رئيس المجلس الحضرمي: نقترب من تسلم زمام الأمور في مدينة المكلا بشكل كامل

تراشق إعلامي بين المجلس الحضرمي وأنصار {القاعدة} باليمن

رئيس المجلس الحضرمي: نقترب من تسلم زمام الأمور في مدينة المكلا بشكل كامل
TT

رئيس المجلس الحضرمي: نقترب من تسلم زمام الأمور في مدينة المكلا بشكل كامل

رئيس المجلس الحضرمي: نقترب من تسلم زمام الأمور في مدينة المكلا بشكل كامل

تبادل المجلس الأهلي الحضرمي وأبناء حضرموت (أنصار «القاعدة» في اليمن) أمس التهم بعدم الالتزام بما اتفق عليه الطرفان في أبريل (نيسان) الماضي، حول تجنيب محافظة حضرموت الصراعات والفوضى أو الاحتراب، ففي الوقت الذي اختار فيه المجلس الحضرمي اللغة الهادئة، عمد أنصار «القاعدة» إلى استخدام العبارات والدلائل التي تضعف موقف أبناء المجلس الحضرمي أمام حجج أنصار التنظيم المتطرف.
وذهب المجلس الحضرمي في بيان له إلى التأكيد على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح رغم اختلاف المواعيد المتفق عليها بين الطرفين، موضحا أنه سيتم تسلم القصر الجمهوري في المكلا من أبناء حضرموت، معتبرا الخطوة تأكيدا على قرب تسلم المجلس زمام الأمور في مدينة المكلا بشكل كامل. إلا أن أنصار «القاعدة» أصدروا بيانا أكدوا فيه عدم قدرة المجلس الحضرمي على تحمل المسؤولية في المنطقة، في إشارة منه إلى ضعف كوادر المجلس، وعدم ثقة أبناء المنطقة بقدراته على الأرض.
وهنا أوضح لـ«الشرق الأوسط» الشيخ عمر بن الشكل الجعيدي رئيس المجلس الأهلي الحضرمي أن كل الأطراف من حكومة وقيادة منطقة عسكرية وأبناء حضرموت متفقون على تجنيب محافظة حضرموت أي صراع أو فوضى أو احتراب، مضيفًا أن تلك الأطراف تواصل مشاوراتها.
وأكد الجعيدي أن المجلس ليس سلطة ولا بديلا عن سلطة، وإنما هو مجلس أهلي جاء في ظرف عصيب ومنعطف خطير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لحفظ أمن مدينة المكلا بعد الفراغ الكبير الذي شهدته على صعيد السلطة والأمن.
وشدد على أن الاتفاق مع أبناء حضرموت مستمر، وإن خالطه شيء من التأخير، حيث تم قبل يومين تسلم إدارة الأمن والقضاء وتسليمه للمجلس بعد أن أعدت اللجنة الأمنية التابعة للمجلس عددًا من المراكز الأمنية التي أغلقت منذ أشهر وتم استقبال بلاغات المواطنين والبث فيها.
وبيّن رئيس المجلس الأهلي الحضرمي أن المجلس بصدد تسلم القصر الجمهوري في المكلا من أبناء حضرموت، وهو ما يؤكد النية لديهم بتسليم المجلس زمام الأمور في مدينة المكلا والخروج منها لعودة الحياة إلى سابق عهدها.
وقال الجعيدي: «المجلس الأهلي الحضرمي أصدر بيانا واضح لكل الأطراف طالبها بالوفاء بالتزاماتها تجاه أهل حضرموت ومساعدة المجلس على تسيير الحياة من خلال توفير احتياجات الكهرباء من (المازوت) والديزل لتشغيل محطات التوليد وكذلك الحال بالنسبة لبقية الخدمات والإغاثة».
وطالب المجلس الأهلي لأبناء حضرموت بالوفاء بالتزاماتهم بموجب الاتفاقات السابقة ووعودهم بتسليم المجلس بقية المرافق المدنية والأمنية والعسكرية ومنها القصر الجمهوري ومعسكر اللواء 27 ميكا بالريان وميناء، مؤكدًا أن المجلس أقر في ختام بيانه بأنه في حال عدم تحقيق هذه المطالب فإن المجلس سيتخذ المواقف المناسبة في حينه، وناشد كل الأطراف للإيفاء بالتزاماتها ودعا الجميع في مدينة المكلا وساحل حضرموت للاصطفاف خلف المجلس للحفاظ على استمرار الخدمات وتوفير الأمن والقضاء على أزمة الكهرباء.
واختتم رئيس المجلس تصريحه بالقول: «سيقوم المجلس بتقييم استجابة تلك الأطراف بما ورد في هذا البيان خلال الفترة حتى نهاية شهر الحج الحالي، ويحدد موقفه النهائي».
وعلى الطرف الآخر، أصدر أنصار الشريعة بيان شديد اللهجة ردًا على البيان المجلس الأهلي الأخير الذي طالب فيه أنصار الشريعة بالتوقف عن بيع مقدرات محافظة حضرموت النفطية.
وحمل البيان كثيرا من المفاجآت التي تحدثت عن فشل المجلس وعجزه عن إدارة البلاد منذ الاتفاق بين الطرفين في أبريل الماضي.
وشدد أنصار «القاعدة» على أن «من الواجب إيضاح بعض المسائل للمجلس ولأهلنا في حضرموت»، وأن المجلس الحضرمي عجز عن تسلم جميع المرافق منذ أربعة أشهر.
وأعلن أنصار «القاعدة» أمس أن المجلس الحضرمي فشل كلما تسلم جزء من المكلا، ويبرر ذلك بعدم جاهزيته وبضعف قدرته، مدللا على أن من بين ما تم تسليمه «مطار الريان ومعسكر 190 دفاع جوي»، وهي المواقع التي عاد أبناء المجلس لطلب النجدة من «أبناء حضرموت الأشاوس».
أنصار «القاعدة» بينوا أنه تم تسليم الميناء بالكامل بعد تأهيل مندوب المجلس الحضرمي، وبعد مرور 24 ساعة فقط ارتفع سعر البترول إلى 17 ألف ريالا للدبة في السوق السوداء لعجزهم عن تأمين الميناء وضبطه على خد قولهم.
وبرر تنظيم القاعدة «بيع مقدرات المحافظة وإمكانياتها المادية»، بالقول إن ذلك «جاء ضمن الخطوة التي حاول بعض أبناء حضرموت أن يتخذها لبيع النفط الخام نتيجة للوضع المأساوي والعجز الكبير في ميزانية الكهرباء في ساحل حضرموت، ويأتي ذلك بينما النفط بين أيدينا وببيعه تزود الكهرباء بما يكفي لها ولغيرها، فالدافع هو مصلحة البلاد العامة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.