معسكرات ومباريات ودية في ذروة الموسم السعودي

فترة التوقف الطويلة أجبرت الأندية على برامج تحفاظ على لياقة لاعبيها

النصر لم يحسم أمره بعد من مسألة إقامة المعسكر الخارجي (المركز الإعلامي بنادي النصر)
النصر لم يحسم أمره بعد من مسألة إقامة المعسكر الخارجي (المركز الإعلامي بنادي النصر)
TT

معسكرات ومباريات ودية في ذروة الموسم السعودي

النصر لم يحسم أمره بعد من مسألة إقامة المعسكر الخارجي (المركز الإعلامي بنادي النصر)
النصر لم يحسم أمره بعد من مسألة إقامة المعسكر الخارجي (المركز الإعلامي بنادي النصر)

أجبرت فترة التوقف الطويلة لدوري المحترفين السعودي، الأندية المشاركة في الدوري على إقامة معسكرات خارجية وخوض الكثير من المباريات الودية للحفاظ على الحالة البدنية للاعبين، فيما فضلت بعض الأندية الاستمرار في التدريبات دون اللجوء لإقامة معسكر خارجي والاكتفاء بلعب الكثير من المباريات الودية.
وهذه المعسكرات والمباريات الودية في ذروة الموسم، تعد حالة فريدة من نوعها في ظل التوقف الطويل الذي لا يصادف فترة الانتقالات الشتوية كما يحدث مع الفرق الأوروبية التي يضطر بعضها لإقامة معسكرات في دول الخليج، إذ إن هذه المعسكرات غالبا ما تحمل الطابع التجاري.
وتمتد فترة التوقف الحالية لدوري المحترفين السعودي قرابة الشهر حيث جمعت آخر مباراة في الجولة الثالثة الهلال ونظيره الرائد في 20 سبتمبر (أيلول) الحالي على أن تعود عجلة الدوري في الـ16 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، حيث ستقام مباريات الجولة الرابعة.
وهذا التوقف هو الثاني من نوعه الذي يحضر في دوري المحترفين السعودي الذي ما زال في الجولة الثالثة، حيث سبق أن توقفت المنافسات قرابة الأسبوعين، وذلك نظير خوض المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مباراتي الجولتين الثانية والثالثة في التصفيات الآسيوية المزدوجة للتأهل لمونديال روسيا 2018 وبطولة الأمم الآسيوية 2019 التي ستقام في الإمارات.
أما فترة التوقف الحالية فتحضر في إجازة عيد الأضحى، على أن يعقب هذه الإجازة خوض المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مباراتين في التصفيات الآسيوية المزدوجة، حيث يلتقي نظيره الإمارات في الثامن من أكتوبر على ملعب الملك عبد الله بمدينة جدة، في حين يلاقي نظيره المنتخب الفلسطيني في الثالث عشر من الشهر ذاته في مواجهة لم يحدد مكان إقامتها بعد.
وسيظل فريق الهلال وحيدا من بين الفرق الـ14 المشاركة في دوري المحترفين الذي منح لاعبيه يوما وحيدا في عيد الأضحى المبارك إجازة، وذلك كون الفريق تنتظر مباراة مصيرية أمام فريق أهلي دبي الإماراتي يوم الثلاثاء المقبل في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، حيث تأهل الفريق الأزرق إثر فوزه على فريق لخويا القطري بنتيجة ستة أهداف لثلاثة في مجموع المباراتين.
ولم يملك الهلال خيارا آخر للتعامل مع لاعبيه في فترة الإجازة الحالية التي انحصرت في يوم العيد فقط، حيث يستأنف الفريق تدريباته يوم غد الجمعة تحت قيادة المدرب اليوناني دونيس الذي يسعى للوقوف على جاهزية جميع عناصر الفريق قبل دخول المعترك الآسيوي المهم، الذي يرسم ملامح المتأهل نحو المباراة النهائية للنسخة الحالية من البطولة.
من جهته، فضل السويسري غروس مدرب فريق الأهلي الذي يحضر في المركز الثاني بلائحة ترتيب الدوري الاعتماد على خوض عدد من المباريات الودية وعدم إقامة معسكر خارجي للفريق، مع الاكتفاء بالتدريبات الاعتيادية في مقر النادي بجدة، وهو الأمر ذاته الذي بدأ عليه فريقا التعاون والشباب الذين يحضران في المركزين الثالث والرابع بالرصيد النقطي ذاته لفريق الأهلي، حيث سيخوض الفريقان عددا من المباريات الودية مع الاكتفاء بالتدريبات الاعتيادية دون اللجوء لمعسكر خارجي.
