وصول طلائع حجاج اليمن لمنفذ الوديعة الحدودي

في ظل توجيهات القيادة بتسهيل مهامهم وتمكينهم من أداء المناسك

جانب من وصول طلائع حجاج بيت الله الحرام اليمنيين لمنفذ الوديعة (واس)
جانب من وصول طلائع حجاج بيت الله الحرام اليمنيين لمنفذ الوديعة (واس)
TT

وصول طلائع حجاج اليمن لمنفذ الوديعة الحدودي

جانب من وصول طلائع حجاج بيت الله الحرام اليمنيين لمنفذ الوديعة (واس)
جانب من وصول طلائع حجاج بيت الله الحرام اليمنيين لمنفذ الوديعة (واس)

وجهت جهات تنفيذية في المملكة العربية السعودية، أمس، بتذليل كل العقبات أمام استقبال الحجاج اليمنيين الذين يتوافدون عبر منفذ الوديعة وإنجاز إجراءات دخولهم إلى البلاد لتأدية مهام الحج، وذلك تأكيدًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالعمل على تسهيل مهامهم وتمكينهم من أداء مناسكهم.
وقال الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة نجران، إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تبذل كل ما بوسعها في خدمة الإسلام والمسلمين، وبما تسخره من إمكانات لراحة ضيوف الرحمن، وتأمين سلامتهم، ليؤدوا مناسك الحج بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، بمتابعة دقيقة من الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا.
ووجّه أمير منطقة نجران بتكثيف الجهود وتذليل كل العقبات لاستقبال طلائع الحجاج اليمنيين، الذين يتوافدون عبر منفذ الوديعة الحدودي، وإنجاز إجراءات دخولهم.
واستقبلت الجهات العاملة في المنفذ أولى طلائع الحجاج اليمنيين بكل حفاوة، حيث كان في استقبالهم عدد من مسؤولي القطاعات والإدارات الحكومية في المنطقة، يتقدمهم محافظ شرورة، وقائد حرس الحدود، ومدير الجوازات، ومدير منفذ الوديعة، ومدير جمارك المنفذ.
وتتضافر جهود جميع الجهات الحكومية في المنفذ لخدمة الحجاج، حيث تقوم بعمل دؤوب في إنهاء معاملات دخول الحجيج، وتيسير عبورهم وتقديم المساعدات اللازمة لهم وتوجيههم وإرشادهم والعمل على راحتهم.
وأوضح صالح سعد المؤنس مدير الشؤون الصحية بمنطقة نجران، أن مركز المراقبة الصحية بمنفذ الوديعة جاهز لاستقبال حجاج بيت الله الحرام من خلال الكشف عليهم ومطابقة شهاداتهم الصحية وإعطائهم العلاج الوقائي اللازم، إضافة إلى تسليمهم مطويات صحية توعوية عن الأمراض المعدية كالإنفلونزا والحمى الشوكية والطرق الوقائية منها أثناء أداء مناسكهم، وتوفير العلاجات واللقاحات لهم، لافتا إلى أنه تم دعم المركز بـ48 موظفًا من القوى العاملة الفنية من مختلف الفئات.
وتقوم جوازات منفذ الوديعة بتسهيل دخول الحجاج من خلال آلية البصمة الإلكترونية، والإسراع في توقيع أوراقهم، وختم جوازاتهم، وتمكينهم من العبور في وقت قياسي، كما يقوم مركز الجمرك بتفتيش السيارات والأمتعة دون تأخير، في عملية سلسة عبر المسارات.
وتشارك وزارة الشؤون الإسلامية، والجمعية الخيرية، وهيئة الهلال الأحمر بجانب الجهات الأخرى المشاركة في المنفذ بتقديم التوعية والإرشاد والتوجيه وتوزيع المطبوعات التوعوية ودليل المناسك الإرشادي، وتقديم المشروبات والوجبات الخفيفة على الحجاج. كما تقوم الجهات الأمنية بمتابعة وحفظ الأمن في المنفذ وتقديم العون والمساعدة، وكذلك التأكد من سلامة الحجاج وتوفير الإمكانيات وتهيئة الظروف المناسبة لهم.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».