خطة أمنية شاملة لحماية عدن بإشراف ضباط سعوديين وإماراتيين

مدير أمن عدن: السكان فرحون بالنصر والعيد ووصول الرئيس هادي

رجال قبائل مسلحون من الموالين للرئيس هادي يقفون في حراسة المقر لإقامته في عدن أمس (إ.ب.أ)
رجال قبائل مسلحون من الموالين للرئيس هادي يقفون في حراسة المقر لإقامته في عدن أمس (إ.ب.أ)
TT

خطة أمنية شاملة لحماية عدن بإشراف ضباط سعوديين وإماراتيين

رجال قبائل مسلحون من الموالين للرئيس هادي يقفون في حراسة المقر لإقامته في عدن أمس (إ.ب.أ)
رجال قبائل مسلحون من الموالين للرئيس هادي يقفون في حراسة المقر لإقامته في عدن أمس (إ.ب.أ)

قال مدير أمن عدن العميد محمد مساعد الأمير بأن عدن تعيش 3 فرحات في وقت واحد، فرحة عيد الأضحى المبارك، وفرحة وصول الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وفرحة النصر الذي تحقق بتحرير عدن.
وقال الأمير لـ«الشرق الأوسط» إن الأوضاع الأمنية في المدينة تمشي بصورة طبيعية ونحو الأفضل وفق خطة أمنية كاملة وشاملة شارك في وضعها قيادات الأمن العام والمقاومة الجنوبية والجيش الوطني والشرطة العسكرية وبمشاركة ضباط من القوات العسكرية الإماراتية والسعودية، مشيرًا بأنهم جميعًا يعملون ضمن فريق واحد في سبيل حماية وتأمين مدينة عدن والمحافظات المجاورة لها. وأكد الأمير بأن لديهم خطة خاصة بنزع السلاح وأخرى لحماية المنشآت العامة وتأمين مطار عدن الدولي وميناء الحاويات والمصافي وكل المرافق الحيوية.، مؤكدًا وجود خطة أمنية لتأمين صلاة العيد في الساحات والمساجد والمتنزهات والسواحل بعموم مدن ومديريات محافظة عدن بالتنسيق والتعاون مع قيادات المقاومة الجنوبية وشباب الأحياء السكنية وعناصر الجيش والأمن العام، مضيفًا: «الأمور الأمنية طبيعية في عدن وفي تحسن وهناك تحدث بعض الجرائم وهذا شيء طبيعي يحدث في أي دولة ومكان بالعالم».
وتشهد مدينة عدن بعد وصول الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إليها مؤخرًا بعد 180 يومًا من الغياب القسري للشرعية خارج اليمن إجراءات أمنية مشددة يفرضها عناصر المقاومة الجنوبية والجيش الوطني بإشراف مباشر من قيادة التحالف العربي عبر القوات العسكرية الإماراتية الموجودة في عدن والتي شرعت بتجهيز العشرات من مقار الشرطة بأحدث المعدات والآليات العسكرية بعد تدريب وتخرج دفعتين من شباب الجنوب لتنفيذ هذه المهمة الرسمية تثبيت أمن واستقرار عدن.
وكان نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح قد التقى قيادات المقاومة الجنوبية والمنطقة العسكرية الرابعة وقيادة إدارة الأمن العام بعدن والقوات العسكرية الإماراتية بعدن لمناقشة تطبيق الخطة الأمنية التي وضعها ضباط إماراتيون وقيادات بالمقاومة الجنوبية والتي ترتكز على تأمين عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة وتثبيت الأمن والاستقرار، حيث كان قد تم التوافق سابقًا حول ذلك على أن تقوم المقاومة الجنوبية بقيادة العميد عيدروس الزبيدي بتنفيذها ميدانيًا وهو يتم العمل فيه حاليًا.
في حين اتخذ قرار نقل معسكرات الجيش والمنطقة العسكرية الرابعة إلى الخارج وإخلاء المدينة من المظاهر العسكرية وتسليم الأسلحة الثقيلة لمعسكرات الجيش بحسب ما شكره نائب الرئيس خالد محفوظ بحاح أثناء لقاء جمعه بنخبة من الإعلاميين والصحافيين بعدن حضرته «الشرق الأوسط».
بدوره أكد حليم الشعيبي مسؤول قوات التدخل السريع التابعة للمقاومة الجنوبية بعدن بأن الإجراءات الأمنية التي تقوم بها المقاومة الجنوبية في حفظ أمن واستقرار العاصمة عدن تجري تمامًا وفق الخطة المرسومة لها، مشيرًا بأن الأوضاع الأمنية مستتبة جدًا بفضل تعاون الأهالي وسكان عدن مع المقاومة الجنوبية، مشيرًا بأن الحزم الأمني الذي فرضته المقاومة من أسابيع لعب دورًا كبيرًا وهامًا في تثبيت الأمن ومطاردة أي خلايا نائمة مثمنًا للدور الكبير الذي يقوم به قائد المقاومة الجنوبية العام العميد عيدروس الزبيدي من تنسيق مع القوات الإماراتية بعدن ومع المنطقة العسكرية الرابعة وإدارة أمن عدن وكل قادة فصائل المقاومة، موضحًا بأن الأمور الأمنية كل يوم تتحسن أكثر وأكثر رغم الصعوبات والمعوقات الكثيرة التي تواجهها المقاومة الجنوبية، حد قوله.
