اتفاق في الصخيرات بين ممثلي مجلس النواب الليبي ومقاطعين له

المبعوث الدولي وصفه بـ«التاريخي»

برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يتحدث إلى رجال الإعلام في الرباط أمس (أ.ب)
برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يتحدث إلى رجال الإعلام في الرباط أمس (أ.ب)
TT

اتفاق في الصخيرات بين ممثلي مجلس النواب الليبي ومقاطعين له

برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يتحدث إلى رجال الإعلام في الرباط أمس (أ.ب)
برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يتحدث إلى رجال الإعلام في الرباط أمس (أ.ب)

أعلن برناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، أمس أنه جرى التوصل إلى اتفاق في منتجع الصخيرات المغربي بين مجلس النواب المعترف به دوليا، وأعضائه الذين كانوا يقاطعون جلساته.
وعد ليون الاتفاق أهم ما تم التوصل إليه منذ بداية الحوار السياسي الليبي. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ممثلي المجلس والنواب المقاطعين: «لدي أخبار جيدة للغاية وهي الأهم منذ بداية هذا الحوار. إنني هنا لأعلن عن اتفاق بين ممثلي مجلس النواب والنواب المقاطعين على البدء فورا في معالجة المرحلة الانتقالية من مجلس النواب».
وأوضح ليون أن هذا الاتفاق، الذي وصفه بـ«التاريخي»، يعد أيضا رسالة «أمل» و«وحدة» و«ديمقراطية» لكل الليبيين، وتأكيدا على أنه بإمكان الليبيين معالجة اختلافاتهم «سياسيا» «بشكل سلمي عن طريق التحاور والاستماع إلى وجهات النظر الأخرى»، مضيفا أن هذا الاتفاق سيشكل «مرجعا ليس فقط لليبيا، ولكن لكل المنطقة في سوريا واليمن والعراق».
وأضاف موضحا: «كنا نعمل على هذا الحوار منذ عام، ومررنا بفترات صعبة وأخرى اتسمت بالسلاسة»، مشيدا بالاتفاق وبدور المساهمين في التوصل إليه.
وأبرز ليون أن هذا الاتفاق يعد أحد متطلبات الاتفاق الأممي، الذي يهدف إلى ضمان التوافق والتعددية والتوازن داخل مجلس النواب، وتوقع أمس التحاق وفد المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) بالصخيرات من أجل استكمال إنجاز الاتفاق النهائي.
وكان ممثلو مجلس النواب الليبي ومقاطعون له، قد أعلنوا أمس في الصخيرات، أنهم تمكنوا من معالجة مجموعة من «القضايا العالقة» بينهم، تمهيدا للتوصل لاتفاق نهائي للنزاع في ليبيا، وأوضحوا في مؤتمر صحافي مشترك مع ليون أن هذا الاتفاق يأتي «دعما وتنفيذا للاتفاق السياسي الليبي ومخرجاته، الذي سيساهم في إخراج البلاد من أزمتها الراهنة والانطلاق نحو مرحلة جديدة»، مشيرين في بيان تلاه الهادي علي الصغير، عضو مجلس النواب، إلى أن أعضاء اللجنة المشكلة لتنفيذ المادة «17» من الاتفاق الأممي، توصلوا خلال اجتماعات عقدت برعاية البعثة الأممية ما بين 15 و17 سبتمبر (أيلول)، إلى «نتائج وحلول مثمرة وتضمينها كملحق رئيسي ضمن الاتفاق السياسي». كما أبرزوا أن النقاط التي جرى الاتفاق حولها تهم المقر المؤقت لانعقاد جلسات مجلس النواب، ومراجعة النظام الداخلي للمجلس، وتشكيل لجان المجلس، والقرارات والتشريعات التي أصدرها، وتطوير العمل التشريعي.
وشدد البيان على أنه بناء على ما تم التوصل إليه، فإن الأطراف الليبية أصبحت «أقرب من أي وقت مضى لبناء ليبيا وإعادة لحمتها واستقرارها من خلال تقوية الجسم التشريعي، ودعم حكومة التوافق الوطني لتلبية متطلبات الشعب الليبي».
