17 قتيلاً على الأقل في هجوم لطالبان على قاعدة جوية قرب بيشاور

مقتل 6 مسلحين في هجوم بطائرة «درون» أميركية شمال غربي باكستان

17 قتيلاً على الأقل في هجوم لطالبان على قاعدة جوية قرب بيشاور
TT

17 قتيلاً على الأقل في هجوم لطالبان على قاعدة جوية قرب بيشاور

17 قتيلاً على الأقل في هجوم لطالبان على قاعدة جوية قرب بيشاور

قُتل 17 شخصًا على الأقل، أمس، في هجوم شنه مسلحون من حركة طالبان الباكستانية على قاعدة لسلاح الجو الباكستاني في شمال غربي البلاد في عملية هي الأكثر جرأة للمتمردين منذ هجومهم الدامي على مدرسة في بيشاور في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأعلن الجنرال عاصم باجوا المتحدث باسم الجيش الباكستاني أن أكثر من عشرة متمردين هاجموا فجرا قاعدة بادابر العسكرية في ضاحية بيشاور على الحدود الأفغانية، لكن الجنود تمكنوا من صد تقدمهم.
وبعد ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة و«طوق الجنود الإرهابيين في منطقة ضيقة»، كما أضاف هذا المسؤول. وأفاد الجيش بمقتل «16 شخصا كانوا يصلون في مسجد متاخم لموقع المواجهات»، من غير أن يوضح ما إذا كانوا مدنيين أو عسكريين». وقتل ضابط في الجيش أيضًا في المواجهات، كما قتل 13 متمردا على الأقل، بحسب ما ذكر العسكريون الباكستانيون. لكن مصدرا أمنيا حذر من أن «هذه الحصيلة يمكن أن ترتفع».
من جهة أخرى، أوضح مسؤول كبير في سلاح الجو الباكستاني طلب عدم كشف اسمه، أن هذه القاعدة تستخدم فقط لإيواء العسكريين. وأضاف: «ليس هناك أي طائرة تابعة لسلاح الجو، أي طائرة حربية منتشرة في هذه القاعدة». وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الشاهد كفاية الله الذي يمتلك متجرًا قرب هذه القاعدة العسكرية، إن «الهجوم بدأ في وقت مبكر من هذا الصباح برمي قنابل يدوية واستخدام أسلحة أوتوماتيكية». وأضاف: «كنا نصلي في مسجد قريب. كان متعذرا الخروج من بابه الرئيسي، لذلك قفزنا من النافذة وهربنا». وذكر ثابت الله خان العامل المياوم الذي لحقت أضرار جزئية بمنزله من جراء هذا الهجوم، لأن قاعدة بادابر قريبة من أحد الأحياء السكنية، أن «الانفجارات وإطلاق النار كان كثيفا. إنه لأمر مرعب». ولا تزال عملية جارية خلال فترة قبل الظهر للقبض على المتمردين المختبئين في محيط القاعدة، كما قال الجيش. وتبنى المتحدث باسم حركة طالبان باكستان العملية في رسالة إلكترونية لوكالة الصحافة الفرنسية، موضحا أن أكثر من عشرة مقاتلين شنوا الهجوم.
وكانت الحركة التي تخوض تمردا مسلحا منذ ثماني سنوات ضد الحكومة والجيش، شنت في ديسمبر الماضي أعنف هجوم في تاريخ باكستان الحديث حين اقتحمت وحدة من عناصرها مدرسة في بيشاور، وقامت بقتل أكثر من 150 شخصا، معظمهم من الأطفال.
ومنذ ذلك الحين، شن المتمردون عمليات استهدفت العسكريين والأهداف، ولا سيما ضد المسلمين الشيعة. لكن هجوم أمس (الجمعة) هو الأكثر جرأة الذي تشنه حركة طالبان باكستان في البلاد منذ تلك المجزرة.
وعلى أثر هذا الهجوم، كثف الجيش الباكستاني عملياته ضد معاقل المتطرفين في شمال غربي البلاد، وعلى الأخص في منطقتي خيبر ووزيرستان الشمالية القبليتين، المنطقة التي كانت المعقل الرئيسي لحركة طالبان وشبكة حقاني وتنظيم القاعدة في العقد الماضي.
وقام الطيران الحربي الباكستاني هذا الأسبوع بقصف وادي شوال في شمال وزيرستان، وهي منطقة مكسوة بغابات كثيفة يختبئ فيها المتمردون. وأدت هذه العمليات العسكرية خلال الأشهر الأخيرة إلى الحد من عدد الاعتداءات التي ينفذها المتمردون في جميع أنحاء البلاد.
كما استأنفت باكستان ردا على الهجوم على المدرسة في بيشاور عمليات الإعدام، وأنشأت محاكم لقضايا الإرهاب تواجه انتقادات، إذ تسمح للجيش بمحاكمة مدنيين في جلسات مغلقة. وينتقد المدافعون عن حقوق الإنسان خصوصا استخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات، وعدم احترام حقوق الدفاع، والتوقيفات والاعتقالات والإعدامات السرية على هامش هذا النظام القضائي.
وتشن باكستان منذ أكثر من عام عملية عسكرية كبيرة تستهدف مخابئ المتمردين في المناطق القبلية (شمال غرب) بهدف القضاء على تمرد إسلامي يعصف بالبلاد منذ أكثر من 10 أعوام. ويقول المسؤولون إن نحو ثلاثة آلاف مسلح قتلوا منذ إطلاق تلك العملية.
من جهة أخرى، ذكر مسؤولون باكستانيون أن ستة مسلحين لقوا حتفهم أمس خلال هجوم يشتبه أن طائرة أميركية دون طيار نفذته في المنطقة القبلية المضطربة شمال غربي البلاد.
وذكر مسؤول أمني شريطة عدم الكشف عن هويته أن قذيفتين أطلقتا على مجمع سكني في منطقة لادها بجنوب وزيرستان وسيارة متوقفة بمكان قريب. ويسيطر على المنطقة التي لا تستطيع وسائل الإعلام الوصول إليها أحد فصائل حركة طالبان ويطلق عليه «خان سانجا». وفي إسلام آباد قدمت باكستان شكوى أمس بسبب ما تواتر بشأن قتل ثلاثة مدنيين على أيدي قوات هندية في إقليم كشمير المتنازع عليه بمنطقة الهيمالايا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية قاضي خليل الله إن رجلين وفتاة (13 عامًا) قتلوا في بلدة نيكيال بالمنطقة أول من أمس، وتم رفع الاحتجاج لدى نائب المفوض السامي الهندي.
وأضاف خليل الله أن باكستان أعربت عن قلقها العميق من انتهاكات وقف إطلاق النار غير المبررة المستمرة من قبل قوات الأمن الهندية والاستهداف المتعمد للمدنيين الأبرياء والمدان بشكل كبير.
وتتبادل الدولتان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي جرى التوقيع عليه عام 2003 بشأن كشمير.
وخاضت الدولتان ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، من بينها حربان بشأن الإقليم الجبلي، الذي تزعم كل منها أحقيتها في السيادة عليه بشكل كامل.



«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.