تركيا تعلن مقتل 55 من «الكردستاني» في غارات جوية على شمال العراق

قيادي في الحزب: مستعدون لهدنة ثنائية برعاية طرف ثالث

مظاهرة حاشدة ضد حزب العمال الكردستاني في أنقرة الخميس الماضي (رويترز)
مظاهرة حاشدة ضد حزب العمال الكردستاني في أنقرة الخميس الماضي (رويترز)
TT

تركيا تعلن مقتل 55 من «الكردستاني» في غارات جوية على شمال العراق

مظاهرة حاشدة ضد حزب العمال الكردستاني في أنقرة الخميس الماضي (رويترز)
مظاهرة حاشدة ضد حزب العمال الكردستاني في أنقرة الخميس الماضي (رويترز)

واصل الطيران التركي أمس غاراته المكثفة على مواقع حزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية من إقليم كردستان العراق المحاذية لتركيا، فيما أعلن مقاتلو العمال الكردستاني مقتل أكثر من 12 جنديا تركيا وأسر ضابط رفيع في الجيش التركي في عمليات نوعية نفذوها في مناطق مختلفة من كردستان تركيا (جنوب شرقي تركيا).
وأعلنت مصادر أمنية تركية أمس أن 55 على الأقل من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قتلوا عندما قصفت طائرات حربية تركية معسكرات تابعة للحزب في شمال العراق الليلة قبل الماضية. وأضافت المصادر أن الطائرات أقلعت من قاعدة في ديار بكر بجنوب شرقي تركيا وعادت في وقت لاحق دون أن تلحق بها أضرار، حسب وكالة «رويترز».
من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية سلامي التينوك، في تصريحات نقلتها الصحافة، أن الحكومة الانتقالية المكلفة بقيادة تركيا حتى الانتخابات في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) قررت تجنيد خمسة آلاف عنصر جديد من «حرس القرى»، وهي ميليشيا كردية موضع جدل، بهدف تعزيز القتال ضد «العمال الكردستاني». ونقلت شبكة «إن تي في» الإخبارية عن التينوك قوله: «عملا بتعليمات رئيس وزرائنا (أحمد داود أوغلو) سننشر إعلانا في الصحف لتجنيد خمسة آلاف من حرس القرى». وهذه القوة التابعة للجيش، التي أنشئت في نهاية الثمانينات، تضم حاليا نحو سبعين ألف رجل وامرأة يتقاضون أجورهم من الدولة. وطالبت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في تركيا والخارج مرارا بالتخلي عن هذه القوة شبه العسكرية.
من ناحية ثانية، قال زاكروس هيوا، عضو العلاقات الخارجية في منظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني، التي تضم تحت جناحها حزب العمال الكردستاني وأحزاب ومنظمات كردية أخرى في تركيا، لـ«الشرق الأوسط»: «عمليات مقاتلي العمال الكردستاني الدفاعية ضد الجيش والشرطة التركية متواصلة في جبال كردستان تركيا ومدنها في بوتان وزاكروس ودرسيم وكارزان ووان، وما زلنا في مرحلة الدفاع عن الشعب وعن أنفسنا من الهجمات التركية، وحربنا من أجل حماية الإدارة الذاتية الديمقراطية في كردستان تركيا التي أعلن عنها مؤخرا في عدد من المدن، وفي الوقت ذاته نحن مستعدون لوقف إطلاق النار من جانبين، للعودة إلى طاولة الحوار، بإشراف طرف ثالث، سواء أكان هذا الطرف دوليا أو داخليا. كثير من الأطراف الداخلية والدولية طالبت بوقف إطلاق النار ودعت حزب العمال الكردستاني إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد، لكن قيادة منظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني بينت أنها أعلنت الهدنة من جانب واحد من قبل تسع مرات وفي كل مرة كانت تركيا تخرق الهدنة، لذا من أجل نجاح أي عملية هدنة أو وقف إطلاق النار مستقبلا يجب أن تكون من جانبين وليس من جانب واحد»، مشيرا إلى أن الطائرات التركية تواصل غاراتها المكثفة على مواقع الحزب في مناطق حفتنين ومتين الحدودية في إقليم كردستان، لكن دون وقوع خسائر بشرية، مؤكدا أن القصف التركي ألحق أضرارا كبيرة بالبيئة في تلك المناطق.
من جانبه، قال أحد القادة الميدانين في صفوف قوات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني: «تمكن مقاتلونا خلال الساعات الماضية من السيطرة على عدد من الطرق الرئيسية في كردستان تركيا، خاصة التي تتخذها القوات التركية في نقل الدعم لجنودها، وشن المقاتلون عددا من الهجمات النوعية على مقرات الجيش والشرطة واستهدفوا عجلاتها الناقلة للجنود والأسلحة بألغام أرضية في مدن ديار بكر وشرناخ وكفر وهكاري، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل أكثر من 12 جنديا وشرطيا تركيا، فيما اعتقلت مجموعة من مقاتلينا ضابطا رفيع المستوى في الجيش التركي بالقرب من مدينة شرناخ، حيث كان الضابط متخفيا في ملابس مدنية ويريد الالتحاق بوحدته، وتم نقله فيما بعد إلى أحد مواقع مقاتلي العمال»، مشيرا إلى أن هذا الضابط هو «الثاني الذي يأسره مقاتلونا خلال الأيام العشرة الماضية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.