مسلحون يقتحمون برلمان طرابلس.. ومبعوث الأمم المتحدة يبحث أسماء المرشحين لحكومة الوفاق

مطار طبرق يمنع أي شخصية رسمية من السفر إلا بخطاب رسمي من النائب العام

مسلحون يقتحمون برلمان طرابلس.. ومبعوث الأمم المتحدة يبحث أسماء المرشحين لحكومة الوفاق
TT

مسلحون يقتحمون برلمان طرابلس.. ومبعوث الأمم المتحدة يبحث أسماء المرشحين لحكومة الوفاق

مسلحون يقتحمون برلمان طرابلس.. ومبعوث الأمم المتحدة يبحث أسماء المرشحين لحكومة الوفاق

اقتحم مسلحون، أمس، مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق، المنتهية ولايته في العاصمة الليبية طرابلس، في مؤشر جديد على تعثر مفاوضات السلام التي تقودها بعثة الأمم المتحدة بمنتجع الصخيرات بالمغرب.
وقال شهود عيان، إن صلاح بادي، وعبد الرؤوف المناعي، وهما من أبرز قيادات ميليشيات فجر ليبيا التي تسيطر بقوة السلاح على مقاليد الأمور طرابلس منذ صيف العام الماضي، قد قادا مجموعة من المسلحين إلى داخل مقر البرلمان بسبب مخاوف من إدراج اسميهما على قائمة محتملة لعقوبات اللجنة التابعة لمجلس الأمن الدولي. لكن مصادر رسمية قالت في المقابل، إن بادي والمناعي اقتحما مقر البرلمان لتأكيد رفضهما للمسودة الأخيرة التي وزعتها بعثة الأمم المتحدة على اتفاق سلام محتمل، مشيرة إلى أن مشاحنات كلامية وتشاجرًا بالأيدي قد وقع بين الطرفين وبعض أعضاء برلمان طرابلس الذي لا يحظى بأي شرعية دولية. وتزعم بادي والمناعي في السابق مظاهرات أمام مقر البرلمان السابق في طرابلس، لإقناع أعضائه بالعدول عن المشاركة في مفاوضات السلام التي تقودها بعثة الأمم المتحدة. وكان فريق الحوار التابع لبرلمان طرابلس اجتمع أول من أمس، بمقره مع عدة لجان داخلية لمناقشة آخر مستجدات الحوار السياسي الليبي، علمًا بأن البرلمان السابق خصص جلسته أول من أمس لنفس الموضوع. وجرت عملية اقتحام مقر برلمان طرابلس في وقت أعلن فيه مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون البدء بمناقشة أسماء المرشحين لحكومة الوفاق الوطني المقترحة.
وجاء إعلان ليون في وقت ما زال فيه طرفا الحوار الرئيسيان، وهما وفد برلمان طبرق المعترف به دوليًا ووفد برلمان طرابلس، لم يعودا إلى منتجع الصخيرات بعد مهلة حددتها البعثة لمناقشة المسودة الجديدة المعدلة والعودة بأسماء لمرشحي حكومة الوحدة الوطنية.
واعتبر ليون أن البيان الصادر مؤخرًا عن بعض نواب برلمان طبرق والقاضي برفض المسودة المعدلة، لا يمثل رأي الأغلبية لأن «النصاب لم يكن مكتملاً» عند إصدار البيان.
وكانت بعثة الأمم المتحدة أعربت عن أملها بتوقيع اتفاق سلام بحلول الأحد المقبل، بعد تصويت برلماني طبرق وطرابلس لصالح تبني المسودة الجديدة، على أن يدخل الاتفاق الذي ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية حيز التنفيذ في 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وهو تاريخ انتهاء ولاية برلمان طبرق المعترف به دوليًا.
وقال ليون لا يزال هناك افتقار للثقة بين الأطراف، وهذا ما يفسر، بشكل جزئي، ما يحدث في المباحثات، مضيفًا: «وهذا يعني صعوبات في التوصل إلى اتفاق نهائي.. ويعني أيضًا صعوبات في التحلي بالمرونة».
ولفت إلى أن «الرسالة الموجهة إلى الليبيين كافة، رسالة إلى أولئك الموجودين في طبرق في مجلس النواب وفي طرابلس في المؤتمر الوطني العام أن الأمم المتحدة لن تقرر لهم، لن يقرر أي أحد لهم.. هم من يتعين عليهم اتخاذ القرار».
وتابع: «لذلك ليس هناك إملاءات.. المجتمع الدولي لا يقول لهم ما عليهم فعله، هم من يجب أن يتخذ هذا القرار وهم أحرار في اتخاذ أي قرار والكل سوف يحترم ذلك».
من جهته، قال مدير عام مطار طبرق الدولي حسين هليل، إن المسؤولين بالمطار يرفضون وبقوة منع أي شخصية رسمية أو أي مواطن من السفر من خلال المطار؛ إلا بخطاب رسمي من النائب العام والسلطات القضائية.
وكان هليل يشير إلى حادثة توقيف مسلحين، رئيس الوزراء الانتقالي عبد الله الثني ومنعه من مغادرة مطار الأبرق متجهًا إلى مالطا لحضور مؤتمر للنفط.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن هليل قوله، أن المطار مؤسسة مدنية رسمية تتبع الدولة ولا علاقة لها بأي تجاذبات سياسية أو خلافات بين الشخصيات والساسة في الدولة، مشيرًا إلى أنه أصدر تعليماته لكل العاملين بالمطار، وخصوصًا إدارة أمن المطار والمداخل والبوابات بعدم مساس أي شخصية ومنها من السفر.
إلى ذلك، وزعت عمليات الجيش الليبي صورًا فوتوغرافية بمدن المنطقة الغربية (الجميل ورقدالين زلطن)، في إشارة إلى سيطرة قوات الجيش على هذه المدن والطرق المؤدية إليها.
في المقابل، شهد معبر رأس الجدير على الحدود التونسية - الليبية توافد أعداد كبيرة من الليبيين هربًا من المعارك العنيفة التي تفجرت قبل ساعات بين قوات فجر ليبيا وقوات الجيش الذي يقوده الفريق خليفة حفتر.
وتدور المواجهات على بعد نحو 30 كيلومترًا من الحدود التونسية التي تشهد حالة استنفار لقوات الأمن والجيش تحسبًا لأي طارئ.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.