خادم الحرمين يشرف على راحة ضيوف الرحمن.. ويوجه باستضافة حجاج من اليمن

الحجاج وقفوا بعرفة.. والعالم الإسلامي يحتفل اليوم بعيد الأضحى

خادم الحرمين الشريفين يطل من شرفة زجاجية في القصر الملكي بمشعر منى بعد وصوله قبل مغرب أمس للإشراف على راحة ضيوف الرحمن وتنقلاتهم (تصوير: بندر الجلعود)
خادم الحرمين الشريفين يطل من شرفة زجاجية في القصر الملكي بمشعر منى بعد وصوله قبل مغرب أمس للإشراف على راحة ضيوف الرحمن وتنقلاتهم (تصوير: بندر الجلعود)
TT

خادم الحرمين يشرف على راحة ضيوف الرحمن.. ويوجه باستضافة حجاج من اليمن

خادم الحرمين الشريفين يطل من شرفة زجاجية في القصر الملكي بمشعر منى بعد وصوله قبل مغرب أمس للإشراف على راحة ضيوف الرحمن وتنقلاتهم (تصوير: بندر الجلعود)
خادم الحرمين الشريفين يطل من شرفة زجاجية في القصر الملكي بمشعر منى بعد وصوله قبل مغرب أمس للإشراف على راحة ضيوف الرحمن وتنقلاتهم (تصوير: بندر الجلعود)

أشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على راحة حجاج بيت الله الحرام وتنقلاتهم بين المشاعر المقدسة، حيث وصل في وقت سابق من أمس إلى مشعر منى.
كما أعلن أمس عن توجيه لخادم الحرمين الشريفين باستضافة عدد من حجاج الجمهورية اليمنية، بناء على طلب الحكومة الشرعية اليمنية، حيث كُلّف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق والإشراف على وصول الحجاج وتقديم سبل الراحة لهم، فيما تمكن ضيوف خادم الحرمين الشريفين البالغ عددهم 2400 حاج، منهم ألف حاج من ذوي «الشهداء» الفلسطينيين، من أداء مناسكهم في عرفات ومزدلفة.
وكان حجاج بيت الله الحرام وقفوا نهار يوم أمس، التاسع من ذي الحجة، على صعيد عرفات الطاهر، تحفهم السكينة والأمن، في جو روحاني مفعم بالإيمان، مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى أن يتقبل حجهم، وصالح أعمالهم، في يوم تعددت فيه ألوانهم، وتنوعت جنسياتهم، واختلفت لغاتهم وألسنتهم، تجمعوا فيه على صعيد واحد في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى.
كما أدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في مشعر عرفات، اقتداء بسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتقدم المصلين الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. واستمع الحجاج إلى الخطبة التي ألقاها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، في مسجد نمرة بعرفات، حيث دعا في خطبته المسلمين إلى تقوى الله. وأكد أن قادة السعودية تشرفوا بخدمة الحرمين الشريفين والاعتناء بهما عناية فائقة، مؤكدًا أن هذه الدولة تميزت بخصائص عدة، حيث قامت على الإسلام وتطبيق كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) والدعوة إلى الله والتوحيد ونبذ الشرك.
وبعد غروب شمس يوم أمس توجهت قوافل الحجاج إلى مزدلفة للمبيت فيها والتقاط الجمرات، مستخدمين في تنقلاتهم مختلف وسائل النقل، وراجلين، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، حيث أدى الجميع صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير تأسيًا بسنة النبي (عليه الصلاة والسلام)، وسيتوجهون بعد صلاة فجر هذا اليوم إلى منى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي، والاحتفاء بعيد الأضحى المبارك.
ويحتفل أغلب المسلمين في مختلف دول العالم اليوم المصادف للعاشر من ذي الحجة بعيد الأضحى المبارك. وبهذه المناسبة، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ببرقيات تهنئة لملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية، بمناسبة حلول عيد الأضحى هذا العام 1436هـ، متوجهين إلى الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال.
وتلقى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في وقت لاحق من أمس، اتصالات هاتفية من عدد من زعماء الدول الإسلامية والعربية، قدموا خلالها التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقد بادلهم الملك سلمان وولي العهد التهاني بهذه المناسبة السعيدة، داعين المولى عز وجل، أن يعيدها على الأمتين الإسلامية والعربية بالخير والمسرات.
وشهد المسجد الحرام في مكة المكرمة، بعد فجر أمس، مراسم استبدال كسوة جديدة للكعبة المشرفة جريًا على العادة السنوية التي تتم في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام.
وفي عرفات، أكد المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، وزير الصحة، أمس، أن الوضع الصحي للحجاج جيد، ولم تسجل أي حالة وبائية إلى الآن، مشيرا إلى أن الوزارة اتخذت هذا العام إجراءات احترازية تحسبًا لأي طارئ. بينما أعلن الفريق سليمان العمرو، مدير عام الدفاع المدني، نجاح خطة الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، وعدم تسجيل أي حوادث مؤثرة على سلامتهم لقضاء يوم عرفة في جميع مسارات صعودهم من مكة المكرمة ومشعر منى وحتى وصولهم إلى مشعر عرفات.
وتستعد منشأة الجمرات لاستقبال حجاج بيت الله الحرام اعتبارًا من فجر هذا اليوم، حيث يرمي ضيوف الرحمن طوال اليوم جمرة العقبة، ثم يتحللون التحلل الأصغر، ويستبدلون بملابس الإحرام الملابس التي يرتدونها عادة، فيما يشرع الكثير منهم في نحر هديه أو التوجه للمسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.