وتتركز محادثات الجولة الجديدة من الحوار السياسي الليبي، التي انطلقت الخميس الماضي بمشاركة جميع أطراف الحوار، على التوصل لاتفاق نهائي لتسوية النزاع الليبي، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني.
يذكر أن منتجع الصخيرات شهد، في يوليو (تموز) الماضي، التوقيع، بالأحرف الأولى، على اتفاق من طرف مختلف الأطراف المجتمعة، بمن في ذلك رؤساء الأحزاب السياسية المشاركون في الجولة السادسة للمحادثات السياسية الليبية، مع تسجيل غياب لممثلي المؤتمر الوطني العام.
من جهته، صرح الهادي علي الصغير، عضو وفد برلمان طبرق أنه «تنفيذا للمادة 17 من الاتفاق السياسي الليبي توصلنا نحن المجتمعين لنتائج وحلول مثمرة وتضمينها في ملحق رئيسي ضمن الاتفاق السياسي»، مضيفا قوله: «نحن أقرب من أي وقت مضى لبناء ليبيا وإعادة لحمتها واستقرارها، وذلك من خلال تقوية الجسم التشريعي ودعم حكومة التوافق الوطني لتلبية متطلبات الشعب الليبي».
وبينما أشاد ليون بالنساء والرجال الذين شاركوا في المفاوضات، وقال إن التاريخ الليبي سيتذكرهم بفضل هذا الاتفاق الذي توصلوا إليه، قللت مصادر في مجلس النواب الليبي من أهمية إعلان ليون عن هذا الاتفاق، وقالت في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يعني نجاح مفاوضات الصخيرات بالكامل.
وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن الخلاف الذي اندلع بين مجلس النواب وأعضائه الذين انقطعوا عن حضور جلساته في طبرق، هو خلاف إجرائي وشكلي فقط، مشيرة إلى أن المحك الرئيسي هو قدرة ليون على إقناع برلمان طرابلس بالخضوع لاتفاق سلام يقضي بتشكيل حكومة وفاق وطني.
وكانت الأمم المتحدة مدعومة بالسفراء والمبعوثين الخاصين إلى ليبيا حددت يوم الأحد المقبل موعدا نهائيا للاتفاق على المسودة، وإنهاء النزاع الدائر منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
داخليا، وفي أحدث هجوم إرهابي من نوعه وسط العاصمة الليبية طرابلس، هاجمت 8 عناصر تابعة لتنظيم «داعش» في نسخته الليبية مقر قوة الردع الخاصة أمس، وحاولت اقتحام مقر السجن التابع لمؤسسة الإصلاح والتأهيل في مطار معيتيقة، ما أسفر عن مصرع المهاجمين، بالإضافة إلى ثلاثة من حراس المقر وأحد السجناء.
وقالت قوات الردع الموالية لما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني، غير المعترف بها دوليا والتي تسيطر بدعم من ميليشيات فجر ليبيا المتشددة على العاصمة طرابلس منذ العام الماضي، إن مجموعة مسلحة قامت بمهاجمة قوات الحراسة بالقنابل اليدوية، واستخدمت الأحزمة الناسفة والانتحارية، وبدأت في الرماية على أفراد الحراسة والسجناء، وتمكنوا من الدخول حيث قاموا بمحاولة تهريب بعض السجناء المعتقلين في قضايا إرهابية، وزودوهم بالأسلحة والقنابل اليدوية.
من جهته، أعلن تنظيم ولاية طرابلس أن مجموعة وصفها بـ«انغماسية»، لكنه لم يحدد عددها ولا جنسية أعضائها، قامت باقتحام مقر قوات الدرع التابع لوزارة الداخلية داخل مطار معيتيقة بوسط العاصمة طرابلس. ولم يكشف التنظيم عن دوافع هجومه، مكتفيا بالإشارة إلى أن من سماهم «أسرى المسلمين يقاسون العذاب داخل المقر».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.