أما فريق الاتحاد فقد حمل لواء الفرق التي تتأهب لإقامة معسكرات خارجية خلال فترة التوقف الحالية حيث سيقيم فريق الاتحاد الذي يحضر في المركز الخامس بلائحة الترتيب برصيد ست نقاط معسكرًا خارجيًا قصير في دولة قطر، وذلك بعد أن يعود لاعبوه للتدريبات بعد الإجازة التي منحها الروماني بولوني مدرب الفريق، والتي تمتد لخمسة أيام.
وسيخوض فريق الاتحاد خلال معسكره القصير في قطر مباراتين وديتين للوقوف على جاهزية اللاعبين والبحث عن رفع المعدل اللياقي الذي بدا منخفضا في مباريات الفريق الأخيرة بالدوري أو بطولة كأس ولي العهد، وانعكس بصورة سلبية على مستوى الفريق بصورة كاملة، كما ظهر الفريق في مباراته التي خسرها أمام الفيصلي في الجولة الثالثة.
وهذا المعسكر لفريق الاتحاد الثالث هذا الموسم، بعد أن أقام الفريق معسكره الأول في إيطاليا، قبل انطلاقة الموسم الحالي، قبل أن يقيم الفريق معسكرًا قصيرا في الإمارات، خلال فترة التوقف الأولى هذا الموسم، حيث خاض خلاله مباراتين وديتين؛ أمام الوصل، وكسبها بثلاثة أهداف لهدفين، قبل أن يخسر وديته الثانية من أمام الجزيرة الإماراتي بهدفين دون رد.
أما فريق النصر حامل لقب دوري المحترفين السعودي في نسختيه الأخيرتين فلم يحسم أمره بعد بشأن إقامة معسكر خارجي أو الاكتفاء بالتدريبات الاعتيادية، وإن بدت الأمور قريبة من الاستمرار في التدريبات مع خوض الكثير من اللقاءات الودية تحت قيادة الأوروغواياني خورخي داسيلفا الذي منح لاعبيه إجازة تمتد لخمسة أيام خلال الفترة الحالية.
من جهته، تراجع فريق الخليج عن فكرة إقامة معسكر خارجي، وذلك بعد تأخر الموافقات الرسمية للاعبين الأجانب، بحسب ما أوضحه النادي، حيث سيستمر الفريق على تدريباته الاعتيادية وخوض الكثير من المباريات الودية، وكان الفريق قد استهل مبارياته الودية قبل الإجازة التي منحها المدرب للاعبيه، التي تمتد لخمسة أيام، حيث التقى بنظيره الاتفاق وخسر المباراة بثلاثة أهداف نظيفة.
وينضم فريق القادسية لنظيره الاتحاد الذي فضل فكرة المعسكر الخارجي على الاستمرار في التدريبات الاعتيادية حيث سيقيم فريق القادسية الذي يحتل المركز الثامن في دوري المحترفين معسكرا في العاصمة الإماراتية أبوظبي ويمتد لمدة عشرة أيام يخوض خلاله ثلاث مباريات ودية.
من جانبه سيكتفى فريق الفيصلي صاحب المركز التاسع في لائحة ترتيب الدوري بالتدريبات اليومية بمقر النادي مع البحث عن خوض الكثير من المباريات الودية بعد عودة لاعبيه من الإجازة التي امتدت لخمسة أيام، وذات الحال يبدو عليه كل من هجر والرائد والفتح حيث ستواصل هذه الفرق تدريباتها الاعتيادية محليا مع البحث عن خوض الكثير من المباريات الودية.
أما فريق نجران الذي يحتل المركز الحادي عشر في لائحة الترتيب برصيد نقطة يتيمة جاءت من خلال تعادله أمام الوحدة فسيقيم معسكرا خارجيا في دولة قطر يخوض خلاله عددا من المباريات الودية من أجل زيادة الانسجام بين اللاعبين والبحث عن الظهور بصورة أفضل من التي بدا عليها الفريق خلال الفترة الماضية.
وأخيرا سيرفع فريق الوحدة عدد الفرق التي ستقيم معسكرات خارجية إلى أربعة فرق حتى الآن، حيث سيتوجه النادي المكي إلى دولة مصر لإقامة معسكره الخارجي القصير هناك والذي يتخلله عددا من المباريات الودية التي تهدف إلى رفع مستوى أداء اللاعبين بعد الظهور الباهت الذي بدا عليه الفريق خلال الفترة السابقة، حيث يحضر في المركز الثالث عشر (قبل الأخير) برصيد نقطة يتيمة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».