستقرار والتنمية». وأضاف أن السيسي شدد خلال الاجتماع على أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة «لا تقصي طرفاً». وأوضح المتحدث أن الرئيس المصري شدّد على حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وعلى «رفض مصر لأي تعدٍ على الأراضي السورية».

وذكرت الرئاسة المصرية أن الرئيس السوري أكّد حرصه على «بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية، وخاصة مصر».