وقام الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس الأربعاء بزيارة تفقدية واستطلاعية لمدينة عدن تفقد خلالها أوضاع الخدمات الكهربائية في محطة الحسوه الكهروحرارية بمدينة الشعب، واستمع خلال الزيارة، إلى شرح حول طاقة المحطة وقدرتها التوليدية من قبل مدير المحطة أصغر محمد حنيف والمهندسين والفنيين والمختصين بالمحطة، وأبدى رئيس الجمهورية بحسب وكالة سبأ الرسمية ارتياحه لدى زيارته لغرفة التحكم رغم الوضع الاستثنائي الذي تمر به المحطة خاصة والوطن بشكلٍ عام، مشيرًا إلى أن الظروف التي يمر بها الوطن ستنفرج في القريب العاجل وعلى مختلف المستويات.
وثمن رئيس الجمهورية الجهود التي يبذلها القائمون على المحطة والفنيون والعمال لما من شأنه العمل على توفير القدرة التوليدية الكافية لمحافظة عدن والمحافظات المجاورة لها خاصة في مثل هذه الظروف الراهنة والصعبة التي تشهدها المحطة جراء الأعمال التخريبية التي تسببت بها الميليشيا الحوثية وصالح الانقلابية وما أحدثته من دمار وأضرار في المؤسسات الحكومية بينها مؤسسة الكهرباء وموجها الجهات المختصة بتذليل كل الصعوبات لاستقرار الخدمات الكهربائية واحتياجات البنى التحتية التي طالها الدمار والخراب من قبل الميليشيا الانقلابية.
من جانبه، قدم مدير المحطة أصغر حنيف شرحًا إضافيًا على واقع المحطة والجهود المبذولة لرفع الطاقة الحالية من 50 ميغا إلى 74 ميغا خلال الساعات القادمة بعد إدخال الغلاية اليوم إلى الخدمة.
من ناحية ثانية أدى كل من الدكتور الخضر السعيدي محافظ أبين والدكتور أحمد مهدي فضيل محافظ لحج، اليمين الدستورية أمس الأربعاء أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وذلك بعد أشهر من تعيينهما محافظين في قرارات جمهورية سابقة.
وعقب اليمين الدستورية هنأ رئيس الجمهورية المحافظين بالثقة التي منحت لهما بحسب وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» التي تعد نتاجًا لثقة أبناء المحافظتين بهما لما يحظيان به من احترام وقبول لدى الجميع، طالبًا منهما مزيدًا من العمل والجهد الميداني لتطبيع الحياة وتوفير كل الخدمات، وأشار رئيس الجمهورية إلى واقع المرحلة والتحديات الماثلة التي تتطلب مزيدًا من الجهد وشحذ الهمم لتحقيق متطلبات المواطن وتوحيد الجهود ووحدة المجتمع.
وفي غضون ذلك، تشهد عدن في صباح العيد المبارك إطلاق عشرات الآلاف من البالونات في وقت واحد من على جميع أسطح المنازل والمباني في حملة يتبناها شبان وشابات عدن على شبكات التواصل الاجتماعي أطلقها عليها «هاشتاغ» بالونات الحرية، وحول ذلك أشار الناشط المدني أنور خان بأنه انطلاقًا من حرية وانتصار مدينة عدن فقد قام كثير من الشباب الناشطين بإطلاق حملة بالونات الحرية، حيث تقوم هذه الفكرة بحسب خان نفسه على إطلاق بالونات ملونة في صباح عيد الأضحى المبارك، حتى وإن كانت بالونة واحدة شريطة تطييرها في منزلك أو سقف المنزل لتعطي بهاء لتلك المدينة الباسلة عدن.
وأشار خان في حديث خاص بـ«الشرق الأوسط» إلى أن الكثير من الشباب اقترح أن يتم تعبئة البالونات بغاز الهيليوم وهو مكون من بيكربونات الصودا (بكينغ باودر) وقليلا من الخل، موضحًا بأن الكثير من الشباب تحدثوا بأن إدخال الفرحة ليست من الضروري طيرانها بهذا الغاز، فمن الممكن تطييرها ويفرح بها الجيران والأطفال وكل المجتمع، مضيفًا: «البالونات تعطي الكثير من معاني السلم والسلام وفيها ألوان الحب والوئام لتلك الحاضنة الحاضرة في أذهان العالم عدن»، مخاطبًا الجميع بالقول: «افرحوا يا أهل عدن أخرجوا الأحزان والأسى وعيشوا حياة اليوم».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.