استقالة وزير الشباب المغربي إثر انتخابه رئيسًا لجهة فاس ـ مكناس

قدمها لرئيس الحكومة.. والحسم بشأن خلفه بعد عيد الأضحى

استقالة وزير الشباب المغربي إثر انتخابه رئيسًا لجهة فاس ـ مكناس
TT

استقالة وزير الشباب المغربي إثر انتخابه رئيسًا لجهة فاس ـ مكناس

استقالة وزير الشباب المغربي إثر انتخابه رئيسًا لجهة فاس ـ مكناس

كشف محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المغربي المشارك في الحكومة، أنه قدم بشكل رسمي لرئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران استقالته من منصبه كوزير للشباب والرياضة، بعد انتخابه أخيرا رئيسا لجهة (منطقة) فاس - مكناس. ويمنع القانون التنظيمي للجهات الجمع بين منصب وزاري ورئاسة جهة. ومن المنتظر أن يقترح رئيس الحكومة على العاهل المغربي الملك محمد السادس إجراء تعديل حكومي محدود لتعويض العنصر، حيث تتجه الأنظار لمحمد السكوري، رئيس ديوان الوزير، لخلافته على رأس الوزارة، بيد أن العنصر لمح في مؤتمر صحافي عقده أمس إلى إمكانية بقاء منصبه شاغرًا، مع الاكتفاء بتعيين رئيس الحكومة لوزير بالنيابة، إلى حين انتهاء ولاية الحكومة الحالية عام 2016. وأعلن العنصر أن الحسم في الموضوع مع رئيس الحكومة سيكون مباشرة بعد عيد الأضحى.
في غضون ذلك، استبعد العنصر أن يكون للتحالفات، التي جرت أثناء انتخاب رؤساء الجهات والمدن الكبرى، تأثيرًا على الائتلاف الحكومي خلال السنة الأخيرة من الولاية التشريعية، مبرزًا أن التحالفات المحلية عادة ما تتم وفق خصوصيات محلية، ومع ذلك، يقول العنصر: «نجحنا بشكل كبير في تدبير التحالفات لأول مرة في تاريخ المغرب»، مشيرًا إلى أن أحزاب الغالبية نجحت بشكل كبير على مستوى التنسيق في التحالفات على الصعيد الجهوي والبلدي، رغم الإكراهات السياسية.
وأثنى العنصر على النتائج التي حصل عليها حزبه خلال الانتخابات البلدية والجهوية، التي جرت في 4 سبتمبر (أيلول) الحالي، وقال إنه «حقق نتائج إيجابية مقارنة مع انتخابات سنة 2009، سواء تعلق الأمر بالغرف المهنية أو المنتخبين بالجماعات الترابية (البلدية والقروية) والرئاسات التي حصلنا عليها».
واعترف العنصر بفقدان حزبه لرئاسة جهة بني ملال - خنيفرة، التي كان من المقرر أن يترأسها المستشار البرلماني المهدي عثمون، وعزا خسارة حزبه لرئاسة الجهة إلى تصويت أعضاء التجمع الوطني للأحرار (غالبية حكومية) و3 مستشارين من حزب الحركة الشعبية على مرشح الأصالة والمعاصرة المعارض، متوعدًا باتخاذ أجهزة الحزب لإجراءات تأديبية في حق من صوتوا ضد مرشح الحزب.
على صعيد آخر، دعا محمد حصاد وزير الداخلية المغربي وكلاء لوائح الترشيح أو المترشحين للانتخابات المحلية والجهوية وانتخابات مجالس العمالات (المحافظات) والأقاليم إلى إيداع جرد بمصاريفهم الانتخابية لدى المجلس الأعلى للحسابات (أعلى هيئة قضائية لمراقبة صرف المال العام). ودعا بيان لوزير الداخلية، صدر مساء أول من أمس، جميع وكلاء لوائح الترشيح أو المترشحين للانتخابات الأخيرة إلى إيداع جرد بالمصاريف الانتخابية الخاصة بترشيحاتهم، مرفقة ببيان مفصل لمصادر التمويل والوثائق المثبتة، داخل أجل شهر واحد من تاريخ الإعلان عن نتائج الاقتراع لدى المجلس الأعلى، وذلك طيلة أيام الأسبوع، خلال أوقات العمل الرسمية، علمًا بأن الأجل المحدد قانونًا لإيداع الوثائق المطلوبة سينتهي يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».