مباحثات سعودية ـ فلسطينية لتحديد مكان «الإياب»

العاصمة عمان تحتضن اجتماعًا بين عيد والرجوب

منتخبا السعودية وفلسطين قد يلعبان الإياب في عمان (تصوير: صادق الأحمد)
منتخبا السعودية وفلسطين قد يلعبان الإياب في عمان (تصوير: صادق الأحمد)
TT

مباحثات سعودية ـ فلسطينية لتحديد مكان «الإياب»

منتخبا السعودية وفلسطين قد يلعبان الإياب في عمان (تصوير: صادق الأحمد)
منتخبا السعودية وفلسطين قد يلعبان الإياب في عمان (تصوير: صادق الأحمد)

أيام قليلة تفصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عن لقائه بنظيره الفلسطيني ضمن التصفيات القارية المزدوجة للتأهل لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا وكأس الأمم الآسيوية 2019 التي ستقام في الإمارات، ورغم قرب موعد المباراة، فإن ملعب المواجهة لم تتضح الصورة حوله بعد في ظل رغبة الاتحاد الفلسطيني في إقامة المباراة على ملعب فيصل الحسيني الدولي في الضفة الغربية، التي تتناقض مع الرغبة السعودية.
وأعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم أمس عن اجتماع سيعقده أحمد عيد رئيس الاتحاد بصحبة أحمد الخميس الأمين العام، مع وفد الاتحاد الفلسطيني في العاصمة الأردنية عمان مساء اليوم، وذلك للتناقش حول وجهة المباراة التي تجمع بين المنتخبين في 13 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ويأتي اجتماع اتحاد الكرة السعودي مع نظيره الفلسطيني في محاولة أخيرة من الجانب السعودي لنقل المباراة إلى الأردن أو أي دولة يفضل المنتخب الفلسطيني اللعب فيها كما جرت العادة في الفترات السابقة، ليتجنب الاتحاد السعودي أي تبعات لهذه المواجهة في أمور بعيدة عن الرياضة.
وكانت مواجهة الأخضر السعودي مع نظيره الفلسطيني في الجولة الأولى مقررة أن تلعب في فلسطين قبل أن يتم نقل المباراة للدمام قبل موعدها بأسبوع وذلك بحسب اتفاق تم بين الطرفين دون إيضاح مصير مباراة الإياب حينها، حيث أعلن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن اتحاده وافق على نقل المباراة للدمام تقديرا للظروف الاستثنائية للسعودية.
وفي مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي، كشف اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في مؤتمر صحافي سبق مباراة المنتخب مع نظيره الإماراتي التي أقيمت على ملعب فيصل الحسيني، أنهم، الاتحاد الفلسطيني، لن يقبلوا بنقل أي مباراة رسمية مستحقة على أرضهم لتلعب خارج أرضهم، موضحا أن ما حدث مع السعودية في الجولة الأولى كان من مبدأ التدوير بحيث تلعب الذهاب في السعودية والإياب في فلسطين.
وأوضح الرجوب في المؤتمر الصحافي ذاته الذي عقد في 7 سبتمبر الحالي: «في المباراة السابقة وبناء على طلب الإخوة في السعودية، قبلنا بمبدأ التدوير»، مضيفا: «ندعو كل الدول العربية وعلى رأسها السعودية للعب في فلسطين تحت رعاية الفيفا، وبحماية الشرطة الفلسطينية ورعاية الشعب الفلسطيني، وهذا ليس له علاقة بالتطبيع»، مختتما حديثه: «البعض يستخدم مفهوم التطبيع لتبرير تهربه من مساعدتنا في تثبيت الملعب البيتي لفلسطين».
وبدأت مطالبات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بلعب مبارياته على أرضه بعد اعتماد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتكون مباراة الإمارات التي لعبت في الشهر الحالي هي الأولى من نوعها ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم التي تلعب على الأراضي الفلسطينية؛ حيث انتهت المواجهة التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا بالتعادل السلبي دون أهداف.
وكان أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، قال في تصريحات إعلامية يوم الأربعاء الماضي ونقلتها «الشرق الأوسط»، إنهم لم يتلقوا توجيهات حتى الآن من الجهات ذات العلاقة باللعب مع منتخب فلسطين على أرضه، موضحًا: «لكننا بطبيعة الحال لدينا الحرص الكامل على أبنائنا اللاعبين».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».